خطاب أوباما مجددا

mainThumb

03-07-2009 12:00 AM

بعد أقل من شهر من الخطاب التاريخي الذي ألقاه في القاهرة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، أصبح بمقدور المراقبين الحديث عن النتائج المباشرة وغير المباشرة، والأصداء التي خلفها الخطاب لدى شعوب المنطقة.

لم يكن الخطاب مجرد نشاط علاقات عامة لتحسين صورة أميركا في نظر العرب والمسلمين، واستبعاد فكرة العداء تجاه أميركا وبالتالي استعمال العنف ضد مصالحها. ومع أن أميركا كانت دائماً تدرك أهمية كسب العقول والقلوب، فإنها عملياً لم تفعل شيئاً بهذا الاتجاه، ولم تحقق الهدف بل حققت عكسه، إلى أن جاء أوباما، وقدم عرضاً للتفاهم والاحترام المتبادل لا يستطيع منصف أن يواجهه بالرفض.

يذهب بعض المحللين إلى أن نتائج الخطاب ظهرت على الفور، كما حدث فيما أسفرت عنه الانتخابات اللبنانية من فوز الطرف المدعوم أميركياً، وكما حدث في الانتخابات الإيرانية من التجرؤ على النظام الذي كان يعتبر أميركا الشيطان الأكبر وإن كان يتعاون معها في تسهيل احتلال العراق وأفغانستان.

أوباما لم يأتِ بجديد لم يكن معروفاً، الجديد أن يأتي هذا الكلام على لسان رئيس أميركي يسمي الأشياء بأسمائها.

اعترف الرئيس الأميركي بأن أميركا تصرفت بعد أحداث 11 أيلول بشكل مناف ليس للقانون الدولي فقط بل لأخلاقها أيضاً، فمارست العدوان والاحتلال كخيار، وأقامت السجون والمعتقلات ومارست فيها جريمة التعذيب. كما اعترف بمؤامرة المخابرات الأميركية في إسقاط حكومة مصدّق المنتخبة ديمقراطياً في إيران. أوباما سمى الوجود الإسرائيلي في الضفة والقطاع احتلالاً، ووصف الوضع في الأراضي المحتلة بأنه لا يطاق، وأشار إلى فلسطين باسمها التاريخي.

المراقبون والمحللون لاحظوا اختيار كلمات الخطاب بعناية شديدة، فذكر العنف ولم يلفظ كلمة إرهاب، وأشار إلى القرآن الكريم بالطريقة التي يشار بها إلى الإنجيل المقدس، وأقر بما قدمه المسلمون للحضارة العالمية عبر التاريخ.

ولم تفته الإشارة إلى جوانب من تاريخه الشخصي، بانحداره من آباء وأجداد مسلمين، وقضاء صباه في بلد إسلامي (إندونيسيا) واستعمال اسمه الوسط حسين، بل إنه دافع عن حرية ارتداء الحجاب، وبذلك سار الميل الإضافي في التقرب من مليار مسلم.

أوباما أخذ على عاتقه مخاطرة لم يجرؤ على مثلها رئيس أميركي إلا بعد انتهاء ولايته خوفاً من اللوبي الصهيوني المتحفز لإدانة من لا يضع نفسه في خدمة إسرائيل بدون تحفظ. لكن شعبية أوباما في أميركا تحميه من ذلك اللوبي.
الراي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد