مباحثات الربيعي في عمان تنتهي بالفشل .. وتكتفي بترتيب الحدود

mainThumb

16-08-2007 12:00 AM

لم تحقق مباحثات الوفد العراقي في عمان بقيادة مستشار الامن القومي موفق الربيعي نتائج ملموسة فالأردن تعوّد ان لا يأخذ على محمل الجد كلام المسؤولين العراقيين لمعرفته الاكيدة بقدرتهم المحدودة على الوفاء بتعهداتهم او الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين وما اكثرها.

وساد الاضطراب الوفد العراقي جراء تغيير برنامج لقاءات الوفد بالمسؤولين الأردنيين عدة مرات. ووفق مصدرحكومي فان الأردن تعمد تغيير برنامج زيارة الوفد العراقي لإفهام العراقيين أن هناك انزعاجا أردنيا .

وأكد المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن بلاده غاضبة من الحكومة العراقية، وعزا ذلك إلى اتهام العراق للأردن بالابتزاز، واتهام الحكومة الأردنية بتعاملها بطريقة غير لائقة مع العراقيين، إضافة إلى عدم صدقية حكومة نوري المالكي في تنفيذ بنود اتفاق النفط ذي الأسعار التفضيلية.

ورغم الأجواء غير الايجابية للمباحثات، وفق مصادر عدة، إلا أن موفق الربيعي وصف مباحثاته مع المسؤولين الأردنيين، خلال مؤتمر صحافي عقده الاربعاء ، بـ “الايجابية والجدية والصريحة”، مشيرا الى أنها “أفضت إلى نتائج مثمرة للتعاون بين الجانبين”.

وقال المصدر إن الاجتماعات بحثت آليات التنسيق الأمني المتعلق بدخول العراقيين إلى الأردن”، إضافة إلى “آلية تبادل المعلومات الاستخبارية بفاعلية تحقق الاستقرار والأمن لكلا الطرفين .

ووجد الربيعي الذي كان من المقرر ان يستقبله جلالة الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ، نفسه مضطرا إلى الإقرار بالعبء الذي يفرضه وجود مئات الآلاف من العراقيين في الأردن.

وقال ندرك أن العراقيين في الأردن يشكلون عبئا على البنية التحتية والسلع المدعومة.

وقال الربيعي إن الأردن والعراق سيفعلان مذكرة التفاهم التي وقعت بين وزارتي الداخلية في البلدين قبل عامين إلى جانب تفعيل البروتوكول الأمني الذي وقع العام الماضي، موضحا ان “الحدود الأردنية العراقية الأكثر أمنا لأن الأردنيين يأمّنون الحدود على الجانبين”. وكشف عن اعتقال سلطات بلاده تسعة أردنيين متهمين بقضايا إرهابية، وسجن ستة آخرين محكومين في قضايا جنائية، وأن التحقيق جار مع المعتقلين، وهناك تعاون مع الحكومة الأردنية بشكل كبير في هذا الإطار.

ونفى المسؤول العراقي وجود مباحثات بين بلاده والأردن حول تسليم معتقلين أردنيين إلى حكومتهم مقابل تسليم معارضين سياسيين وإعلاميين عراقيين في الأردن إلى حكومة المالكي. وقال “لا يوجد مثل هذه التقابلية بل متابعات لمطلوبين جنائيا وقضائيا”.

وأكد أن المسؤولين الأردنيين شددوا على دعم وحدة وسيادة العراق واستقلاله. قائلا: “اتفقنا على أن الصراع في العراق ليس طائفيا بين السنة والشيعة إنما يحاول المتطرفون من الجانبين جعله كذلك بل هو سياسي يعبر عن أجندات دولية”، لكن “بعض الأحزاب السياسية تستخدم ورقة الطائفية لتحقيق مكتسبات سياسية”.

وثمن الدور الأردني في رعاية العراقيين خارج العراق. وأشار الى أن المباحثات تناولت إدخال نظام التأشيرات لدخول العراقيين إلى الأردن. ونقل الربيعي وعداً من مسؤولين أردنيين بدراسة مزيد من التسهيلات للتقليل من معاناة العراقيين والكلف المترتبة عليهم.

وقال الربيعي: “شكا مسؤولون أردنيون من تدخل وخروقات إيران للأجهزة الأمنية العراقية، مقرا (الربيعي) بوجود “بعض الخروقات” الإيرانية للأجهزة الأمنية لأنها تأسست بشكل سريع، بحسبه”.

وأوضح أن الحكومة العراقية “نظفت” الداخلية من 13 ألف عنصر، ويوجد 9 آلاف آخرين من وزارتي الداخلية والدفاع ولا يزال التحقيق معهم جاريا. واتفق المسؤولون الأمنيون في الجانبين على أن “العنف في العراق كثير منه إقليمي، دول إقليمية تريد تصفية حساباتها داخل العراق مع دول أخرى”.

وتناولت المباحثات بين الجانبين تفعيل مذكرة التفاهم التي وقعت بين الطرفين قبل عام والتي تقضي بتزويد الأردن بخمسين ألف برميل نفط بأسعار تفضيلية “مدعومة”. وعزا تأخر بلاده في تطبيق الاتفاقية إلى مشكلات أمنية حالت دون نقله إلى الأردن.

وأشار الربيعي الى أن الحكومة العراقية اقترحت حصول الأردن على النفط من البصرة أو مباشرة من كركوك. وأكد عزم حكومة بلاده خلق منظومة علاقات اقتصادية قوية مع الأردن.

وسئل عن حقيقة وجود قوى سياسية عراقية داخل الائتلاف الحكومي تمنع وصول النفط الى الأردن، فأجاب: “هذه هي الديمقراطية في العراق” لكنه أقر: “بوجود قوى لها أهداف سياسية مختلفة وأجندات مختلفة ومصالح متضاربة” وقال: “نحتاج إلى وقت لبناء الهوية العراقية الجديدة”.

ورفض الإجابة عن سؤال يتعلق بطلب الحكومة العراقية تسليم رغد صدام حسين معتبراً ذلك تدخلاً في القضاء.

وسئل الربيعي عن طلب الحكومة العراقية تسليمها ساجدة الريشاوي التي أصدر القضاء الأردني حكما بإعدامها إثر ضلوعها بتفجيرات فنادق عمان ،2006 فأجاب: “إن موضوعها انتهى باتخاذ القضاء قرارا بإعدامها”.

وزاد أن بلاده “ستعمل كل ما في وسعها لمساعدة الأردن والتعاون معه في تحمل هذه الأعباء”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد