إشارات ضعيفة على إطلاق وساطة جديدة في السودان
حرب السودان ليست صفرية وليست صراعًا يمكن الفوز فيه عسكريًا، بل تعتمد نتائجه على الاستثمارات التكنولوجية والدعم الإقليمي والدولي لكلا الطرفين. وحتى لو خفّضت الدول الداعمة لقوات الدعم السريع من دعمها، فإن الإمكانيات المالية لهذه القوات تسمح لها بالقتال لشهور أو سنوات إضافية. وفي غياب حل سياسي حقيقي، يبقى المدنيون هم الأكثر معاناة في هذه المعادلة المعقدة. هكذا ختم المفكر والباحث في العلوم السياسية رونالد مارشال مفكرته حول إطلاق عملية وساطة جديدة في السودان والتي جاءت ضمن تقرير نشرته مجلة «آفريكا كونفدنشيال». ورونالد مارشال عالم سياسي فرنسي وأكاديمي بارز متخصص في شؤون أفريقيا ومعروف بأبحاثه حول النزاعات والحوكمة والأمن في القارة الأفريقية، وخاصة في منطقة القرن الأفريقي وفي دول مثل السودان وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى والصومال. زار السودان كثيرا وله علاقات واسعة مع أطياف المفكرين والسياسيين السودانيين، ويسرت الظروف أن أستمتع كثيرا بمحاورات فكرية معه منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي.
يقول مارشال أن هناك تساؤلات حول فهم إدارة الرئيس ترامب لأزمة السودان، وهل ما أعلنه مسعد بولوس، مستشار ترامب لشؤون أفريقيا في الثاني من يوليو/ تموز الجاري من أن واشنطن ستستضيف قريبًا اجتماعًا يجمع وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات لإحياء عملية السلام في السودان، وأن واشنطن على اتصال بالفصيلين المتحاربين السودانيين، وأنه يجب وقف الصراع الداخلي الحالي…، هل هي الخطوة الحاسمة التي طال انتظارها منذ أشهر ولم تُنفَّذ بعد؟ مشيرا إلى حالة الجمود المهيمنة على الموقف إثر عدم إحراز أي تقدم في لقاء نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لانداو بسفراء السعودية ومصر والإمارات في واشنطن في الثالث من يونيو/حزيران المنصرم، بل تخلّى كريستوفر لانداو عن ملف السودان وكُلّف بمهام بيروقراطية. ثم تعمق شعور الجمود عنما فشلت قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت في الأيام نفسها تقريبًا في إصدار بيان حول السودان، رغم ذكرها لأزمات أخرى تؤثر على الشرق الأوسط. ويقول رونالد مارشال أن الأسبوع التالي كان محبطًا بنفس القدر، عندما اقترحت مصر عقد اجتماع في شرم الشيخ في العاشر من يونيو لحل الخلافات بين أبوظبي وبورتسودان، لكن الشروط المسبقة التي وضعتها دولة الإمارات وتضمنت استعادة صفقة ميناء أبو عمامة التي وُقِّعت في ديسمبر 2022 ثم ألغاها السودان في أغسطس 2024، أفشلت اللقاء. ويقر رونالد مارشال بأن موقف أبوظبي هذا يبقى صعب التفسير، ويقول»ربما لم تكن الإمارات مهتمة بأي حوار ووضعت شرطًا صعب القبول لتذكير مسؤولي بورتسودان بأنهم استولوا على أموال ولم يلتزموا بوعودهم. أو ربما أرادت التأكد من أن الجيش السوداني قادر على الاعتراف ببعض الأخطاء لبدء حوار. هناك احتمال آخر أقل ترجيحًا وهو أن المصالح الاقتصادية هي المحرك الأساسي لسياسة الإمارات في حرب السودان. ورغم أن جميع المراقبين يتفقون على أنها عنصر مهم في موقف أبوظبي، إلا أن قليلين يرون أنها الدافع الوحيد».
هل هناك علاقة بين إعلان السيد مسعد بولس حول اللقاء الرباعي المقترح وإتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا الموقع في واشنطن بتاريخ 27 يونيو/حزيران المنصرم عندما ذكر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال حفل التوقيع أن إدارة ترامب، بعد حل أزمة وسط أفريقيا، مستعدة لمعالجة أزمة السودان؟ طبعا اتفاق الكونغو ورواندا، بغض النظر عن تفاصيله، كان نتاج عملية معقدة اشتملت على جهود أمريكية وتأثير قطري، وربما تُجرَّب الوصفة نفسها في السودان، رغم أنها قد تواجه صعوبات جمة بسبب التنافس بين دول الخليج الذي لم يكن موجودًا في وسط أفريقيا. ونحن من جانبنا سنتناول هذا الموضوع في مقال قادم.
ويلفت رونالد مارشال النظر إلى حالة الارتباك التي صاحبت إعادة هيكلة وزارة الخارجية الأمريكية خلال الأشهر الماضية، ويقول في خضم هذا الارتباك، هناك شيء مؤكد وهو أن الخبرة في الشؤون الأفريقية أو السودانية لم تسلم من سياسية فصل الدبلوماسيين والمحللين المحترفين، تخلّى كريستوفر لانداو عن ملف السودان، ولا يتم الإهتمام بالتحليلات العميقة والنقاط الهامة حول السودان التي تركها المبعوث الأمريكي توم بيرييلو، الذي استقال بعد تولي ترامب الرئاسة. ومن الواضح، والقول لمارشال، أن إدارة ترامب ليست مهتمة بتعقيدات الوضع الميداني، بل تبحث عن حلول سريعة. وإذا كان الأمر كذلك، فستركز واشنطن جهودها على فتح المجال الإنساني واحتواء الأزمة إقليميًا. ورغم أن هذا غير كافٍ، إلا أنه سيكون موضع ترحيب من معظم السودانيين الذين عانوا بشدة خلال العامين الماضيين. لكن هذا الخيار يثير إشكالية لم تُحل حتى اليوم، وهي قدرة كل طرف على الالتزام بتعهداته.
بالنسبة للتطورات الميدانية، يقول السيد مارشال أن الحالة العسكرية تقدم قراءات متناقضة حول من المتقدم ومن المتقهقر. ورغم كل الأسلحة الجديدة التي حصلت عليها قوات الدعم السريع إلا أنها حتى اللحظة فشلت في السيطرة على الفاشر ودفعت ثمنًا باهظًا في الهجمات التي شنتها ضد الجيش والقوات المشتركة. ومع وضوح خريطة الحرب أكثر، يحاول كل طرف ترجمة تفوقه المزعوم سياسيًا: فبورتسودان عينت رئيس وزراء مدني بعد أن أعادت ترتيب الصلاحيات الدستورية لصالح الجيش، لكن ربما رئيس الوزراء الجديد سيحاول أن يفعل أكثر من مجرد إضفاء طابع مدني على الحكم العسكري. ومن من جهته، أعلن تحالف «تأسيس» عن تشكيل هيكله القيادي بتعيين حميدتي رئيسا وعبد العزيز الحلو نائبًا له، في خطوة تهدف إلى إدارة المناطق الخاضعة لسيطرته. أما تحالف «صمود» فيواجه أوقاتًا صعبة بعد انضمام العديد من أعضائه إلى «تأسيس».
ومهما كانت انتقاداته للطرفين ودعمهما الخارجي مشروعة، إلا أن اتهام الجميع ليس طريقًا لبناء تحالف جديد من أجل السلام والحكم المدني، والحديث هنا للمفكر رونالد مارشال.
كاتب سوداني
الاحتلال يشن غارات جوية على شمال وجنوب وشرق لبنان
الحوثيون: أجبرنا طائرات الاحتلال على التراجع باستخدام صواريخ محلية
ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بالسخيف
منتخب السيدات تحت 23 عاما يخسر أمام تونس
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس الأميركية
288 شهيداً خلال 100 ساعة في غزة
ترامب: قريبون جداً من صفقة بشأن غزة
«الخادمة» .. التي خدمها الجميع
هل تتحطم أحلام غزة على صخرة أهداف نتنياهو
إشارات ضعيفة على إطلاق وساطة جديدة في السودان
هل تخلت إدارة ترامب عن حل الدولتين
توقعات بالتوصل إلى اتفاق بشأن غزة خلال 24 ساعة
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
توحيد فتحة عداد التكسي في الأردن .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
1039 قطعة أرض للمعلمين في سبع محافظات
مهم بشأن ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً
بيان عاجل من السفارة الأميركية في عمّان