مخاوف على الأمن القومي للدول من صور الإنترنت

mainThumb

08-06-2009 12:00 AM

مع التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصالات، وقدرتها في إيصال الصور والخرائط بشكل سريع وسهل ودقيق، ظهرت مخاوف ونداءات من أن هذه الخرائط يمكن أن تشكل خطراً على الأمن القومي للدول. فالبرامج المتخصصة في تقديم هذه الخدمات مثل غوغل إيرث مثلاً، يمكن أن تعطي المستخدم صوراً دقيقة وحية عن مختلف المناطق حول العالم.

فالخدمة التي تستطيع من خلالها مشاهدة الأدغال وغابات الاستواء، أو التلصص على مسبح الجيران، هي ذاتها التي يمكن أن تطلعك على بعض المواقع الحساسة كالمفاعلات النووية مثلاً. ويقول موظف الوكالة الدولية للطاقة الذرية سكوت بورتزلاين:"إنه أمر مفزع بالنسبة لي أن أفكر أن أي إرهابي يستطيع مراقبة الموقع الذي يود استهدافه دون أن يضطر لزيارته."

إذ يستطيع بورتزلاين من التجوال عبر الإنترنت، والاطلاع على 66 موقعاً نووياً أمريكياً، دون ان ينهض عن كرسيه، وما أخافه أكثر أن تقنية عين الطائر مثلاً تستطيع إعطاء الشخص صوراً دقيقة جداً.

ويتابع :"ما نراه الآن هو حارس كوخ، وهنا جهاز الاتصال للمحطة النووية، وهذا مبنى يزود غرفة المراقبة بالهواء، وهنا يمكنك القيام بشيء لتعطيل الناس في غرفة التحكم، هذه المعلومات لا يجب أن تكون متوافرة بهذا الشكل، أنا أنظر إلى هذا وأنا مذهول."

مخاوف بورتزلاين دفعته لكتابة رسالة لوزير الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو يطلب فيها للبحث تعاون الوزارة مع اللجنة التنظيمية النووية بالبحث عن متطوعين لطمس صور المواقع النووية التي يمكن التقاطها عبر مواقع الانترنت المتخصصة.

جويل أندرسون، عضو الجمعية العامة في كاليفورنيا، يملك نظرة ربما أكثر قلقاً، فقد قدم مشروع قرار للسلطة التشريعية في الولاية، لمنع الشركات المتخصصة، من عرض أي صورة واضحة للمدارس، والكنائس والمواقع الحكومية والمواقع الطبية. ويقول أندرسون:"لا أريد أن احدد استخدام التكنولوجيا، لكن يجب أن يكون هناك بعض المنطق."

خبير الإرهاب والمؤلف برايان جنكينز يوافق سابقيه القلق، ويقول عن الصور المتوافرة تثير الدهشية، ويقول:"لو كنت إرهابياً، وأردت التخطيط لهجوم لذهبت لهذه الموقع وشاهدت الصور، فهي ستستهل علي المهمة، وستقدم لي خيارات عدة للأداة اللازمة لتنفيذ الهجوم، إن كنت بحاجة لطائرة، أو سيارة أو حتى عن بعد، سأقوم بذلك لو كنت إرهابياً، ولن تعلم دوائر الامن عني إلا بعد تنفيذي للعملية."

لكن العاملين في المواقع النووية لا يتفقون مع هذه المخاوف، إذ يقول رالف دي سانتيس أحد الناطقين باسم إدارة موقع نووي :"أنظمتنا الأمنية مصمصة لرد أي هجوم يمكن أن يحدث في ظل معلومات أكثر خصوصية، فحتى لو كان حجم المعلومات على الإنترنت أكبر مما هي عليه الآن، نحن قادرون على صد أي هجوم، كما إن رجال الأمن في الخارج يتغيرون باستمرار، فما تراه اليوم لن تراه غداً."



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد