الحديقة الخلفية بين الذهبي والمجالي،

mainThumb

21-05-2009 12:00 AM

يأتي رئيس الحكومة الى مجلس النواب ، البارحة ، لشرح قصة عطاء الديسي ، امام لجنة الزراعة والمياه ، ومعه رئيس مجلس النواب المهندس عبدالهادي المجالي ، وتتفاجأ بحضور ما يزيد عن ستين نائبا.

الثلاثاء ، ليلا ، اسمع من يقول ان رئيس الحكومة متعب ولا يريد ان يدافع عن حكومته ، وان هناك توترات مع بعض الوزراء ، وان الرئيس مستسلم لقدره ، وكأنه ينتظر ساعة الرحيل ، وانه محبط ، وان العلاقات بينه وبين رئاسة مجلس النواب ، فاترة ، وان الرئيس وصل الى مرحلة ، تتساوى فيها الاشياء ، عنده ، فان بقي او رحل ، فالامر سيان ، وهكذا تتوالد القصص في عمان الغربية ، وتسمعها ايضا ، عمان الشرقية ، باعتبار ان الحديث عن الحكومة ، جزء من حديث البيوتات الاردنية.

اللقاء الذي حضرت جانبا منه ، يؤكد عكس ما يقال ، فالرئيس يدافع عن حكومته بقوة ، وعن وزراء حكومته ، واذا كان عبدالهادي المجالي ابدى عتبه على وزير المياه في بداية اللقاء ، لكونه تلقى اسئلة نيابية حول عطاء الديسي ، فأجاب عليها ، عبر تسريبات اعلامية ، بدلا من القنوات المعتادة ، الا انه اكد على اهمية عطاء الديسي للبلد ، فيما الذهبي اقر بأن المسؤولية تتبعها مساءلة ، وان الحكومة لا تخفي معلومات ولا وثائق ، عن النواب ، وقدم الرئيس تسلسلا زمنيا حول قصة الديسي في سبع سنوات ، ومن النقاط الهامة التي اثيرت ما قاله الرئيس الذهبي ان احالة العطاء على شركة جاما التركية كان في عهد الحكومة السابقة ، وانه لا يوجد في العطاء اي شرط حول قطر انابيب الديسي ، وذلك ردا على ما قيل بكون الحكومة الحالية خالفت ، بقبول انابيب قطرها الف واربعمائة ملم ، بدلا من الفي ملم ، حيث تبين ان العطاء الاصلي لا يشير الا لكمية المياه الواجب توريدها ، عبر الانابيب ، فقط ، وسرد الرئيس بقية التفاصيل الفنية والمالية ، بما سبب قبولا نيابيا ، وتراجعا في موجات "قدح المشروع" والتشهير به.

حين تسمع مداخلات النواب الكبار ، من مفاتيح مجلس النواب ، وحتى النواب الجدد ، تستشعر ان اجواء الحكومة مع مجلس النواب غير ملبدة بالغيوم السوداء ، فكل الكلام الذي قيل احتوى على دعم واضح للحكومة وللرئيس الذهبي من جانب النواب ، واحتوى على دعم كامل للمشروع الذي تم اتهام نواب بكونهم يريدون عرقلته لمصلحة اصحاب شركات تريد العطاء ، بدلا من جاما التركية ، ومفردات حديث النواب ، تحمل انقلاباً نيابياً بشأن حكومة الذهبي ، ولا تؤشر على اجواء تشويش عليها ، او على مشروع الديسي ، والذهبي دافع عن حكومته بقوة ، ولم يكن في صورة المستسلم للقضاء والقدر والذي ينتظر الرحيل ، حسبما قيل ، ولا الاجواء بينه وبين الرئيس المجالي ، تؤشر على مشاحنات بينهما في الحديقة الخلفية ، للعلاقة مابين الحكومة والنواب.

هذه فائدة الشفافية والمكاشفة ، وقد كنا نلوم طول عمرنا النواب ، لعدم ممارستهم لدورهم الرقابي ، ونلوم الحكومات لتصغيرها النواب ، وتعاملها معهم بأعتبارهم وصلوا عبر "الترفيع التلقائي" ، وايا كانت تفاصيل الصورة ، فان مشهد البارحة يوحي بعودة الروح لدور مجلس النواب ، او التبرؤ من تهمة التشويش على المشروع لمصلحة نافذين يريدون عطاء الديسي ، وبادراك الحكومة لكونها تحت سيف السؤال والجواب.

الحديقة الخلفية بين الذهبي والمجالي ، والحكومة والنواب ، غير جافة ، وسقتها مياه الديسي امس.الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد