كفى لعب دور الضحية

mainThumb

13-05-2025 05:12 PM

في السنوات الأخيرة، تصدّر الخطاب الإعلامي الأردني رواية واحدة مكررة: "الأردن مستهدف... الأردن ضحية مؤامرات خارجية..."، حتى بات هذا الطرح يشكّل العنوان الأبرز لمعظم الأزمات والمشكلات الداخلية. ومع أهمية التنبيه للمخاطر المحيطة، إلا أن الاستمرار في تقديم الأردن كضحية فقط، حوّل هذا الخطاب إلى أداة لتبرير التقاعس وضعف الأداء.

اللعب المستمر على وتر "الاستهداف" أراح بعض المسؤولين من واجبهم الأساسي في المبادرة والعمل والإصلاح، وترك المواطن في دائرة الخوف والانتظار. هذه الرواية تُسقط من الحساب مسؤولية الداخل، وتُغفل أن التحديات الكبرى لا تُواجه بالبكاء على الواقع، بل بإصلاحه.

المطلوب اليوم هو خطاب إعلامي أكثر نضجاً وواقعية، يعترف بالتحديات، لكنه لا يعلّق كل فشل على شماعة الخارج. خطاب يزرع الثقة بالقدرة على التغيير، ويطالب بالمساءلة، ويعزز ثقافة الإنجاز لا الاتكال.

الأردن ليس دولة ضعيفة، بل دولة لديها من الكفاءات والقدرات ما يؤهلها للوقوف بثبات. لكن البداية تكون من إعلام يحترم وعي الناس، ويعيد تعريف دوره من ناقل للخوف... إلى محفّز للأمل والفعل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد