عمان - السوسنة - حصل الزميل خالد هيلات مدير مديرية الصحافة المتخصة في وكالة الانباء الاردنية على درجة الدكتوراة في علوم الاعلام والاتصال من جامعة الجزائر 3 عن أطروحة الموسومة بـ ( قضايا الأشخاص ذوي إلاعاقة في الصحافة الأردنية اليومية) .
المقدمة
بدأ اهتمام الأردن المنظم بقضايا الإعاقة في ستينيات القرن الماضي، وعكست المعالجات الإعلامية آنذاك صورتهم؛ إما كأناس سلبيين يستحقون الشفقة، أو خارقين تغلبوا على إعاقتهم، إلا أن عام 2007 شكل نقلة نوعية بمجال الاهتمام بالإعاقة، بعد أن إقرار الإستراتيجية الوطنية للإعاقة، وصودر قانون حقوق الأشخاص المعوقين الذي بموجبه أنشى المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين، ووقع الأردن الاتفاقية الدولية للإعاقة، وصادق عليها عام 2008.
ومثلما تعلمون يوجد مسؤولية متبادلة بين الإعلام والمجتمع والإعاقة فهي من القضايا الاجتماعية المهمة، التي ينبغي أن يرافق الاهتمام بها اهتماما إعلاميا موازيا، وقد ارتأى الطالب دراسة قضايا الإعاقة في الصحافة الأردنية من خلال تحليل موضوعاتها وقضاياها كميا وكيفيا، وتقسيم القضايا الرئيسية إلى قضايا فرعية.
وتتكون الدراسة من خمسة فصول تناول الأول منهجية الدراسة، فيما تناول الفصل الثاني المعنون بالاتصال والمجتمع مفاهيم الاتصال والإعلام، وعلاقة الإعلام بالمجتمع، وتأثير وسائل الإعلام في الجمهور، ومسيرة الصحافة الأردنية وخصائصهما.
أما الفصل الثالث فتناول العلاقة بين الإعاقة والمجتمع، ومراحل الاهتمام التاريخي بها وأسبابها، واتجاهات المجتمع، والتشريعات المتعلقة بها، وانتشارها في الأردن، وصورة الأشخاص ذوي الإعاقة المجتمع والإعلام الأردني.
فيما تناول الفصل الرابع علاقة الإعلام بالإعاقة والمجتمع، والتوعية، والصور الذهنية والاتجاهات، والصحافة المتخصصة بالإعاقة، ومبررات وجودها، ودورها بخدمة قضايا الإعاقة.
وفي الفصل الخامس عرض الطالب الجداول المتعلقة بالتحليل الإحصائي لفئات تحليل المحتوى، وشرح وتفسير النتائج، فيما تناول الفصل السادس نتائج الدراسة.
وبالنسبة لدوافع ومبررات إجراء الدراسة فهي
1- تطور الاهتمام بموضوع الإعاقة، وبخاصة بعد إقرار الاتفاقية الدولية للإعاقة.
2- عدم إبلاء البحث في العلاقة بين الإعلام والإعاقة الاهتمام الكافي، سواء من قبل المختصين بالتربية الخاصة أو الإعلام، واقتصار البحث على المعنيين بها كالوالدين.
3- يشكل الأشخاص ذوي الإعاقة نحو 10% من أي مجتمع، وهذا يتطلب التوعية بحقوقهم والتعريف بها وهو دور مناط بالإعلام، حيث تشجع هذه الأبحاث الإعلام ومؤسسات الإعاقة وذوي الأشخاص المعوقين للخروج من ثقافة العيب والتركيز على قضايا الإعاقة.
5- مطالبة الأشخاص ذوي الإعاقة والمعنيين بهم بتفعيل دور الإعلام بالتعريف بالإعاقة وتبني قضاياها، ومطالبة الإعلاميين بتوفير المعلومات عن تلك القضايا.
فئات التحليل
ولتحقيق أهداف الدراسة تم بناء استمارة وكشاف لتحليل المضمون اشتمل على فئات التحليل، كوسيلة يعتمد عليها في حساب تكرارات المعاني، وتم تصنيف موضوعات الإعاقة إلى فئات التحليل التالية:
1- فئة نوع الإعاقة.
2- فئة قضايا الإعاقة.
3- فئة الشكل الفني للتغطية الصحفية.
4- فئات (مصدر التغطية، مصدر التزويد، الاتجاه، قيم التغطية، طبيعة التسميات والمصطلحات المستخدمة، ودوافع الاهتمامم، وصفات المعوق، والتوزيع الجغرافي)
5- فئة البروز وشملت الموقع في الصحيفة، واستخدام الصور، والألوان، والإطارات، والأرضيات، واتساع العنوان).
وتأتي أهمية الدارسة مما يلي:-
1- ندرة الدراسات المتخصصة التي تعالج العلاقة بين الإعلام والإعاقة في الأردن.
2- تبين جوانب القصور والقوة لدى المؤسسات الإعلامية ومؤسسات الإعاقة، وتسهم في تنسيق جهودها، لوضع الخطط المشتركة بمجال التوعية بقضايا الإعاقة.
3- تقدم رؤية علمية للمؤسسات الإعلامية ومؤسسات الإعاقة في الأردن عن مدى اهتمام الصحافة الأردنية المكتوبة بقضايا الإعاقة.
4- تمكن مؤسسات الإعاقة من معرفة سبل توظيف الإعلام لخدمة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة بهدف دمجهم في المجتمع.
كما تأتي أهميتها بكونها ركزت على مختلف الجوانب المتعلقة بقضايا الإعاقة، على عكس الدراسات التي بحثت في جانب واحد.
وتهدف الدراسة لما يلي:-
1- البحث في كيفية تناول الصحف الأردنية ومعالجتها لموضوعات الإعاقة وقضايا الأشخاص المعوقين، من حيث مساحة التغطية، وموضوعات الإعاقة والقضايا التي تهتم بها، والفنون والأشكال الصحفية المستخدمة في عرضها.
2- معرفة أكثر أنواع الإعاقة التي اهتمت بها الصحف الأردنية، ومصادر المعلومات المتعلقة بقضايا الإعاقة، والتوزيع الجغرافي لموضوعاتها، وطبيعة الاتجاهات والقيم والمفردات المستخدمة مع موضوعات الإعاقة.
3- التعرف إلى جوانب القوة والضعف في تناول الصحف الأردنية لموضوعات الإعاقة.
4- معرفة حجم اهتمام الصحف الأردنية بقضايا الإعاقة من خلال استخدامها لوسائل الإبراز، ومعرفة التسميات والصورة التي ترسمها للأشخاص ذوي الإعاقة .
الدراسات السابقة
1- واستفاد الطالب من الدراسات السابقة في تحديد ملامح المشكلة البحثية على نحو دقيق، ووضع تساؤلات الدراسة، والتعرف إلى أهم الفئات التي يمكن بحثها في كشاف تحليل المحتوى، والطريقة التي عولجت بها قضايا الإعاقة في الصحافة وفي تفسير بعض نتائج الدراسة.
2-جاءت اعم واشمل وأكثر توسعاً وتعمقاً في فئات التحليل، ولم تركز على جانب واحد كالصورة أو نوع الإعاقة أو القضايا، ولم ترتبط بمناسبة محدده، ولم تركز على اتجاهات الإعلاميين بل اتجاهات الموضوعات الصحفية.
3- حللت محتوى الصحف في ضوء المفاهيم الحقوقية المتعلقة بالإعاقة.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها
تكمن إشكالية الدراسة في التعرف إلى العلاقة بين الإعلام والإعاقة، وكيفية تناول ومعالجة الصحافة الأردنية اليومية لقضايا الإعاقة، للوقوف على جوانب الضعف والقوة في تغطية الصحافة الأردنية اليومية لتلك القضايا، من خلال عرض وشرح وتحليل وتفسير نتائج تحليل المضمون الذي آجراه الطالب لعينات من صحيفتي الدراسة، حيث سعت للإجابة عن التساؤلات التالية:
1- ما حجم التغطية الصحفية التي توليها الصحف اليومية الأردنية لقضايا الإعاقة؟ وما أنواع الإعاقة التي تتناولها؟.
2- ما قضايا الإعاقة التي ركزت عليها الصحف، وما القوالب والأشكال الفنية التي اعتمدت عليها بمعالجة موضوعات الإعاقة؟ .
3- ما المصادر الصحفية التي اعتمدت عليها الصحف لتغطية موضوعات الإعاقة، وما هي مصادر التزويد بالمعلومات المتعلقة بالإعاقة؟
4- ما وسائل الإبراز التي إستخدمها الصحف الأردنية لمعالجة مواضيع الإعاقة؟
5- ما طبيعة الاتجاهات والقيم التي تحملها مضامين الموضوعات الصحفية المتعلقة بالإعاقة؟ وما طبيعة مفردات الإعاقة التي استخدمتها الصحف ؟
6- ما طبيعة التوزيع الجغرافي للتغطية الإعلامية لموضوعات الإعاقة في الصحافة
7- ما دوافع اهتمام الصحف محل الدراسة بموضوعات الإعاقة ؟
منهج ونوع وأداة الدراسة
تندرج الدراسة ضمن البحوث الوصفية، واعتمدت المنهج المسحي الإحصائي، ومنهج تحليل المضمون.
وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، الذي يمكن من جمع البيانات الأساسية والمعلوماتٍ الكاملةٍ والدقيقةٍ عن موضوع الدراسة، ومن خلاله يصف الباحث الظاهرة بشكل علمي، ثم يجمع المعلومات المساندة والمفسرة لها.
كما تم استخدام تحليل المضمون أداة للدراسة، للتعرف إلى ما تضمنته صحف الدراسة، وتحديد درجة تناولها لموضوع الإعاقة، وما تريد إيصاله للجمهور، وكيفية تقديمه.
مجتمع وعينة الدراسة
تكون مجتمع الدراسة من جميع الصحف اليومية الأردنية التي تصدر باللغة العربية، وتم اختيار صحيفتي (الرأي ) و(الغد) عينة ممثلة لمجتمع البحث، وعينة زمنية عبر أسلوب الأسبوع الصناعي المتوالي، وتم الحصول على 46 عددا من كل صحيفة، بنسبة 13% من مجموع الإعداد المعنية بالدراسة.
وتم استخدام الوحدة الطبيعية للمادة الإعلامي (Item)، وهي الوحدة التي يستخدمها منتج المادة الإعلامية لتقديمها للجمهور، كالخبر والتقرير على اعتبار أن كل مادة تم نشرها من خلال شكل صحفي تشكل وحدة واحدة، كما استخدم وحدة الموضوع أو الفكرة (Theme)، ووحدة المساحة للتعرف على حجم المساحة التي خصصتها صحف الدراسة لموضوعات الإعاقة من خلال مقياس (سم/عامود).
نتائج الدراسة
خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها:-
1- تدني حجم اهتمام الصحف الأردنية بموضوعات الإعاقة وقضاياها، فلم تتجاوز نسبتها (3.1%) من مساحة جريدة الرأي، و(2.8%) من الغد، (2.95) % من مساحة صحيفتي الدراسة.
2- احتلت الإعاقة الحركية المرتبة الأولى بين الإعاقات التي حظيت باهتمام الصحيفتين بنسبة (28.87)%، تلتها العقلية والسمعية (11.97) % لكل منهما، ثم البصرية (6.34) %، والاضطرابات السلوكية والانفعالية (5.63) %.
3- حصلت المادة الخبرية على أعلى نسبة تكرارات في صحيفتي الدراسة وبلغت (65.65)%، وفي صحيفة الرأي (69.35)%، والغد (62.32)%، وفي المرتبة الثانية التقرير الصحفي لكلتا الصحيفتين (25.19)%.
4- استحوذت القضايا الاجتماعية على (25.79)% بالنسبة لمجموع صحيفتي الدراسة، تلاها القضايا الصحية (19)%، ثم قضايا الخدمات البيئية والتسهيلات (12.67) %، فقضايا الرياضة والترويح (10.86)%.
5- بينت ضعف اهتمام الصحف بالقضايا الاقتصادية(7.24)%، وقضايا الحقوق (5.88)%، والقضايا التشريعية والتربية والتعليم بنسبة (5.43)% لكل منهما، وجاء الاهتمام بقضايا الإعاقة النفسية في المرتبة قبل الأخيرة بنسبة (4.98) %، ولم يتعد الاهتمام بالقضايا السياسية (0.90) %.
6-اعتماد الصحف الأردنية بنسبة(70.23)%على مصادرها الذاتية للحصول على المعلومات المتعلقة بالإعاقة، ثم وكالة الأنباء الأردنية (22.14) %.
7- تركزت تغطية الصحف الأردنية لموضوعات الإعاقة بنسبة (49.28 )% في العاصمة عمان، وفي إقليم الوسط (12.32)%، فإقليم الشمال (7.25) %، وأخيرا إقليم الجنوب (5.07) %.
8- اعتمدت الصحف بنسبة(34.07)% على المؤسسات الحكومية مصدرا لتزويدها بمعلومات الإعاقة، تلاها القطاع الخاص (29.63)%، فالمجلس الأعلى للمعوقين (14.81)%.
9- بينت أن(34)% من أسباب الاهتمام بموضوعات الإعاقة يعود لوجود شخصية عامة، تلاها المناسبات المحلية بنسبة (12.67)%.
10- تم نشر(92.36)% من موضوعات الإعاقة في الصفحات الداخلية لصحيفتي الدراسة
11- استخدمت صحيفة الغد الصور بنسبة (39.13)% مع موضوعات الإعاقة، والرأي (14.52%)، في حين بلغت نسبة استخدام الإطارات 10.69 % من مجموع الصحيفتين.
12- بينت الدراسة تقارب اهتمام صحيفتي الرأي والغد بقضايا الإعاقة، باستثناء أن القضايا الاجتماعية وقضايا الحقوق والتربية والتعليم لاقت في صحيفة الغد اهتماما اكبر مما هو في صحيفة الرأي، أما القضايا السياسية فقد غابت نهائيا عن صحيفة الغد وجاءت ضعيفة في صحيفة الرأي.
13- حملت مضامين الموضوعات المتعلقة بالإعاقة قيما ايجابية بنسبة (57.25) % في صحيفتي الرأي والغد، أما المضامين السلبية فبلغت (15.27) %.
14- تصدرت المفردات السلبية المصطلحات المتعلقة بالإعاقة(51.91)%، وجاءت الايجابية بنسبة (37.40) %، والمحايدة بنسبة (10.69) %، في كلتا الجريدتين.
5- أظهرت الدراسة أن صورة الأشخاص المعوقين كانت بنسبة (39.85)% ضعفاء ومثيرين للشفقة، و(12.03)% أقوياء وقادرين، و(3.76) % مبدعين،وأنهم أشخاص كغيرهم (44.36) %.
16-استحوذت التوعية وإرشاد أفراد المجتمع على المرتبة الأولى بنسبة (45.95)% للصحيفتين معا من قضايا الإعاقة الاجتماعية، ثم الدمج (18.92)%، وجاء الاهتمام بقضايا الزواج، والعنف والاستغلال ضعيفا.
17- اهتمت الصحف بقضايا ما بعد حدوث الإعاقة، كالخدمات العلاجية (26.83) % في صحيفتي الرأي والغد معا من القضايا الصحية، أما الوقاية فجاءت بالمرتبة الخامسة (13.41) %، والتشخيص والاكتشاف المبكر (4.88) %.
18- تركزت قضايا الخدمات المساندة في التسهيلات البيئية والمادية (68.57) %، ثم إمكانية الوصول (20)%، والتنقل (11.43) %.
19- استحوذ موضوع الدعم المالي على الاهتمام الأكبر بين القضايا الاقتصادية (36.36)% في كلتا الصحيفتين، ثم التشغيل (27.27) %، وأخيرا التأهيل المهني (12.12) %.
20- أغفلت الصحف حق المعوقين بالتملك، ولم يتجاوز حقهم في التعليم والحصول على المعلومات(11.11) (20)%. جاء دمجهم بالتعليم العام في المرتبة الأولى بالنسبة للصحيفتين معا(35)%، تلاه استخدام التكنولوجيا بالتعليم (30) %، ثم التعليم العالي (20)% .
21- بينت ضعف معالجة الصحف للقضايا السياسية، ولم يرد أي تكرار لتشكيل الأحزاب، وتقلد المناصب، والحق بالجنسية.
22- بينت النتائج عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين ملكية الصحيفة وقضايا الإعاقة الفرعية.


