محاولات اسرائيلية لتعطيل البرنامج النووي الاردني

mainThumb

24-06-2009 12:00 AM

السفير الاسرائيلي في عمان يتدخل لاقناع نظرائه الغربيين بعدم جدوى التعاون مع الاردن

يثير البرنامج النووي الاردني رغم طابعه السلمي قلق اسرائيل. ومع قناعتها بالاهداف المعلنة للبرنامج وعلمها بتوقيع الاردن على اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية الا انها تحاول بشتى الوسائل اعاقة تنفيذه.

قبل ثلاث سنوات تقريبا اعلن الملك عبدالله الثاني في مقابلة مع صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن نية الاردن تطوير برنامج نووي للأغراض السلمية لتنفيذ مشروعات توليد الكهرباء وتحلية المياه واستخدام الطاقة النووية في المجالات الزراعية والصحية.

الادارة الامريكية دعمت التوجه الاردني في حينه وحاولت في وقت لاحق حصر التعاون معها. الا ان الاردن قرر تنويع خياراته وفضل التكنولوجيا الفرنسية والروسية على غيرها. ولإرساء قاعدة قانونية ودولية للمشروع وقعت هيئة الطاقة الذرية الاردنية اتفاقيات تعاون مع عدد من الدول الغربية والآسيوية. ووفق تصريحات لوزير الخارجية ناصر جودة في لندن منذ يومين فإن عدد الاتفاقيات الموقعة سيبلغ مع نهاية العام 9 اتفاقيات.

تدرك اسرائيل ان عنصر النجاح في البرنامج النووي الاردني هو توفر كميات كبيرة من اليورانيوم الخام في الاراضي الاردنية ويشجع هذا العنصر دولا كثيرة في العالم على التعاون مع الاردن في بناء محطات الطاقة النووية.

نجاح البرنامج الاردني وبرامج اخرى في دول عربية عدة لا يروق للجانب الاسرائيلي لان ذلك يعني ببساطة ان هذه الدول ستصبح اكثر اعتماداً على نفسها في حقول الطاقة والمياه والزراعة, ويعزز من استقلالية قرارها ويمنحها قوة وفاعلية اقليمية ودولية تصطدم بالضرورة مع الطموحات الاسرائيلية للبقاء كقوة مهيمنة في المنطقة ليس من الناحية العسكرية انما من النواحي الاقتصادية ايضا. كما تخشى اسرائيل من ان تفكر بعض الدول العربية في المستقبل بتطوير برامج نووية لاغراض عسكرية تبطل التفوق الاسرائيلي في هذا المضمار.

لهذه الاعتبارات سعت اسرائيل الى اعاقة توقيع اي اتفاقية تعاون نووي مع الاردن, ولاحظ مسؤول دبلوماسي اردني ان عملاء اسرائيل يتابعون عن كثب زيارات رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان لدول العالم ومباحثاته مع المعنيين فيها ويحاولون بكل الوسائل ثني تلك الدول عن توقيع اتفاقيات تعاون نووي مع الاردن.

واشتكى الدكتور طوقان من السلوك الاسرائيلي لمقربين منه اكثر من مرة.

اما السفير الاسرائيلي في عمان فقد تجاوز الاعراف الدبلوماسية مرارا وحاول من جانبه اقناع سفراء دول غربية في عمان عدم التعاون مع الاردن في المجال النووي وصرح هؤلاء السفراء بهذا الامر لأصدقاء لهم في عمان.

لم تفلح جهود اسرائيل في التأثير على مواقف اي من الدول التي يتعاون معها الاردن بدليل التوقيع على معظم الاتفاقيات التي سعى اليها وصولا الى تشغيل اول مفاعل نووي لانتاج الطاقة البديلة بعد 5 سنوات تقريبا.

رغم ذلك فإن الدور التخريبي لاسرائيل ينبغي التوقف عنده ومحاسبة سفيرها على تصرفاته المعادية للمصالح الاردنية. افلا يكفي وجوده الثقيل على قلوب كل الاردنيين?!0العرب اليوم




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد