الاردنيون يحتفلون بالذكرى الـ 63 لاستقلال المملكة

mainThumb

24-05-2009 12:00 AM

في ذكرى الاستقلال تطالعنا صفحات مشرقة من المجد والحياة الفضلى الكريمة ونفتح في هذه الذكرى سفر المجد والعطاء لنقرأ في صفحته الأولى ملحمة الكفاح والنضال ونحن ندرك أن الاستقلال مشروع حياة أراده الهاشميون منذ جلالة الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه مفعما بالعطاء الموصول والنهوض الشامل والسيادة المطلقة على امتداد خارطة الوطن والأمة لا يشوبه أي منغصات أو ينتقص من اكتمال معانيه أية معيقات .

فحمله الأردنيون مع قيادتهم الهاشمية رسالة خالدة على مدى تاريخهم المجيد ، وبشروا بمبادئها السامية على ثرى فلسطين الطهور وربى الجولان وفي شتى ربوع العالم رسالة للمحبة والسلام يترجمون الاستقلال مسيرة مباركة تكسرت فيها قيود الاستعمار وتعالت فيها صروح العلم والحضارة ، وتجسدت فيها معاني الحرية وانعتاق الفكر نحو آفاق رحبة في أرجاء المجتمع الانساني الدولي يحلق في فضاءاته وميادينه الرحبة ينافسه ويتعاون معه متسلحاً بكل قيم الانسانية والعدل والتسامح والصبر.

ولأن الاستقلال عهد ووفاء وتجديد بيعة نصوغ فيه من كل مفردات مسيرة الكفاح والعطاء منذ أول قطرة دم أريقت في سبيل حرية الأمة أنشودة نغفو ونصحو على أنغامها ، تنتظم بها صفوفنا خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة وجلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني الذي يقود هذا الحمى العربي الأصيل نحو معارج الخير والأمل .

ومن هنا وإدراكاً وفرحاً بكل معاني الاستقلال يحتفل الأردنيون في الخامس والعشرين من شهر أيار من كل عام بعيد الاستقلال فتغمر هذه الذكرى المجيدة ربوع الوطن كله بالفخر والإباء ، وتملأ النفوس بالبهجة والسرور ، ويعيش الشعب أمجاده وذكرياته في أروع صورها ومعانيها ويستعرض معها سجل تاريخه ومراحل جهاده الحافل بالتضحيات والآمال والعبر والدروس ، ويرقب مسيرة الأردن وما تحقق خلالها من المكاسب والمطامح والمنجزات ، وتمثل أمامه القيادة الهاشمية الصادقة الأمينة القدوة والأسوة والقوة الدافعة للمنعة والتقدم والعقل الموجه لمسيرة الخير على كل صعيد .

وكان الشعب والجيش والانسان الأردني في أي موقع هو الغاية والوسيلة والطاقة الفاعلة المتجددة التي تشيع النهضة والنماء في ربوع هذا الحمى العربي الأصيل ، وظلت رسالة الثورة العربية الكبرى رسالة الاستقلال والحرية والانعتاق من كل القيود التي تقف حائلاً دون طموح الانسان هي الرسالة التي تهدي السالكين على الدرب الطويل ولاتنفك مبادؤها، تبشر العرب بالوحدة والحرية والسيادة وكرامة الأجيال .

وقد نذر الهاشميون أنفسهم لمجد الأمة العربية ولمجد الأردن فكانوا رمزاً للاستقلال وعنواناً للعزة والسيادة وبقي الجيش العربي قرة عين قادته وسياجاً منيعاً يحمي الاستقلال ويصونه ويحافظ عليه ليتحول إلى عطاء لا ينضب، وإنجاز وبناء يغمر أرجاء الوطن، وتباشير فرح يحملها الأردنيون أمانة في أعناقهم ويصوغون من معاني الاستقلال عهداً وولاءً ليبقى الأردن حراً قوياً وشعلة من العلم والمعرفة والحضارة التي وشّحت ربوعه وهضابه بسير الأنبياء والصحابة وتكللت بمعارك الدفاع عن كرامة هذه الأمة ومجدها، وكان الشعب بكل فئاته ظهير الجيش فكانوا محورا من محاور التغيير وأداة التطور والنماء.

الاستقلال مطلب انساني تبذل الشعوب في سبيله المهج والأرواح .

كانت البدايات منذ أن نهض الشريف الحسين بن علي وقاد مسيرة الثورة والتحرير ، وتولى أنجاله قيادة جيوشها ، وهب العرب في كل مكان يؤازرون الثورة ويدعمونها ويشاركون فيها لإنجاحها ، وكان لأبناء الأردن دورهم المؤثر في هذه الثورة التي اسندوها وشاركوا في مسيرتها على أمل الوصول إلى الاستقلال الذي يشكل حلم أحرار العرب .

وما أن انقضت هذه المرحلة وانتهت الحرب العالمية الأولى ، حتى بدأت تلوح في الأفق الكثير من المؤثرات ونقض العهود التي قطعتها بريطانيا وفرنسا للشريف الحسين بن علي للحصول على استقلال البلاد العربية ، فلم تقف مؤامرات الاستعمار عند حدود ( اصدار وعد بلفور) بل أمتدت مطامع هذه الدول المستعمرة واتفقت كلمتها في عقد اتفاقية ( سايكس بيكو) المتضمنة تقسيم البلاد العربية التي تم تحريرها من الانتداب الاجنبي ثم محاولة إخراج الملك فيصل من أول مملكة عربية بعد قيام ثورة العرب نتيجة الهجوم الفرنسي عليها .

وإزاء هذه الظروف والمتغيرات في سير الأحداث أرسل الشريف الحسين بن علي سمو الأمير عبد الله بن الحسين لمحاولة تعزيز موقف الملك فيصل في سوريا وقد وصل سموه إلى معان وكانت القوات الفرنسية قد أحكمت قبضتها على سوريا وبقي سموه في معان حوالي ثلاثة اشهر ونصف الشهر وفي تلك الفترة توافد على مقره رجالات العرب من كل حدب وصوب مبايعين ومناصرين للحق العربي وللرسالة التي حملها الهاشميون .

ثم انتقل سموه بعد ذلك إلى عمان فدرس الوضع دراسة وافية ورأى أن المصلحة القومية تقضي التريث والتفكير والتخطيط لما هو آت إزاء ما آلت اليه الأمور في سوريا وهنا بدأ سموه بتأسيس إمارة شرق الاردن وهو يضع نصب عينيه أبعاد هذا الوطن عن مؤامرات الاستعمار محاولاً الحصول على استقلاله وبنائه على أسس قوية تكفل له الاستمرار والبناء رغم كل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها المنطقة سواء الاقتصادية ام العسكرية ام الاجتماعية.

وفي فترة قصيرة تمكن المغفور له الامير عبد الله من إقامة حكومة شرقي الاردن المستقلة واستطاع بذكائه وحنكته وبُعد نظره أن يستقطب الشعب والعشائر الأردنية وان يؤسس دولة فتية مستقرة ، وأن يقضي على الاضطرابات والثورات الداخلية مما دفع الحكومة البريطانية الى الاعتراف رسمياً باستقلال إمارة شرقي الاردن في الخامس والعشرين من آذار سنة 1923م .

إلا أن هذا الاستقلال لم يكتمل نتيجة قيام الحكومة البريطانية بالتنصل من وعودها التي قطعتها للأمير عبد الله آنذاك وعقد سموه مع الحكومة البريطانية معاهدة عام 1928م بعد أن وضع للجيش قانوناً خاصاً به في شهر شباط من عام 1927 واستمر يبني الجيش العربي وحدة وحدة وتشكيلة تشكيلة إلى أن تنامى هذا الجيش وكبر ، وأسس للأردن حياة ديمقراطية بانتخاب المجالس التشريعية من المجلس التشريعي الأول حتى المجلس التشريعي الخامس .

وفي الخامس والعشرين من أيار عام 1946م ونتيجة للتطور والتقدم والاستقرار والمطالبة المستمرة من القيادة الاردنية والشعب الاردني انتهى الانتداب البريطاني وأعلن استقلال الامارة واستبدل اسمها باسم (المملكة الاردنية الهاشمية).

وقد بايع الشعب وممثلوه والبلديات وكل فئات الشعب الرسمية والشعبية الامير عبد الله ليصبح ملكاً دستورياً على هذه البلاد حيث أعلن جلالته الاستقلال من خلال القرار التالي " تحقيقا للأماني القومية وعملاً بالرغبة العامة التي اعربت عنها المجالس البلدية الأردنية في قراراتها المبلغة إلى المجلس التشريعي واستناداً إلى حقوق البلاد الشرعية والطبيعية وجهادها المديد وما حصلت عليه من وعود وعهود دولية رسمية وبناءً على ما اقترحه مجلس الوزراء في مذكرته رقم 521 بتاريخ 13 جمادى الآخرة 1365 الموافق 15/5/1946 فقد بحث المجلس التشريعي النائب عن الشعب الاردني أمر إعلان استقلال البلاد الأردنية استقلالاً تاماً على أساس النظام الملكي النيابي مع البيعة بالملك لسيد البلاد ومؤسس كيانها ( عبدالله بن الحسين ) المعظم كما بحث أمر تعديل القانون الأساسي الأردني على هذا الاساس بمقتضى اختصاصه الدستوري ، ولدى المداولة والمذاكرة قرر بالاجماع الأمور الآتية : أولاً : إعلان البلاد الأردنية دولة مستقلة استقلالاً تاماً وذات حكومة ملكية وراثية نيابية.

ثانياً : البيعة بالملك لسيد البلاد ومؤسس كيانها وريث النهضة العربية ( عبدالله بن الحسين ) المعظم بوصفه ملكاً دستورياً على رأس الدولة الأردنية بلقب حضرة صاحب الجلالة :( ملك المملكة الأردنية الهاشمية ) ثالثاً : إقرار تعديل القانون الأساسي الأردني على هذا الأساس طبقاً لما هو مثبت في لائحة ( قانون تعديل القانون الاساسي ) الملحقة بهذا القرار .

رابعاً : رفع هذا القرار إلى سيد البلاد عملاً بأحكام القانون الاساسي ليوشح بالارادة السنية حتى اذا اقترن بالتصديق السامي عد نافذاً حال إعلانه على الشعب وتولت الحكومة إجراءات تنفيذه ، مع تبليغ ذلك الى جميع الدول بالطرق السياسية المرعية".

الأردنيون يجعلون من الاستقلال صورة زاهية للبذل والعطاء والانجاز .

ومنذ ذلك التاريخ والأردن يسعى بكل طاقاته وإمكاناته لتعزيز البناء الداخلي في كل مجالاته الاقتصادية والعسكرية والعلمية والاجتماعية وتعزيز علاقاته مع اشقائه العرب وتمتين التواصل والتفاعل مع الدول الشقيقة والصديقة على أساس من الاحترام المتبادل والثقة واحترام حقوق الآخرين وتوجهاتهم لحماية منجزات الاستقلال والبناء .

التعريب والغاء المعاهدة البريطانية يؤديان لاكتمال الاستقلال بصورته الحقيقية .

ومنذ تأسيس الإمارة أدرك مؤسس الأردن بعقله الراجح أن استقلال أي دولة من الدول يبقى هشاً ومهدداً وعرضة للتراجع والاهتزاز اذا لم يكن هناك جيش يحمي هذا الاستقلال ويدافع عنه ويحافظ عليه ويذود عن حمى الوطن ،وقد أسس الجيش العربي على مبادئ النهضة العربية وحمل أهدافها وغاياتها وكان هذا الجيش منذ نشأته الأولى حريصاً على المساهمة الفاعلة في بناء الدولة الأردنية وتعزيز قدراتها الذاتية حيث شارك في بناء مؤسسات الدولة في مجالات التعليم والصحة وتعزيز آفاق التعاون والعلاقات الاجتماعية وبناء قدرات الانسان وتأهيله وبناء الشخصية الوطنية الأردنية التي تنامت قدراتها ومعارفها مع تطور الأردن ليتميز هذا الانسان بقدراته وعطائه وولائه وإخلاصه لوطنه وامته .

وحتى يكتمل الاستقلال على أفضل ما يجب أن يكون ، تم انجاز الدستور الاردني في عام 1952 في عهد جلالة الملك طلال - طيب الله ثراه - ليتم بناء مقومات الدولة ومؤسساتها على أسس دستورية متطورة تسند انطلاقة الأردن نحو آفاق رحبة في مجالات التطور والتحديث وليكون هذا الدستور قاعدة تشريعية لحياة المواطن وموجهاً رئيساً لهذه المؤسسات لكيفية التعامل مع حقوق وواجبات المواطن في دولة يحكمها الدستور الذي ما زالت دول كثيرة تطمح لإحقاقه وإقراره.

ومن ثم عندما تسلم جلالة الملك الحسين رحمه الله سلطاته الدستورية قام بتعريب قيادة الجيش في الأول من آذار 1956 وإلغاء المعاهدة الاردنية البريطانية بعدها مباشرة والتوجه نحو بناء القوة الذاتية للوطن في المجالات المختلفة حتى أصبح الاردن بانجازاته الذاتية مثالاً يحتذى في الصبر والبذل والعطاء الموصول المتجدد .

وتتوالى الانجازات في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والتي شملت جميع مناحي الحياة حيث ركز جلالته على عنصر الشباب باعتباره العنصر الأهم في قيادة العملية التنموية ، وأُطلقت المبادرات الملكية ووضعت الفلسفة الخاصة بالمراحل المختلفة في عملية التنمية ، وقُدم الانجاز والابداع باعتباره المعيار الأهم الذي يرجع الجميع إليه في تقييم عملية التنمية، كما راعت المبادرات الملكية الحاجات الأساسية للوطن والمتغيرات العالمية ووفرت جميع الامكانات لجعل العملية التنموية فاعلة وقسمت الادوار على الفئات كافة .

وفي ظل التغيرات المناخية الكبيرة والنقص الحاصل في الغذاء في العالم فلم يغب عن جلالته أهمية توفير الغذاء والدواء المناسب للمواطنين فجاءت مبادرة جلالته باعتبار عام 2009 عاماً للزراعة كإشارة واضحة لبذل مزيد من الجهد واستثمار جميع الامكانات المتاحة لتوفير الغذاء اللازم الذي يرسخ الأمن الوطني والاستقرار للوطن ، كما شملت هذه المبادرات سكن المواطن وعيشه ووفرت المساكن اللازمة من الامكانات لمن لا يملكون القدرة على بناء مسكن ملائم لعائلاتهم كما هيأت كل الظروف لبناء مساكن مناسبة لذوي الدخول المحدودة وبذلك جاءت العملية التنموية شاملة.

الجيش العربي يحمي الاستقلال ويصونه ويعطي للسيادة معانيها .

لقد كان الاهتمام بالقوات المسلحة وتأهيلها وتدريبها وتوفير سبل تعزيز قدراتها اولى اولويات القيادة الهاشمية منذ عهد الجد المؤسس حتى آلت راية هذا الوطن إلى جلالة القائد الاعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي أولى القوات المسلحة كل عناية فهو أدرى باحتياجاتها وقدراتها والقادر على تلمس هذه الاحتياجات .

وبتوجيه من جلالته يتطلع هذا الجيش مع كل مؤسسات الوطن لأن يصبح الأردن دولة الانتاج والاعتماد على الذات، وليتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره وانتاج احتياجاته بنفسه في هذا الوطن العزيز.

لقد اولى جلالته - واستكمالاً لما بناه الأباء والأجداد - القوات المسلحة أيما اهتمام وهي تمارس دورها الانساني والريادي وتدخل في مجالات المنافسة على مستوى الاقليم والعالم سواء من خلال أدائها المميز داخلياً وخارجياً أو من خلال احترافها العسكري أو دخولها في مجال التصنيع والتطوير في المجالات الصناعية العسكرية وبالتعاون مع بعض القطاعات الصناعية الدولية والعربية والوطنية من خلال مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير( كادبي) الذي انشئ بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني عام 1999 كخطوة على طريق بناء قاعدة صناعية دفاعية مستقلة في الأردن وذلك في إطار التخطيط لأن يصبح هذا المركز مؤسسة صناعية تجارية تساهم في تلبية احتياجات القوات المسلحة والسوق التصديرية.

وقد قام المركز في الأونة الأخيرة بتطوير عدد من الشراكات الاستراتيجية مع عدة جهات عالمية وعربية، وبدأ يشارك في المعارض العسكرية الدولية من خلال عرض صناعته العسكرية التي لاقت قبولاً كبيراً وتم توقيع عدة اتفاقيات مع بعض الدول ليقوم هذا المركز بتزويدها بالاليات العسكرية التي يقوم بتصنيعها بالاضافة لرفد القوات المسلحة ببعض أنواع الصناعات العسكرية التي تلبي حاجاتها الدفاعية والتدريبية .

وقد تم خلال معرض سوفكس 2008 إشهار المنطقة الصناعية التابعة للمركز والتي ستحتضن العديد من الشركات الصناعية علماً بأن عدد الشركات التابعة للمركز بلغ أكثر من 28 شركة صناعية اضافةً إلى افتتاح جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لمركز تدريب العمليات الخاصة(كاستوك ) في التاسع عشر من أيار 2009 الذي يعتبر مركزاً إقليمياً ودولياً في منطقة الشرق الأوسط بما يمتلك من امكانيات تقنية وتدريبية واسلحة ومعدات متطورة تعتمد على التكنولوجيا الرقمية في تنفيذ العمليات ضد الإرهاب ومنفذيه، ليصبح نواة فاعلة ومهمة في تقديم كل العناصر اللازمة في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم .

وقد جاء هذا التوجه في ظل مراجعة استراتيجية شاملة تجريها القوات المسلحة الأردنية بتوجيه ومتابعة من جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ودخلت القوات المسلحة مجال التنمية الوطنية الشاملة بقوة في مجالات مختلفة، وأخذت على عاتقها النهوض بتأهيل وتدريب الشباب الأردني وبناء قدراتهم وتنمية مواهبهم وتدريبهم ليكونوا قادرين على المساهمة الفاعلة وبناء الدولة الأردنية والتي نتطلع إليها جميعاً .

وتسعى القيادة العامة في ظل توجيهات جلالة القائد الأعلى إلى تحويل هذا الجيش إلى قوة عصرية ديناميكية قادرة على التعامل مع مختلف الظروف والتحديات والتخطيط لمستقبلها بكل ثقة وقدرة وكفاءة بما يتفق مع تطلعات القيادة الهاشمية وبما يحقق تميز واحتراف هذا الجيش الذي يملك أفضل أنواع الأسلحة والمعدات ويتمتع بكفاءة قتالية عالية وهو دائماً يسعى للأفضل ويتطلع ليجعل من الاستقلال مسيرة للخير والبناء والعطاء الذي لا ينضب.

ومن جانب اخر فقد دخلت القوات المسلحة الاردنية وبتوجيهات من قيادتها الهاشمية ميدان حفظ السلام العالمي كقوة فاعلة واستطاعت ان تنقل للعالم صورة الجندي الاردني وقدرته على التعامل بشكل حضاري مع ثقافات وشعوب العالم المختلفة واصبح الجيش العربي الاردني يرفد الدول الصديقة والشقيقة بالمدربين والمختصين المحترفين في مجال عمليات حفظ السلم والامن الدوليين، كما كان على الدوام يقدم جميع خبراته الإدارية والفنية والتدريبية لكل من يطلبها من جيوش المنطقة والعالم.

ان هذا الجيش هو الذي يستطيع ان يحمي الاستقلال الذي اكتمل بصورته النهائية بعد قرار تعريب قيادة الجيش ليصبح القرار السياسي والسيادي الأردني بيد الاردنيين دون غيرهم، ومن هنا تتطور الدولة وتعزز قدراتها الذاتية ومن خلال شعور مواطنيها بهذا الأمن والاستقرار الذي توفره القوات المسلحة يتوجهون للعمل والعطاء والتسابق نحو بناء الوطن في شتى المجالات، وتزدهر دور العلم والثقافة، وينمو الاقتصاد ويعلو البنيان وتتجذر الديمقراطية، ويلتفت كل واحد لمجال عمله وعطائه إلى المزيد من الإنجاز.

ويعيش المجتمع بتكافل وتضامن ومحبة ويرتسم الهدف السامي الذي تسعى اليه القيادة الحكيمة والشعب الأبي الحر وهو أن يبقى هذا الاستقلال مصاناً ومهاباً يحمل الصورة الأبهى والأجمل لمعاني الحرية والكرامة التي تجذرت في قيادته الهاشمية وشعبه الأبي الذي يأبى الظلم او الخنوع, ويسعى دائماً لما فيه الخير للانسانية ولا يلتفت إلى الوراء الا لأخذ العبرة من الماضي.

إن الانسان الأردني الذي يشكل أغلى كنوز الدنيا، فهو الأغلى في هذا الوطن وهو الذي صنع الاستقلال من قبل ويصنع الإنجاز في شتى المجالات، وهو الذي يرسم صورة الأردن الحضارية، وهو محط العناية والرعاية من لدن قائد المسيرة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يرى فيه تقدم الأردن وتطوره ومعنى إستقلاله ,وسيبقى الجيش العربي الأقرب إلى نبض الوطن والقائد يقدم في سبيل أمن الوطن واستقراره وكرامة أهله قوافل الشهداء الذين تزيّن أرواحهم ودماؤهم سماء وأرض الوطن عبر التاريخ الحافل بالمجد والحرية.

وفي عيد الاستقلال نترحم على بناة الاستقلال ونشد على أيدي حماته المخلصين للعمل وتقديم كل الامكانات واستثمار الجهود كي نقطف ثمار الاستقلال وانجازاته ونقف خلف قيادتنا الهاشمية وقائدنا يداً بيد كي يصبح الاحتفال بعيد الاستقلال أجمل وأبهى , وكل عام والقائد والوطن بالف خير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد