مختار العشيرة .. مهام مقدسة يجب الاستفادة منها

mainThumb

11-12-2014 11:04 AM

ما زالت المجتمعات الشعبية تلتف حول شخص من أصولها أو أفرعها وتختاره من بينها لينظم شؤونهم الداخلية, ويوجههم وينصحهم, وذلك بعد أن يكون مميزا على أصعدة مختلفة منها قوة الشخصية, وحكيم الرأي,وثاقب الرؤية في التعامل مع العقبات والصعوبات التي قد تواجه من حوله ليكون بذلك "مختارا" أو شيخا للعشيرة.
 
إن المختار أو شيخ العشيرة في مجتمعنا الأردني, له احترامه على الصعيدين الحكومي والشعبي, وذلك لكونه المتحدث باسم عشيرته, والقادر على تنظيم شؤونها لما يتسم به من قبول للرأي والعمل به وتطبيقه ضمن منظور منطقي وواقعي بالنسبة لجميع أفراد هذه العشيرة.
 
لقد تابعت العديد من جولات المخاتير ووجهاء العشائر في لواء بصيرا تحديدا, ووجدت أنهم استطاعوا أن يضيفوا طابعا وطنيا جديدا على نشاطهم الاجتماعي والعشائري هو "خدمة المجتمع المحلي" بحيث يكون لهم توجها إيجابيا آخرا يُسجل في تاريخهم.
 
يتوجهون إلى الدوائر الرسمية والوزارات ومؤسسات صنع القرار في القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المحلي والمنظمات الربحية وغير الربحية, يحملون معهم هموم اللواء, وينقلونها إلى المسؤولين بقلب رجل واحد, ويعودوا بعد ذلك إلى قواعدهم الشعبية ومقارهم العشائرية لينظروا شؤون أفراد عشائرهم ضمن عملهم الرئيسي.
 
لا يهدفون في جولاتهم إلى تسليط ضوء الإعلام أو الفعاليات الشعبية على نشاطهم وتحركاتهم, وهذا ما تلمسته على أرض الواقع, بل يؤمنون أن الجنود المجهولون هم من يخدمون الوطن لمجرد أنهم يعشقونه,ولا يضيقون ذرعا من خدمته وتطويره بكافة السبل الممكنة.
  
هم متطوعون,لا يوجد من يجبرهم على التحرك والتجوال دون مقابل, فلا يبحثون عن أضواء الشهرة, ولا أخبار على المواقع الإلكترونية, ولا نشر تبنيهم لإنجازاتهم بين فعاليات المجتمع المحلي,بل يكتفون بنومهم الهادئ بعد الإنجاز والعطاء.
 
قد يكون محمود السفاسفة وكمال المزايدة ومحمود الزيدانيين وأحمد عيال سلمان وبسام الشروش وقبلان المسيعديين وعبدالقادر الزيدانيين وغيرهم من رجالات الوطن الذين يعملون دون كلل أو ملل ودون مقابل لا ينتظرون ظهور أسماءهم في هذا المقال لكن نقل صورتهم المشرفة للعالم هو واجب وطني أيضا,لتعم الفائدة والفكر التطويري المنظم لكافة شرائح المجتمع.
 
كم نحن بحاجة إلى تفعيل أدوار وضعناها على رفوف الخمول والكسل منذ أعوام, قد تكون كفيلة بدعم عجلة التطور والبناء في أوطاننا ومناطقنا, ونأخذ دور رجالاتنا كمثال واقعي لرسم مستقبل مشرق لأردننا بريشة العطاء والإنجاز.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد