العبث الصهيوني فـي العراق

mainThumb

03-07-2009 12:00 AM

إنّ الاحتلال الأمريكي للعراق انطوى على جملة كبيرة من الأسرار، ينبغي أن تكون محل دراسة وبحث ومتابعة تفصيلية من الدارسين والباحثين العرب والمسلمين لصفحة من تاريخ الامة الحديث تُعد من أخطر وأهم جولات المواجهة بين الأمة العربية وخصومها، كما ينبغي أن تكون هذه الصفحة الخطيرة ملهماً للأجيال القادمة التي تتلمس طريقها نحو استئناف مشروع الأمّة الحضاري النهضوي.

من جملة الأسرار في هذه الجولة التاريخية، الدور الصهيوني في هذه الحرب، وأنصح بمطالعة كتاب الأستاذ (نوّاف الزرو) بعنوان: حروب إسرائيل في العراق، الذي يستقصي بطريقة علمية وثائقية معالم هذا الدور الخطير والمتشعب في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة، فهناك حضور عسكري واضح على صعيد الخبراء والمدربين خاصة من أولئك الذين أصبحوا أساتذة في محاربة الشعب العراقي المنتفض والمقاومة العراقية المتعددة. كما كان هناك حضور صهيوني في السجون وفي جولات التحقيق وتعذيب السجناء، وكيفية استخلاص المعلومات.

أما الدور الصهيوني الأكثر وضوحاً فكان على صعيد عمل الموساد الذي اجتاح العراق عرضاً وطولاً، وكان للموساد جهداً متزايداً في جمع المعلومات أولاً، وفي تدبير المكائد والمؤامرات، والقيام ببعض التفجيرات، التي تشعل الحرب الأهلية بين السنّة والشيعة، بطريقة مدبرة تحمل معاني التخطيط الممنهج.

والشيء الأكثر بشاعة وحزناً هو دور الموساد في ايجاد مخطط رهيب لتدمير البنية العقلية للشعب العراقي، عن طريق مسلسل الاغتيالات والتصفية للعلماء وأصحاب الخبرة والمختصين والنخب العلمية بالتعاون مع أطراف عراقية وخارجية مجاورة تحمل نفس الهدف ونفس المستوى من الحقد الدفين، الذي أدّى إلى التعامل مع رقم يتراوح ما بين (15) ـ (20) ألف عالم عراقي.

وقد نقل عن رئيس دائرة البحوث والتطوير في وزارة التعليم العالي العراقية أنّ (الموساد) تقود حملة متابعة ضد العلماء العراقيين الذين يتراوح عددهم (15500) باحث وعالم وأستاذ جامعي، وأغلب هؤلاء فصلوا من وظائفهم تحت عنوان (حملة اجتثاث البعثيين)، والتي أدّت إلى تقصي أولئك الذين كان لهم دور واضح في برنامج العراق العلمي.

وتشير بعض الوثائق المنشورة أن الأولوية الكبرى لعمل جهاز الموساد في العراق كانت تنصب على متابعة ملف (علماء العراق)، وقد طلبوا من القوات الأمريكية والمخابرات الأمريكية ترك الموضوع بشكل كامل إلى جهاز (الموساد) الصهيوني.

وقد تم كشف النقاب عن عدد من القتلى الذين تم تصفيتهم بطريق الاغتيال قد وصل إلى (1000) عالم عراقي في عام (2004) وحسب مصادر الشرطة العراقية آنذاك.

ويقول بعض الباحثين أنّ الموساد كانوا يتتبعون بالتصفية أعداداً كبيرة من الأطباء والمهندسين والمحامين والقضاة وأساتذة الجامعات، وكانت عمليات الاغتيال تتم بشكل دقيق ومحكم، بحيث لم تتمكن الأجهزة العراقية من إلقاء القبض على الفاعلين.

وتؤكد المعلومات أن مراكز الموساد منتشرة في كل أنحاء العراق، سواء في الجنوب أو وسط بغداد في منطقة كردستان العراق وخصوصاً في مدينة كركوك، وكان رجال الموساد يلبسون الملابس الكردية، ويستعينون بسكان عراقيين لإنجاح مهامهم.

ولقد تمّ تسجيل شهادة السيد (مولر) أحد الخبراء الأوروبيين في مجال الأمن الذي قال: إنّ العراق قد تحوّل إلى محطة مركزية من محطات الموساد في المنطقة.

بالإضافة إلى مخططات الترحيل والتهجير إلى دول أوروبا وأمريكا فيما يتعلق بالجزء الأكبر منهم، من أجل استيعابهم في مراكز البحث الأوروبية والأمريكية. وبهذا يكونون قد نجحوا في تدمير (الدفاع العراقي) الذي استغرق عقوداً من الزمن وعشرات المليارات من الدولارات لبناء هذه القوة العلمية العراقية الفذّة.

إنّ المطلوب من الأجيال أن تعلم يقيناً أنّ المعركة مع العدوّ الصهيوني قائمة ومستمرة وطويلة ومتشعبة على جميع الجبهات وفي جميع المجالات وفي كل الساحات.

rohileghrb@yahooo.com
الراي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد