السوسنة - التقى رئيس بلدية اربد الكبرى المهندس حسين بني هاني في مكتبه، صباح الخميس، السفير الفرنسي في الأردن ديفيد بيرتو لوتي وذلك بهدف بحث عدد من المشاريع المنوي تقديم الدعم لها .
وفي بداية اللقاء رحب بني هاني بالضيف مثمناً هذه الزيارة التي تعتبر الأولى للسفير الفرنسي خارج العاصمة عمان وقدم بني هاني شرحاً موجزاً عن مدينة اربد وتاريخها وأهميتها كثاني اكبر المدن الأردنية بعد العاصمة عمان.
وأوضح بني هاني أن مدينة اربد تشهد تعايشاً دينياً قل نظيره ضارباً المثال بوجود مسجد وكنيسة يقامان على قطعة أرض واحدة
وقدم بني هاني شرحا عن الوضع الإقتصادي الذي تعيشه ا لمدينة والذي بات يعاني من انتكاسات كبيرة نتيجة تراجع الأوضاع الإقتصادية في العالم وهو ما أدى لارتفاع المديونية والعجز في العديد من البلديات مضيفاً ان العمل في السنوات السابقة كان شاقاً وصعباً وخاصة في مجال البيئة التي كانت تعاني من اوضاع سيئة جداً جراء استضافة المدينة لأعداد كبيرة جدا من اللاجئين. حيث بلغ عدد اللاجئين السورين في المدينة ما يقارب 200.000 لاجئ حسب الإحصائيات الأمنية الأخيرة وهو ما بات يشكل ما نسبته 30-35% من مجموع السكان.
وانتقد بني هاني الزيارات الكثيرة للهيئات الدولية دون تقديم أي دعم ملموس تستفيد منه البلدية واكتفاء الدعم المقدم على عدد من الدراسات قائلا ان المنحة الحقيقية الوحيدة التي حصلت عليها البلدية كانت من البنك الدولية والذي قدم منحة لمدة ثلاث سنوات بواقع 5.30 مليون دينار في العام 2014 ومثلها في العام 2015 و 4 مليون دينار سيتم تقديمها في العام القادم.
وقال بني هاني ان وجود هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين وتقديم الخدمة لهم بات على حساب تقديم الخدمة المثلى للسكان الأصليين في المدينة
وأشاد بني هاني بدور فرنسا الداعم دائما للدول المستضيفة للاجئين مؤكداً ضرورة وقوف الدول الكبرى بجانب المدن الأردنية وتقديم لهم بعد ان بات الآردن الوطن الوحيد الآمن في المنطقة.
وترك بني هاني آلية تقديم الدعم وطريقتها للجهة الداعمة قائلا ان السفارة الفرنسية قادرة على تحديد الآلية التي تراها مناسبة لتقديم الدعم لمدينة اربد.
كما أوضح بني هاني ان خطط البلدية ومشاريعها تغيرت كثيراً بعد موجة اللجوء الأخيرة فبعد ان كانت البلدية تفكر بإيجاد مشاريع تنموية كبيرة تخدم المدينة بات تفكيرها وقدراتها مسخرة لمعالجة آثار اللجوء فقط.
من جهته قال السفير الفرنسي في الأردن ديفيد بيرتو لوتي أنه ومع بدء الأزمة السورية كان تركيز الدول الكبرى والمؤسسات الإنسانية في تأمين ودعم الأمور الإنسانية والأمور الطارئة مثل بناء المخيمات وتأمين التجهيزات لها
وأضاف انه تمت إساءة التقديرات في ذلك الوقت فيما يتعلق بمدة الأزمة ولم يكن ببال الداعمين أن مجموعات كبيرة من اللاجئين سيرحلون من المخيمات ليستوطنوا المدن
وحدد السفير الفرنسي أشكال الدعم المنوي تقديمها بنوعين وهما (تقديم الدعم لتحسين البنى التحتية للمدن المستضيفة للاجئين و تقديم الدعم لإيجاد مشاريع كبيرة تخدم السوريين والأردنيين على حد سواء وتعمل على تأمين فرص العمل لهم وتساهم في تفادي المشاحنات بين اللاجئين والسكان الأصليين)
وطلب السفير من البلدية تقديم بعض المشاريع المراد تقديم الدعم لها مؤكداً ان فرنسا تريد تقديم دعم تستمر الفائدة منه على المدى الطويل ويكون موجهاً للمشاريع الكبيرة والطموحة مقترحاً مشروع سوق خضار مركزي
وطالب سفير فرنسا ضرورة العمل على ابرام اتفاقيات توأمة بين مدينة اربد واحدى المدن الفرنسية مقترحاً مدينة نيس التي تشبه طبيعتها ومناخها وسهولها مدينة اربد وبها سوق خضار مركزي كبير وحديث يمكن الإفادة منه كنموذج لمشروع يمكن تقديم الدعم له.
وفي ختام اللقاء اكد السفير الفرنسي ان هذه الزيارة ليست زيارة روتينية وليست للمجاملات مؤكداً على زيارات قادمة للبدء بالعمل على ارض الواقع