عدنان جرادات حلاق اردني كفيف

mainThumb

06-12-2008 12:00 AM

خالد ابو زيد ـ هل يمكن لكفيف أن يمارس مهنة دقيقة مثل الحلاقة.. وأن يمسك مقصًا ومشطًا مثل المبصرين ليبدأ عملية قص شعر أحد الزبائن؟ الشاب الأردني عدنان جرادات الذي ولد كفيفًا استطاع أن يجيب عمليًا على هذا السؤال مع قليلٍ من التحدي والاصرار على تعلم تلك المهنة التي قد يؤدي الزلل فيها إلى نتائج قد لا تحمد عقباها.

وعن تجربته مع هذه المهنة يقول جرادات لصفحة الأمل على موقع mbc.net : "كنت أسمع عن مهنة الحلاقة كثيرًا.. وكنت أشعر أنها عمل فني مميز ومهنة ممتازة، و بالنسبة لي كان أكثر من مستحيل أن أمارسها.. إلى أن التقيت بمعلمي الماهر الذي يتمتع بسمعةٍ جيدة بين أصحاب هذا "الكار" فتعلمت منه تلك المهنة".

ويضيف جرادات: "كنت أتوقع أن أقوم بعملية حلاقة كاملة لزبون واحد خلال خمسة أشهر.. لكن الأمور الآن مختلفة؛ فثقتي بنفسي زادت مع توالي التجارب واطمئنان الزبائن لي عند الحلاقة".

تحدي الذات
وعن أسباب اختياره لتلك المهنة رغم صعوبتها، خاصةً وأن السوق فيه الكثير من المهن البسيطة يقول جرادات: "هناك مهن أخفّ وأبسط، إلا أنني اخترت مهنة الحلاقة كي أستطيع تحدي نفسي وإثبات قدرتي على النجاح، ولكن، في المحصلة، أي عمل للكفيف يحتاج إلى تدريبٍ قبل ممارسته حتى لو كان سهلاً، وللأسف لا يوجد هناك مدربون لأي مهنة تتعلق بالكفيف".

والآن صار جرادات حلاقًا متميزًا، لكن كيف يرى رأس الزبون، وكيف يميز خصلات الشعر الطويلة من القصيرة؟ يقول جرادات: "ربما فقدت القدرة على البصر، إلا أن لي عينان في مقدمة أصابع يدي أتلمس بها رأس الزبون مستكشفًا بهما خارطة شعره، وأميز الطويل من القصير.. هذه الخطوة تعلمتها جيدًا".

لكن جرادات لا ينكر أنه "قد يستعين بالزبون الذي يوجهه أحيانًا نحو أماكن الشعر الطويل، ولا يخفي أن القلق يكون أحيانًا سيد الموقف، لكن هذا القلق سرعان ما يتلاشى تدريجيًا".

ومع الشعور بالسعادة الذي يعتريه بعد انتهائه من كل عملية حلاقة، إلا أن هناك مشكلة أخرى تواجهه؛ وهي عدم إجادة فن الكلام مع الزبائن وسرد القصص والنكت، وهي من الصفات التي اشتهر بها الحلاقون على مر التاريخ، خصوصًا وأنه "غير محب للكلام".

غير أن هذه الصفة كانت سببًا في إقبال كثيرٍ من الزبائن الذين لا يحبون الثرثرة وكثرة الكلام.-- ام بي سي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد