صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - الموعد المقرّر كان قبل أشهر عدّة إلا أنّ إصابة الفنّانة كارول سماحة أثناء التمرينات أجلت الموعد إلى ليلة الأمس، حيث اجتمع إعلاميون وفنّانون وجمهور غفير من محبّي كارول في كازينو لبنان الذي شهد افتتاح أوّل عروض "السيّدة".

البعض ظنّ أنّه ذاهب لحضور مسرحية استعراضيّة، لأنّ فكرة العرض لم تكن قد وصلته بعد، والبعض الآخر توقّع ألا تخرج الاستعراضات المقدّمة عن جو برنامج "ستار أكاديمي"، خصوصاً أن طوني قهوجي مخرج البرنامج الشهير حملت "السيّدة" توقيعه، إلا أن كارول فاجأت الجميع باستعراضات جديدة، تحاكي كلمات الأغاني التي اختارتها بعناية من أرشيفها.

في عرضها أعادت كارول إلى الفنّ الاستعراضي ألقه، كما وجّهت ولو بصورة غير مباشرة رسالة إلى المخرجين، مفادها أنّ لوحة بسيطة مشغولة بعناية، قادرة على إيصال فكرة الأغنية أكثر من فيديو كليب صرف عليه مئات الآلاف من الدولارات.

أما الأغاني التي يتضمنها الاستعراض فهي : "أنا جيت" ، "إحساس"، "مش معقول"، "غالي علي"، "اتطلع فيي"، "اسمعني"، "حدودي السما"، "خليك بحالك"، "أضواء الشهرة"، "تغير لونك"، " علي"، "وتعودت"، "حبيت دلوقت"، "رجعالك"، "حخونك"، "وحشاني بلادي"، و"ما بدي آكل".

كارول بدت مدهشة بغنائها ورقصها على المسرح، فمرّ العرض الأوّل دون أي أخطاء من تلك التي تقع عادةً في الاستعراضات المباشرة، أقله في العروض الأولى، وهو ما يعكس إصرار كارول على النجاح، وعلى تحقيق حلمها، الذي حالت دون تحقيقه في السابق الكثير من العراقيل.

كارول التي صنع الرحابنة مجدها في بداياتها، تصنع اليوم مجدها بنفسها في استعراض "السيدة"، بمعاونة فريق عملها المكوّن من راقصين أجانب، ومن مصممي الرقصات سامي خوري وكلاوديو برتوليني والمخرج طوني قهوجي، وتردّ للفن الاستعراضي ألقه، وتؤكد من جديد أنّ بيروت ستبقى عاصمة الفن العربي رغم الأزمات التي تعصف بها.

"السيدة" استعراض غنائي يستحق المشاهدة، وتجربة بدأ الإعداد لها منذ مدة طويلة كانت كفيلة بإخراج العمل بما يليق بتاريخ كارول الفني، ويؤسّس ربّما لنوع جديد من الفن بعيداً عن الحفلات التجاريّة المستهلكة.