عوض الله : هناك فرصة للسلام وليس بوسعنا أن نفشل

mainThumb

21-01-2008 12:00 AM

السوسنة - يرحب الاردن في العلن في انخراط الرئيس الامريكي جورج بوش المتأخر في عملية السلام في الشرق الاوسط لكن الكثير من الاردنيين ومن بينهم مسؤولون يعبرون عن تشككهم العميق في فرص نجاحه. ويبرز هذا التناقض دور الاردن الغريب. فهو قد يكون أفضل صديق للولايات المتحدة واسرائيل في العالم العربي لكن شعبه وكثيرين من أفراده من أصل فلسطيني يعارض بشدة السياسات الامريكية والاسرائيلية في المنطقة.

ويقول مسؤولون أردنيون ان الملك عبد الله وزعماء عرب اخرين ساهموا في دفع واشنطن العام الماضي الى احياء محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية التي جمدت طوال السبع سنوات الاولى من رئاسة بوش.

وقال باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي لرويترز في حديث "هناك شعور بان الولايات المتحدة لا تعطي اي اهتمام للقضية الفلسطينية ".

"لم يبذل أحد في واشنطن اي جهد للربط بين أحداث ايران والعراق ولبنان وفلسطين". ويتلهف الاردن على انهاء الصراع الذي يعتبره وقودا لاذكاء التشدد الاسلامي وفرصة تستغلها ايران وحلفاؤها.

وصرح عوض الله بأن جهود الملك عبد الله لدفع الولايات المتحدة للتدخل من جديد تمت بالتنسيق الوثيق مع المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الامارات العربية المتحدة التي تنظر واشنطن الى حكامها الذين يطبقون حكما شمولايا على انهم حلفاء عرب "معتدلون".

وفي مسعى لاذابة الجليد مع دمشق زار الملك عبد الله سوريا لحثها على حضور المؤتمر الذي استضافته الولايات المتحدة في انابوليس بولاية ماريلاند في تشرين الثاني الماضي لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية. وتقسو المعارضة الاسلامية في الاردن المقربة من حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية /حماس/ في حكمها على فرص بوش في تحقيق هدفه المعلن وهو التوصل الى اتفاق بشأن اقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء فترة رئاسته ومغادرته البيت  الابيض في يناير كانون الثاني عام 2009 .

وقال رحيل الغرايبة نائب الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي لرويترز "عملية السلام ماتت ودفنت ، ونعتقد أن بوش يمثل سياسة امريكية للطغيان والعدوان على العالم العربي". لكن ليس الاخوان المسلمون وحدهم الذين يتشككون في قدرة بوش على التوسط في السلام مادامت السياسة الامريكية منحازة لاسرائيل.

وتوقع مسؤول أردني رفيع لا يتعاطف مع الاسلاميين حدوث كارثة ما لم يضغط الرئيس الامريكي على اسرائيل بشدة من اجل التوصل الى اتفاق على أساس مبادرة عربية عرضت على اسرائيل سلاما كاملا مع كل الدول العربية مقابل انسحابها الى خطوط عام 1967 واقامة دولة فلسطينية والتوصل الى حل لمشكلة اللاجئين. وصرح المسؤول بأن بوش نسف هذه المبادرة حين طلب من السعودية ودول الخليج  العربية الاخرى تطبيع علاقاتها مع اسرائيل قبل ان تؤتي المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية بثمارها.

وتبنى المسؤول الرأي السائد في الاردن والذي يقول ان الرئيس الامريكي كان حريصا على حشد العرب ضد ايران اكثر من حرصه على تحقيق السلام الا اذا كان بشروط اسرائيل. وسعد الاردنيون حين سمعوا بوش يدعو "لانهاء الاحتلال" الاسرائيلي الذي دام منذ حرب عام 1967 لكنهم قلقوا من تأكيده على ان اسرائيل دولة يهودية واشارته الى تعويض لا عودة اللاجئين الفلسطينيين.

كما انهم لم يروا مؤشرا على ان محاولة السلام ستغير الواقع على الضفة الاخرى من نهر الاردن.فبعد انابوليس كشفت اسرائيل عن خطط جديدة لتوسيع المستوطنات في الضفة

الغربية المحتلة حيث تخنق نقاط التفتيش العديدة والجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في عمق اراضي الضفةالحياة الطبيعية هناك. وتقول اسرائيل ان كل هذه الاجراءات ضرورية لامنها.

وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس كثفت اسرائيل ضرباتها بهدف وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية التي تنطلق من القطاع والتي ينفذها نشطون يتحدون سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ومخاطر فشل مبادرة بوش واضحة لا سيما في الاردن الذي أبرم معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1994 وسيحصل على مساعدات اقتصادية وعسكرية من الولايات المتحدة هذا العام قدرها 663 مليون دولار. وقال عوض الله "أعتقد ان مصداقية العملية في اعين

المواطنين العاديين في فلسطين سيحكمها ما يحدث على الأرض."ولهذا نحن بحاجة إلى الانتظار بضعة أشهر نعطي الامر بضعة اسابيع على الاقل حتى نستطيع ان نقيم". ولم يكن الاردن ضمن جولة بوش هذا الشهر حين قام بأول زيارة رئاسية له لاسرائيل والضفة الغربية الى جانب عدد من الدول الخليجية ومصر لكن عوض الله قال ان موقف بلاده يتعزز من خلال الالتزام الشخصي للرئيس الامريكي.

ويرى رئيس الديوان الملكي ان بوش أمامه وقت أطول من الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون الذي حاول دون جدوى تتويج فترة رئاسته بالتوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط عام 2000 . واستطرد "لكننا نحتاج مشاركة الامريكيين...ليساعدوا الاطراف على وضع خطة للتفاوض والوصول الى بعض المعالم" مع توالي الاشهر في عام 2008 . وأضاف "نرى انها فرصة. ولا نوهم انفسنا بان الامر سهل. لكن ليس بوسعنا ان نفشل".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد