صحيفة السوسنة الأردنية

ليس لدي معلومات جديدة عنهم سوى أنهم بشر مثلنا يلبسون لباسنا,ويعيشون كما نعيش نحن ,ويركبون آليات ذات أربعة عجلات كالتي نركبها نحن في حياتنا اليومية ,يأكلون كما نأكل ,ويعيشون كما نعيش ,لكنهم مميزون..
 
يقول أحد المغتربين في محافظة الطفيلة"تعرض ابني لغيبوبة أجبرتني على الانطلاق إلى الطريق الرئيسي للبحث عن مركبة تنقذ ابني, وحينما كنت أركض اتصلت برقم طوارئ الدفاع المدني وأخبرتهم عن موقعي لتكون حينها الصعقة بالنسبة لي".
 
يضيف"أنني ما لبثت أن وصلت الشارع الرئيسي حتى قابلتني سيارة الإسعاف بدويها المعروف حيث التقطني السائق بذكاء وطلب مني بيده أن أدله على المنزل ليتوجه إليه بسرعة,وذلك كله لم يتجاوز الدقيقة والنصف فقط".
 
ويؤكد المغترب ذاته على أن الشعور الذي انتابه في مراحل الإسعاف, والنقل, أربكته بحيث أنه شعر بأن ابنه هو قريب جدا للمسعف والسائق الذين انهمكوا في إنقاذه بلهفة وكأنهم يعرفونه منذ زمن بعيد,مما أجبرني حينها على البكاء والدعاء لهذا البلد بموفور الأمن والأمان والتقدم.
 
إن المتابع لجولات رجال الدفاع المدني يجد فيهم الوطنية والشجاعة والانضباط يترأسها الشعور بالإنسانية اتجاه الخدمات التي يقدمونها للجميع.
 
وإن لقائي مع المغترب وحديثه المطول عن نشامى دفاع مدني الطفيلة لم يزدني معلومات جديدة عنهم فأنا أعرفهم جيدا وأعرف قلوبهم البيضاء جيدا ومتعمق بأفكارهم الإنسانية البحتة لكنني زدت فخرا واعتزازا بأردنيتي وأن هؤلاء الشجعان هم أخوتي وأصدقائي وأنني أحمل الجنسية ذاتها التي يحملونها.
 
إن كل ما تحدث به المغترب وما أشعر به اتجاه رجال الدفاع المدني  لم يأتي بمحض الصدفة بل جاء ثمرة التدريب والتأهيل والانضباط الأمني والتوجيه نحو الإنسانية بكل تفاصيلها وتقديم الخدمة المثلى التي تعبر عن وطننا الإنسان وتدفعنا نحو الشعور بالكرامة والعزة والفخار.
 
فشكرا لكم نشامى دفاع مدني الطفيلة والوطن على ما قدمتموه لنا...