ترقيع غشاء البكارة .. بين الرفض والقبول

mainThumb

08-10-2013 12:04 PM

عمان - السوسنة – رزان السيد - عاشت " س "  ظروفا نفسية صعبة كادت ان تودي بها الى الانتحار،نتيجة المصيبة التي ألمت بها في ظل مجتمع لا يرحم،واقترافها فعلا افقدها عذريتها خارج اطار الزوجية .



قصة "س" تحمل في طياتها ظروفا مختلفة، فقد أقامت علاقة مع خطيبها، فقدت خلالها عذريتها قبل ان يعقدوا القران، ولسوء حظها توفي خطيبها، قبل اتمام حفل الزواج بشهور، وبقيت وحيدة تقارع مصيبتها، الى ان استدلت على حل أنقذها وأعاد اليها الحياة من جديد، لا سيما انها ابنة عائلة متشددة ومحافظة، فان كشف أمرها قد تتعرض للقتل في ابسط الحالات .



استدلت "س" الى احدى الطبيبات، التي اخبرتها بقصتها المأساوية، وما يمكن ان تؤول اليه من نتائج خطيرة ان كشف أمرها، وطلبت منها اجراء عملية " ترقيع لغشاء البكارة" لاخفاء الامر واعادة عذريتها .



" الترقيع " .. وهو عملية طبية بسيطة، تعيد غشاء البكارة الذي تم فضه، الى حالته الطبيعية، وبعد مرور شهر على اجراء العملية تختفي معالمها ويصعب اكتشاف العملية .


هذا النوع من العلميات، بدأ ينتشر في الظل، ويمارسه بعض الاطباء في مخالفة صريحة للقانون،مقابل مبالغ مالية كبيرة يتلقوها من الفتاة التي تكون قد فقدت عذريتها، لسبب ما .

السوسنة، فتحت الملف رغم التكتم على الموضوع ورفض التحدث به خاصة لوسائل الاعلام ، وتوصلنا الى حقائق ،تشير الى  ان اجراء عمليات الترقيع، رائجة وبسرية تامة، نتيجة انتشار العلاقات الجنسية غير الشرعية بين الشباب والفتيات،التي ازدادت في الاونة الاخيرة نتيجة ثورة المعلومات والاتصالات، وعوامل اقتصادية .
 


شهود عيان، اعترفوا لـ "السوسنة" ان بعض الاطباء  يقومون بمثل هذه العمليات في نطاق ضيق، وبشروط محددة، هدفها انقاذ الفتاة من القتل ان كشف امرها، او ان كانت الفتاة تعرضت لاعتداء من احد المحارم او تكون فقدت عذريتها نتيجة حادث ما، مشيرين الى عدم قناعة البعض بشهادات العذرية الطبية .

 

رأي الطب



وتقول اخصائية نسائية وتوليد، اشترطت عدم ذكر اسمها، انها اجرت حوالي 50 عملية ترقيع اغشية بكارة لفتيات تعرضن لحوادث مختلفة كالاغتصاب والاعتداء ونتيجة لحظة ضعف من باب انساني .

وتضيف هذه الطبيبة ، انها لا تجري العملية،لاي فتاة الا بعد التأكد من سيرتها الجسدية وخلوها من الامراض، وانها فعلا تحتاج الى مثل هذه العملية.


وتقول في حديثها لـ " السوسنة " أن اجراء مثل هذه العمليات يعتبر في الدول الغربية من العمليات الصغيرة والتجميلية وهي لا تستغرق سوى ساعة واحدة وترتاح بعدها المريضة لتستيقظ من أثر البنج .



وقبل اجراء العمليات تقوم الطبيبة بسؤال المريضة عن الحادثة التى تسببت في ذلك سواء كان حادث أغتصاب او ممارسة علاقة مع شخص وكم المدة التى حدثت بعدها، لان بعد مرور عدة أيام لا يمكن معرفة او تحديد ذلك فيلجأ الطبيب الى سؤالها اسئلة خاصة أذا انتقل لها مرض او اعراض للتأكد من أنها لا تحمل اي مرض مثل الايدز ،السيلان وغيره من الامراض التى تلحق في الجهاز التناسلي، لان ذلك سوف يؤدي الى أصابتها بمضاعفات اخرى ، وفق الطبيبة .



وتتابع الطبيبة حديثها لـ "السوسنة " ان اجراء مثل هذه العمليات قد يؤدي الى فقدان الاحساس بالمتعة الجنسية والتقليل من شهوانية المرأة ومن الممكن ان تفقدها جزئيا او بشكل كامل.
 


ونقوم أيضا بسؤالها اذا انجبت او أجرت عملية اجهاض من قبل لانه سوف يؤدي الى صعوبة اجراء هذه العمليات في تلك الحالات لانها قد تكون فقدت بقايا غشاء البكارة التى من الممكن استصلاحه بسهولة عندما يكون موجوداَ، وفق الطبيبة .



وتقول الطبيبة  ان الفحص السريري مهم قبل اجراء عملية الترقيع،اذ يتبين مدى نسبة تمزق الغشاء، مشيرة الى أن كلفة هذه العمليات في بعض الاحيان تصل لـ  400 دولار وأحيانا تكلف من 1000 الى 1500 دولار ويعود ذلك حسب الطبيب والحالة.



وكشفت الطبيبة لـ "السوسنة " انه  وفي بعض الحالات يطلب الطبيب ان كان ذكرا ممارسة علاقة جنسية قبل اجراء مثل هذه العملية مع الفتاة الفاقدة لعذريتها، وقد يضطر الى استغلالها ماديا وجنسيا او تهديدها بالحاق الاذى بها .



يذكر هنا ان عقوبة الطبيب الذي يجري عمليات ترقيع غشاء البكارة  الفصل من نقابة الاطباء الاردنيين وسحب رخصة مزاولة المهنة والحبس مدة 3 سنوات، وفق القانون الاردني .



وبينت الطبيبة انه في بعض الحالات تأتي سيدات وهي تشك في فقدها لعذريتها ويمكن تحديد ذلك عبر الفحص السريري، وفي بعض الحالات يكون  تهتك الغشاء قليل، أي لم يتمزق بشكل كامل وفي هذه الحالة لا يتم اجراء عملية لانه ليس بحاجة .




وأوضحت الطبيبة لـ " السوسنة " أن هناك عدة حالات كثيرة يمكن أن تولد الفتاة بعيب خلقي في الغشاء ويمكن ان يحدث نتيجة ممارسة خاطئة او بسبب تعرضها لضربة اثناء ممارسة رياضة او غيره و اذا سبق لها زواج او تعرضت الى عملية اغتصاب .
فغشاء البكارة يولد مع الفتاة ولكن عند سن الخامسة يبدأ يتكون بشكله الطبيعي واذا حدثت اية حالة اعتداء على الفتاة قبل سن الخامسة من الممكن ان يشفى طبيعيا ولكن حسب الحالة .


 
علم الاجتماع



وفي هذا الصدد يقول استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية  د. حمود عليمات، ان اجراء مثل هذه العمليت  سيؤدي الى انتشار الفساد والرذيلة في مجتمعنا الشرقي، والى  هدم اسر اذا تم اكتشاف ذلك بعد زواجها .



 
وأضاف في حديث لـ "السوسنة "  ان المجتمعات بدأت تلتزم في العفة في موضوع العذرية، مؤكدا ان رفض العلاقة الجنسية قبل الزواج يحمي الفتاة اجتماعيا، كما  يحميها من امراض عدة لا تخفى على أحد .


 
ودعا الدكتور عليمات الى  ارشاد وتوعية الفتيات والشبان مؤكدا أن التوعية خير وسيلة ،مؤكدا على ضرورة تثقيف المجتمع واخراجه من دائرة العيب والخوف من الحديث في هذه المواضيع .


 
ودعا  الفتاة الى تجنب اجراء مثل هذه العمليات "الترقيع"، لانها اساس اي علاقة في المجتمع حيث تبني اجيال مفككة حاقدة ومدمرة ولا يوجد فيها اية رحمة.


 
واكد على ضرورة  انتاج منهاج يدرس لتوضيح مدى خطورة هذا الموضوع وحساسيته، فعندما ننظر الى الغرب يجب ان لا ناخذ منهم الامور السيئة لانه مجتمع بلا قيم وان الفتاة التى لم تقيم علاقة جنسية قبل سن 16 عشر تضطر للذهاب الى الطبيب، فالمجتمع الغربي يتقبل مثل هذا، اما مجتمعنا العربي فلا يتقبل ذلك لانه يعتبره كارثة اجتماعية،  فان التوجه نحو العقلانية في هذه الامور يجنبنا الكثير من التفكك الاسري والمجتمع .



علم نفس  


ويقول استاذ علم النفس  في الجامعة الاردنية   د. يوسف ابو حمدان لـ"السوسنة": أن نجاح اي علاقة زوجية مبنية في الاساس على الصراحة والصدق، فعند الخوض في مثل هذه المسائل يجب ان نسأل انفسنا لما اقدمت الفتاة على هذا بما انها على علم الكارثة التى سوف تحدث ؟.

واضاف : هنا نقسم الحالات التى تأتي بها الفتاة الى عيادة احد الاطباء او الطبيبات لتجري مثل هذه العملية، هناك حالات مختلفة، فقد تكون الفتاة تعرضت لحادث اعتداء من قبل احد افراد العائلة او شخص اخر ويمكن ان تكون جراء عيب خلقي وفي هذه الحالة يمكن ان نشير الى انه يمكن للفتاة ان تأخذ ورقة مصدقة من المستشفى تثبت انها ولدت هكذا وبهذا العيب كباقي الامراض، ويمكن ان تجري هذه العملية ولكن عليها مصارحة الزوج بذلك لانه من الممكن ان يكتشف ذلك .



 وفي حالات اخرى، يتابع الدكتور ابو حمدان،  قد تكون الفتاة اقدمت على هذه الخطيئة بسبب حبها ووثوقها بشاب قد اغراها بانه سوف يتزوجها وانه لكي لا يرتكب ذلك مع فتاة أخرى يقيم علاقة جنسية معها .



ودعا الدكتور ابو حمدان الفتاة التي تفقد عذريتها الى عدم الاستسلام للخوف والرعب، بل عليها ان  تصارح زوج المستقبل فاذا قبل بها كما هي، كان به،  وفي الكثير من الحالات يفضل الرجل المرأة الصادقة ويحترمها على صدقها لانه من الممكن ان يتزوج من اخرى تكون سيئة وهو لا يعلم عنها شيئا، فالصدق اساس كل علاقة بالمجتمع.



ويتابع الدكتور ابو حمدان حديثه للسوسنة انه علينا  ان نحرص دائما عند قدوم فتاة قد تكون تعرضت لحادث افقدها عذريتها مثل الاغتصاب وغيره على البدء  بعلاج نفسي ومعرفة سبب اقدامها على هذا وماذا شعرت، ونشجعها على ان تمضي ويكون هذا حافز لكي تنجح بحياتها وتتقدم دون النظر الى حادثة وهذا ليس مقياس شرف بالمجتمع فكثير من الرجال ممكن ان يتزوج من ارملة او مطلقة سبق لها الزواج وهو يعلم بذلك ويوجد حالات كثيرة قد نجحت باتمام حياة سعيدة عندما بدات بصدق.



وأشار الى انه يوجد حالات اخرى لان انواع غشاء البكارة متنوع ففي بعض الحالات قد يتزوج رجل من امرأة عفيفة ولكن لم يحدث نزول دم في ليلة الدخلة، وقد شك بها ولكن عند فحصها تبين انه من النوع الذي لا يتمزق بسهولة ولهذا لا نقيس دائما عفة وشرف الفتاة بغشاء البكارة ولكن بالصدق والصراحة.




رأي الشرع



وتقول استاذة الشريعة الاسلامية في الجامعة الاردنية الدكتورة ردينة الرفاعي   انه لا يوجد حكم عام في اصول الشريعة لان هذه الظاهرة جديدة .



وتشير الى ان اي علاقة جنسية خارج اطار الزوجية هي زنا،عدا عن اثارها الصحية على الفتاة، لانها من الممكن ان تحمل امراضا معدية او قد تؤدي في الفتاة الى ارتكاب المعاصي وتكرر ارتكاب  الفواحش بمجتمعاتنا .



وعزت انتشار مثل هذه العلاقات غير الشرعية الى التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال وضعف الوازع الديني وغياب الوعي.



وحول عمليات ترقيع غشاء البكارة قالت الدكتورة الرفاعي للسوسنة انها تتم اولا لاخفاء عيب قد حصل وهذا العيب ناشئ عن خطأ وهو الغالب او ان ينشئ لسبب اخر كمرض او تعرض  الشخص لضربة ادت الى تهتكه فاجراء مثل هذه العمليات يكون لاخفاء هذا العيب وفي كلا الحالات لا يجوز .



وتضيف انه قبل ان تفكر الفتاة ان تحمي نفسها من القتل فيجب عليها ان تفكر كيف تحمي نفسها وتحافظ على نفسها ودريء العقوبات لا يكون بالهروب من القانون باخفاء الجريمة، وهذا لا يبرر لنا مثل هذه الاخطاء فالخطأ لا يعالج بخطأ  والغاية لا تبرر الوسيلة ، فيجب على الناس أن يتقوا  الله في كشف العورات غير المبرر .


 
وبينت انه يجب التمييز بين العيب الطارئ اولاَ  الذي لا ذنب للفتاة فيه ويجب ان يتحمل المسؤول النتيجة، فهذه العمليات فتحت افاق لدى المرأة المتزوجة الى اجرائها لانها تود ان تعيش التجربة من جديد ،فيجب عدم النظر للموضوع من زاوية واحدة ،وعلينا ان نرتقي بالمجتمع وان الصدق اهم خطوات نجاح الحياة الزوجية.



أراء



وتقول مريم" ربة منزل" انها ضد اجراء مثل هذه العمليات الا بالحالات الاستثنائية مثل الاغتصاب لدى القاصرات و الحالات القهرية  .



ويقول احمد "طالب جامعي " انه مع اجراء مثل هذه العمليات لانها تنقذ الفتاة من القتل، لانه عندما تقدم الفتاة على ارتكاب علاقة حميمية تكون في حالة لا وعي كافي وادراك.



ويقول محمد" موظف في احدى الشركات و متزوج منذ 3 اعوام " :" انه يظهر تغير على شكل الجهاز التناسلي لدى الانثى بعد عدة مرات  من الممارسة، اذا كان الرجل قد اقدم على الزواج فانه سوف يكتشف هذا الغش وانه لا يقبل على نفسه الزواج من فتاة قد اقدمت على ارتكاب جريمة الزنا لانه سوف يفقد الثقة في جميع الفتيات.



 وتقول عريب  "طالبة "انها ضد اجراء مثل هذه العمليات لانها تعتقد بان الفتاة يجب ان تحافظ على نفسها وعفتها حتى لو احبت شابا يجب ان يحافظ عليها ويصونها ويخاف على سمعتها  .



 وتقول هبه "طالبة جامعية" انها تؤيد فقط الحالات الانسانية كحالات الاغتصاب لانه امر خارج عن ارادة الفتاة ولان الشاب في مجتمعنا لا يقبل في الفتاة غير العذراء لانه يعتبرها جريمة ولان القانون قد يتكفل احيانا في هذه الحالات وكل شخص يجب ان يتحمل ما يقترفه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد