جيشٌ صلب وخط سيادة لا يُكسر

جيشٌ صلب وخط سيادة لا يُكسر

25-12-2025 08:29 PM



مما لا شك فيه أن الجيوش وجدت من أجل حفظ أمن دولها ودرء أي مخاطر وتهديدات تهدد استقرارها ، لذلك قوة الدول باتت تقاس راهنا بقدرتها على حفظ وحماية وصون حدودها وأمنها بعيدا عن الاستعراض ، وبحزم لا يخطئ بوصلته مهما كانت التحديات والظروف .

ونحن في الأردن نعتز ونفتخر بقواتنا المسلحة التي تواصل عملها لترسيخ معادلة مفادها أن أمن الأردن واستقراره هو خط أحمر ، وأن حدوده الجغرافية على امتداد واجهاتها لم ولن تكون ساحة مفتوحة للخارجين عن القانون والميليشيات والتنظيمات التي تحمل أفكارا ظلامية ، لا سيما تجار السلاح وسموم المخدرات ، ولم ولن تكون ممرا عابرا لمشاريع الإرهاب والدمار والفوضى المنظمة .

ومن هنا لا يمكن قراءة العمليات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة مؤخرا على حدودنا الشمالية والتي أسفرت عن تحييد عصابات إجرامية وتدمير أوكار خبيثة تستغل لتصنيع وتخزين وتهريب الأسلحة والمخدرات على أنها حدث أمني عسكري عابر ، وإنما كانت هذه العمليات النوعية رسالة استراتيجية واضحة ومتعددة الاتجاهات تجزم وتثبت قطعا أن الجيش يعمل ضمن عقيدة دفاعية استباقية تستند إلى معلومات استخبارية دقيقة ، بالإضافة إلى تعاون وتنسيق إقليمي واع وقرار سيادي لا يقبل التردد.

وتثبت قواتنا المسلحة من خلال هذه العمليات أنها قادرة على نقل المعركة والتهديدات إلى خارج منطق "الانتظار" ، علاوة على حسن اختيار الزمان والمكان المناسبين لفرض قواعد الاشتباك لحماية الأراضي الأردنية من أية مخاطر وتهديدات تمس الاستقرار الوطني والمجتمعي ، خاصة وأن عمليات تهريب السلاح والمخدرات تعتبر أداة تستند إليها تلك الجماعات الإرهابية الخارجة عن القانون ، لتمويل الفوضى من خلال محاولة ضرب بنية الدول من الداخل وزعزعة أمنها واستقرارها .

ومن هنا تبرز صلابة قواتنا المسلحة بكافة تشكيلاتها ووحداتها القتالية ونجاحها على مر السنوات الماضية في الجمع بين الانضباط الاحترافي والجاهزية القتالية الدفاعية عالية المستوى، والقدرة على التكيف مع مختلف أنماط وأشكال التهديدات غير التقليدية، فجيشنا العربي المصطفوي يعرف حدوده جيدا ، ويمتلك معلومات مفصلة عن أعدائه ، ويمتلك من الخبرة ما يجعله حاضرا على الدوام بقوة دون أن ينجر إلى استعراض أو مغامرة.

ولا يمكن الحديث عن هذا الأداء الاحترافي المتقدم بعيدا عن التوجيهات المستمرة والدعم اللامحدود الذي يحظى به الجيش من القائد الأعلى للقوات المسلحة ، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم - حفظه الله - الذي وضع منذ توليه سلطاته الدستورية بناء جيش عصري قوي في صميم مشروع الدولة الأردنية .

إن التحديث المتواصل ورفع الكفاءة والاستثمار في الإنسان والسلاح كانت جميعها ولا تزال عناوين بارزة لنهج ملكي يؤمن بأن أمن الأردن واستقراره ثابت أساسي لاستقراره السياسي ودوره الإقليمي الهام في المنطقة.

إن وقوف الجيش بالمرصاد وتصديه لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن ومحاولة زعزعة استقراره - كما يؤكد الجيش دائما في بياناته - ما هو إلا تعبير دقيق وفي محله عن عقيدة وطنية تؤمن أن حماية المواطن والأرض واجبا مقدسًا لا يخضع للحسابات والاعتبارات الظرفية .

وفي الوقت الذي نرى فيه حدود كثير من الدول هشة وتتآكل ، يثبت الأردن بجيشه وقيادته للجميع أن السيادة لا تستجدى أبدا ، وأن الأمن والاستقرار لا يمكن بأي حال أن يداران بالبيانات والاستعراض وإنما بالقوة المنضبطة والخطط المدروسة ، لذلك يعتبر جيشنا العربي الباسل صمام أمان الوطن ، وركنا ثابتا لا يتزحزح في معادلة الدولة التي تعرف ماذا تريد وكيف تحميها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد