هل يصلح الروبوت ما يفسده الإنسان؟

mainThumb

25-06-2009 12:00 AM

قد يكون من السابق لأوانه التفكير في أتمتة أنشطة الإغاثة الإنسانية، ولكن روبرت ريتشاردسون، الذي يعمل في قسم الروبوتيات بجامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، يشير إلى أن هناك إمكانية كبيرة لتحقيق ذلك في المستقبل.

فقد قام ريتشاردسون مؤخراً بتقديم بيان موجز أمام ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود - المملكة المتحدة والمجلس الدولي للوكالات التطوعية وعدد من المؤسسات الأكاديمية في لندن في إطار برنامج المستقبل الإنساني للحوار بين واضعي السياسات الإنسانية والعلماء.

ونجحت الروبوتات بالفعل في لفت انتباه قوات الجيش والشرطة والمنظمات في جميع أنحاء العالم.

فوفقاً لشرائح مصورة عرضها ريتشاردسون ضمن بيان الإحاطة الموجز الذي قدمه، تهدف وكالة مشاريع الدفاع البحثية المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية إلى جعل الروبوتات تقود ثلث عدد مركبات الجيش الأميركي بحلول عام 2015.

ويعتقد ريتشاردسون أن تكلفة استخدام المركبات التي تقودها الروبوتات في حالات الطوارئ ستظل جد باهظة خلال العقود القليلة القادمة، ولكن هناك استخدامات أخرى يمكن للروبوتات أو أجهزة التحكم الآلي أن تكون ذات فائدة عظمى فيها.

ويعتبر مجال الاستطلاع الجوي السريع واحداً من أكثر المجالات الواعدة في هذا السياق، إذ تقوم شركة "دراغانفلاي"، وهي شركة كندية مقرها سسكتشوان، بإنتاج العديد من المركبات الجوية الخفيفة التي تطير من غير طيار ويمكنها حمل كاميرا من طراز كانون "جي9" لالتقاط صور من الجو أو كاميرا تلفزيونية صغيرة.

وأوضح ريتشاردسون أن هذه المركبات "تبدو كمروحية نموذجية...إلا أنها أكثر تعقيداً من ذلك إذ بإمكانها في حالة طوارئ إنسانية أن تقدم منظراً جوياً سريعاً للمنطقة المحيطة بها لمعرفة حالة الطرق وأماكن تجمع الناس".

وتبدأ أسعار مركبات دراغانفلاي، التي شرعت للتو في الإنتاج التجاري، بحوالي 15 ألف دولار.

واستعملت دائرة الطب الشرعي في قسم شرطة ولاية أونتاريو واحداً من نماذجها في البحث عن أدلة خلال التحقيق في جريمة قتل في منطقة نائية.

من جهتها، تقوم روبن مورفي، وهي عالمة أميركية تعمل في مجال الروبوتيات في جامعة تكساس، بوضع نظام يستخدم كاميرات صغيرة جداً محمولة بطائرات عمودية لتصوير مناطق الكوارث.

وبعدها تتم تغذية البيانات في برنامج حاسوبي يسمى "عارض الأنقاض"، ثم تُركّ?Zب مختلف الصور في نموذج ثلاثي الأبعاد يُمكِّن عمال الإنقاذ على الفور من تصور مكان الحادث بالكامل وتحديد مكان وجود الناجين المحتملين.

ويستخدم مشروع عارض الأنقاض سلسلة من الطائرات المتناهية الصغر والمتعددة المحركات التي تنتجها شركة إير روبوت في ألمانيا.

وتدير مورفي أيضاً مركز البحث والإنقاذ بمساعدة الروبوتات الذي يضم فريقاً للاستجابة السريعة مجهزاً بعدد من الروبوتات المتخصصة في أعمال البحث والإنقاذ، كما تدير مدونة إلكترونية عن الروبوتات في حالات الطوارئ وأعمال الإنقاذ.

وإلى جانب المراقبة الجوية، تتمتع الروبوتات بمستقبل واعد في التسلل عبر الأنقاض من أجل الوصول إلى الضحايا المحاصرين وسطها.

وأشار ريتشاردسون في حديثه إلى أن المحاولات المبكرة لاستخدام الروبوتات في كارثة تحطم مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر/أيلول واجهت مشاكل عديدة عندما اعترض الحطام طريقها وأعاق تقدمها.

وقد كان الاستخدام الأكثر فعالية في ذلك الوقت هو إنزال الروبوت معلقاً بأسلاك في حفرة والاعتماد على الكاميرا الخاصة به للحصول على معلومات إضافية، حيث كانت معظم الروبوتات أكبر بكثير من أن تتمكن من الذهاب بعيداً وسط الأنقاض.

ومنذ ذلك الحين، تم تحقيق الكثير من التقدم وظهر جيل جديد من الروبوتات التي صممت للعمل مثل أفاعي أو ديدان ميكانيكية يمكنها حمل كاميرات تلفزيونية متناهية الصغر إلى عمق المباني المنهارة.

من جهتها، قامت جامعة ميتشيغان بتصميم روبوت شبيه بدودة اليسروع أطلقت عليه اسم "أومني تريد أربع".

ويمكن لهذا الروبوت أن يتحرك من خلال فتحة لا يتعدى قطرها 4 بوصات (نحو 10 سم)، كما يستطيع الصعود زحفاً من خلال مكان ضيق للغاية، ويعمل على بطارياته الخاصة لأكثر من ساعة.

كما يعمل فريق ريتشاردسون الآن على روبوت آخر يشبه خلداً ميكانيكياً يتمتع بمخالب قوية قادرة على إزاحة الأنقاض جانباً خلال عملية الاختراق.

غير أن الضغوطات التي تنتج عن حالات الطوارئ تشكك في إمكانية أن يكون لدى أي شخص الوقت لفك أسرار أي تكنولوجيا جديدة.

وأشار ريتشاردسون إلى أن أحد العيوب يتمثل في كون استخدام الروبوت يتطلب بعض التدريب والخبرة، ولكن الأمر سيصبح أكثر فائدة وسهولة مع تطور التكنولوجيا.

وأوضح ريتشاردسون أن "المسألة تتعلق بتشجيع العاملين في المجال الإنساني على البدء في التفكير في هذه الأمور".

وأضاف "نحن نسعى لفتح الأبواب لذلك".

كما أشار إلى أن المركبات العادية أصبحت مؤتمتة أكثر فأكثر، حيث "يجري ذلك بشكل تدريجي".

وأضاف أنه "بدلاً من أتمتة كل شيء دفعة واحدة، أصبحت أجزاء صغيرة من السيارات، مثل أنظمة منع الانزلاق تصمم بطريقة تمنحها القدرة على التحكم الذاتي".

من جهتها أفادت روزي أوغليسبي، منسقة برنامج المستقبل الإنساني الذي استضاف هذه الحلقة الدراسية، أن الأمر في هذه المرحلة يتعلق بجمع واضعي السياسات الإنسانية بأحدث التطورات العلمية.

وأضافت "ما نحاول القيام به هو فتح آفاق للتخطيط. فالأمر يتعلق بالتفكير فيما هو موجود في الأفق وما ينبغي أن يكون موجوداً. نحن نقوم بفتح الحوار، لأن هذه المنظمات تحتاج لأن تتمكن من التعامل مع الخبراء".(ايرين)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد