النجومية الرقمية للمسنّين تثير جدلًا في المغرب

mainThumb
من حساب شخص على تيك توك - وفيديو عن أجداده

01-08-2025 06:08 PM

السوسنة - تحوّلت الجدات المغربيات في السنوات الأخيرة إلى نجمات على منصة "تيك توك"، حيث تحظى مقاطعهن العفوية بمتابعة واسعة من الجمهور المغربي والعربي، وتتناقلها شبكات التواصل الاجتماعي لما تحمله من لمحات دافئة عن الحياة اليومية والتراث الشعبي.

تلك الجدات اللواتي اعتدن إعداد الخبز على نار الحطب وسرد الحكايات لأحفادهن، وجدن أنفسهن في قلب المشهد الرقمي الجديد.

لكن وراء هذه المقاطع التي توحي بالبراءة والعفوية، تصاعدت خلال الفترة الأخيرة انتقادات متزايدة من نشطاء ومدافعين عن حقوق الفئات الهشة، متهمين بعض صناع المحتوى الرقمي باستغلال كبار السن، وتحويلهم إلى أدوات للربح السريع، دون مراعاة لكرامتهم أو رغبتهم الفعلية في المشاركة.

واعتبر الخبير في علم النفس والاجتماع، الباحث زكرياء أمخشون، مشاركة كبار السن في وسائل التواصل دلالة على تحوّل ثقافي واجتماعي مهم، لكنه حذر من التناول السطحي لهذه الظاهرة، موضحًا أن بعض المشاركات قد لا تكون صادرة عن رغبة حقيقية، بل نتيجة ضغط اجتماعي أو هشاشة نفسية، مما يطرح تساؤلات حول حدود حرية التعبير للفئات العمرية الكبيرة.

وتزايد الجدل أخيرًا مع ظهور مقاطع تظهر الجدات في تحديات رقمية، أو تقديم نصائح حياتية، أو أداء مشاهد تبدو مرتبة وموجّهة، ما دفع الحكومة المغربية إلى التحرك.

إذ أعلن وزير الثقافة والشباب والتواصل، خلال جلسة برلمانية في 21 تموز/يوليو الماضي، عن مناقشة مشروع قانون يهدف إلى حماية الأطفال والمسنين من الاستغلال في المحتوى الرقمي.

وأشار الوزير إلى وجود فراغ قانوني في تنظيم هذا المجال، ما يصعّب ضبط التجاوزات التي تطال الفئات الهشة، خصوصًا في ظل غياب موافقة واعية من أصحاب المحتوى المُستغَل.

ومن جهته، قال الدكتور الغالي الغيلاني، الباحث في العلوم القانونية بجامعة القاضي عياض، إن تسليع صورة الجدّات والجدود لأغراض ترفيهية أو تجارية يُعدّ خرقًا واضحًا لحقوق الإنسان، داعيًا إلى وضع تشريعات صارمة تلزم صناع المحتوى بالحصول على موافقة موثقة من كبار السن قبل نشر أي مادة رقمية تُظهرهم.

واعتبر الغيلاني أن حماية هذه الفئات تمثل اختبارًا حقيقيًا للقيم الأخلاقية داخل الفضاء الرقمي، داعيًا الأسر والمؤسسات إلى تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على كرامة المسنّين، ومنع تحويلهم إلى رموز استهلاكية تُستخدم لجذب التفاعل على المنصات الاجتماعية.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد