صحيفة السوسنة الأردنية

نسجل للحكومة نجاحها منقطع النظير بالتعامل مع الازمة وحسن ادارتها المتمثلة بالازمتين الاخيرتين "هدى" و "جنى"، ولا ننسى دور القطاع الخاص بذلك من خلال تسخير بعض الشركات آلياتها لفتح الطرق والتسهيل على المواطنين وهذا امر طبيعي في الاردن بلد الامن والامان والخلق الرفيع الذي تربينا عليه واستلهمناه من قيادتنا الحكيمة. نثمن النجاح الباهر للحكومة في ادارة الازمة ونتمنى النجاح في كل شيء وان يطال جميع مجالات الحياة ليلمس المواطن نتائجه الايجابية في حياته الخاصة والعامة.

النجاح الاعظم كان في مناطق عمان كما هو حاصل في باقي مجالات التنمية الاخرى!!!، لكن مع الاسف سمعنا شكاوى كثيرة تفوق الحد المعقول تعالت بها اصوات المتضررين في العديد من المناطق الجنوبية والشمالية تمثلت باغلاق الطرق لفترات طويلة وايضا الانقطاع المتكرر والدائم للتيار الكهربائي في تلك المناطق او بعضها!!!. لعل المواطن المدرك والغيور والمحب للاردن ان يتخلق الاعذار للحكومة المتعلقة بادارة ازمات الثلوج وغيرها، كون الاردن ولله الحمد بلد قليل الازمات ومستقر، ولكن بالمقابل على الحكومة عامة والجهات المعنية خاصة الاستفادة من تلك التجارب واستخلاص العبر اللازمة منها، على الاقل بعدم تكرار نفس الاخطاء او اساليب العمل القديمة التي لن تجدي نفعاً، واعداد السيناريوهات اللازمة للتعامل مع الازمات المستقبلية التي نسال الله تعالى ان يجنبنا اياها.

لايفوتنا التنويه الى قضية ادارة الازمات بتعطيل الدوام او تأخيره!!!، فلو افترضنا ان هناك منخفض جوي عميق جداـ او استمر تساقط الثلوج لما يفوق الخمس ايام متواصلات، فماذا نحن فاعلون؟!!!. هل تستمر العطلة وتعطل الحياة العامة ويلقى بالعبء بالكامل على القوات المسلحة والدفاع المدني والامن؟ ام ماذا؟. من بديهيات ادارة الازمات وجود قاعدة بيانات شاملة لكل شيء ومتخصصة بادارة الازمات تشتمل على سبيل المثال لا الحصر على: عدد المبان، عدد السكان، عدد الاليات اللازمة واماكن تواجدها وعناوينها بالكامل، عدد ونوع الاطباء والممرضين والكادر الطبي اللازم، اماكن بديلة لتجمع السكان، ظروف تعليم بديلة ملائمة وما الى ذلك.

نهاية القول لا بد ان يكون هناك  سيناريوهات معدة سلفاً للتعامل مع الازمات مهما كان نوعها، وان لا يتم اعتماد خطة واحدة نقف مكتوفي الايدي في حال فشلها وننتظر النتائج مهما كانت، فلا بد من خطط بديلة وسيناريوهات متعددة ومتنوعة تاخذ في الحسبان اسوأ الاحتمالات. فليس من المعقول ان تدار الازمة بتعطيل الدولم او تأخيره.