فنانون أردنيون على الرصيف
السوسنة - عندما تعبر بوابة احد المراكز التجارية الكبيرة في منطقة الصويفية في عمان, تلاحظ اختفاء وجه نسوي مألوف كان بين الطاقم الامني الذي يحرس المحال التجارية في "المول".
واذا سالت عنها سيقال لك إن الفنانة الاردنية منى حداد قد استقالت من وظيفتها "كحارسة" بسبب التعب الجسدي والنفسي، فهي لم تعد قادرة على العمل طوال فترة المناوبة الامنية التي تمتد لثماني ساعات متواصلة. وحين اهتدينا الى شقتها المتواضعة في عمان قالت "عيون زملائي الفنانين ينظرون الي بإشفاق كانت تقتلني... فآثرت الاستقالة."
واكملت "كنت وزميلات من الرائدات في إيصال الاغنية الفلكلورية الاردنية الى ما وصلت اليه من نجاح.. والنتيجة البحث عن ما يسد الرمق."
الفنانة منى حداد واصلت الدق على جدار الخزان، وعادت تبحث عن قبس من ضوء في نهاية النفق، عادت الى بيت الفن تبحث عن فرصة بعدما ناشدت كل الاطراف المعنية والرسمية، وكتبت عرض حال الى الادارات المتعاقبة في أمانة عمان التي قدمت لمجموعة من الرواد الدعم المالي، دون ان يشملها هذا الدعم.
واذا اعتقدت أن حالة المطربة والممثلة منى حداد حالة فردية، فلتتجه الى إحدى الجمعيات الخيرية المعروفة في العاصمة عمان، ستجد ايضا أن الفنانة الأردنية رويدا العاص قد عملت لفترة كعاملة تنظيفات، وهي المنتمية الى عائلة فنية اردنية عريقة، فوالدها جميل العاص كان مديرا للقسم الموسيقي في التلفزيون، وله الدور الكبير في إحياء التراث الغنائي والموسيقى الاردني.
تقول رويدا "نبحث عن حل، الان أنا عاطلة عن العمل بعدما سدت بوجهي كل الابواب، نحن رواد الأغنية والفن الأردني... لم أترك بابا إلا وطرقته، ولم أترك كتاب استرحام الا ووجهته للمعنيين، والنتيجة لا أحد يسمع،" بإحساس يملؤه الإحباط واليأس تقول: " لا أريد أن أتسول.. أنا بانتظار رحمة الله."
وإذا كنت ممن عايشو زمن "أردنية أنا" أو "عالعين موليتين" بصوت رويدا أو "يا نجم يا وضاح" بصوت منى حداد، إذا أحسست بالغم والكدر من قسوة ما تسمع أو ترى من أحوال فناناتنا الرائدات اللواتي حملن على أكتافهن مسؤولية إحياء التراث الاردني، واذا خطر ببالك أن الحالة تعاني منها الفنانات بشكل خاص، فلتتجه إلى أحد مقاهي عمان الشعبية وتطلب فنجان قهوة.. سيفاجؤك أن من يحضره لك هو فنان احتل الشاشة الفضية لسنوات كثيرة وأبدع، سيشيح بوجهه ويبتعد أملا بأن لا تتعرف عليه وهو في هذه الحال.
هناك حقائق واقعية مرة وراء هجرة الفنانين في الأردن للساحة الفنية، أولها البطالة والفقر والجوع بسبب الدعم الحكومي أولا.
الحقيقة أن تدهور الاوضاع المالية والمعيشية للفنانين الأردنيين لم تتوقف عند رويدا العاص ومنى حداد فحسب، فهناك من الفنانين من هو مريض أو مقعد أو عاطل عن العمل منذ زمن طويل، بسبب قلة الانتاج السينمائي والتلفزيوني وابتعاد القطاع الخاص والرأسمال الوطني عن المشاركة في الصناعة التلفزيونية والسينمائية في الأردن... فما هي الحلول المطروحة؟
معظم الفنانين يرمون باللوم على الحكومة، وتقصيرها في دعم صناعة الفن في الاردن، ويشير بعضهم الى تقصير القطاع الخاص، وإحجامه عن الخوض في هذه الصناعة الحضارية والمربحة، مع تزايد محطات التلفاز العربية وازدياد حاجتها الى الأعمال الدرامية، التي باتت تستورد من تركيا والمكسيك والبرازيل.
ولكن ما هو راي نقابة الفنانين في هذا الواقع المحزن؟
النقيب حسين الخطيب قال ما يردده الفنانون، وألقى اللوم على الحكومة لتقصيرها في الدعم الرسمي، لأن النقابة "مكبلة لا تستطيع وحدها القيام بواجبها تجاه الفنان... ولأن الثقافة والفنون هي آخر اولويات الحكومة."
وكشف النقيب ان لدى النقابة التزامات قدرها 120 الف دينار للأطباء والصيدليات، كما انها تلتزم بدفع الرواتب الشهرية لحوالي 40 فنانا من المتقاعدين، وهذه الالتزامات تفوق قدرة النقابة المالية.
يقولون إن الفن يجمع ما تفرقه السياسة، ولكن الحقيقة أن الكساد الذي حل بالوسط الاردني بدأت بوادره مع نشوب حرب الخليج الثانية، حيث كان الفنان الاردني ضحية أوضاع سياسية عربية، خصوصا أن عمليات الانتاج التلفزيوني كانت مرتبطة بمصادر انتاجية خليجية، بحيث يقوم المنتج الاردني بوظيفة "منتج منفذ" في معظم الأعمال الدرامية المهمة والضخمة. لذلك تم حرمان الفنان الأردني من المشاركة في المسلسلات الكبيرة لمدة طويلة.
أما بالنسبة لمشكلة الانتاج التلفزيوني والسينمائي في الاردن والتي القت بظلالها على أوساط الفنانين ومستوى معيشتهم، فتعددت أسبابها واختلفت، فالأردن يعيش حالة من الاستقرار، لكنه يفتقر الى الاستثمار في قطاع السينما والتلفزيون على الصعيدين العام والخاص والفنان هو الذي يدفع الثمن.سي ان ان
الاحتلال يشن غارات جوية على شمال وجنوب وشرق لبنان
الحوثيون: أجبرنا طائرات الاحتلال على التراجع باستخدام صواريخ محلية
ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بالسخيف
منتخب السيدات تحت 23 عاما يخسر أمام تونس
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس الأميركية
288 شهيداً خلال 100 ساعة في غزة
ترامب: قريبون جداً من صفقة بشأن غزة
«الخادمة» .. التي خدمها الجميع
هل تتحطم أحلام غزة على صخرة أهداف نتنياهو
إشارات ضعيفة على إطلاق وساطة جديدة في السودان
هل تخلت إدارة ترامب عن حل الدولتين
توقعات بالتوصل إلى اتفاق بشأن غزة خلال 24 ساعة
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
توحيد فتحة عداد التكسي في الأردن .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
1039 قطعة أرض للمعلمين في سبع محافظات
مهم بشأن ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً
بيان عاجل من السفارة الأميركية في عمّان