أبناء الرمس في راس الخيمة يبنون مسجداً باسم شهيد البحر في الصريح

mainThumb

15-11-2008 12:00 AM

نجح أهالي مدينة الرمس في رأس الخيمة في تجسيد حلم ابنهم “ناصر التوي” الذي عرف في أعقاب رحيله المحزن وسط أمواج عاتية بـ “شهيد البحر” حيث فارق الحياة خلال مقارعته الأمواج لإنقاذ اثنين من أبنائه من الغرق، ليتحول حلمه بعد رحيله في أقل من عام واحد إلى واقع ملموس في قرية أردنية زارها الشاب المواطن الراحل وهو رب الأسرة الصغيرة خلال فترة قضاها هناك في العمل والتدريب، حيث أفضى حينها إلى عدد من أصدقائه ومقربين منه بأمنيته ببناء مسجد في القرية القريبة من مدينة إربد شمال الأردن، وهو ما وجد صداه بين أسرته وأهالي مدينته ممن بادروا بعد رحيله إلى جمع تكاليف ونفقات تشييد المسجد بدعم ومساندة أبناء الأسرة الواحدة في الإمارات.

قطع مشروع المسجد الذي حمل اسم “الشهيد ناصر التوي” شوطا واسعا وبات على مشارف الإنجاز ليرى حلم “شهيد البحر” النور في البلدة الأردنية فعليا وهو ما اعتبره القائمون على مشروع المسجد من أهالي الرمس وأبناء الإمارة بادرة وفاء إلى روح الشهيد الذي قدم مشهدا إنسانيا نادرا في التضحية حيث نجح في إنقاذ ابنائه فعلا قبل أن يستسلم لحكم القضاء ويفارق الحياة غريقا.

وكان وفد من أهل مدينة الرمس في رأس الخيمة زاروا بلدة الصريح التابعة لمحافظة إربد شمال المملكة الأردنية الهاشمية خلال الأيام الماضية لتفقد الأعمال الإنشائية المتواصلة في مشروع مسجد الشهيد “ناصر أحمد توي الطنيجي” الذي يقام على مساحة 650 متراً مربعاً تقدمهم والد الشهيد ناصر ومجموعة من أقاربه وعدد من أهالي مدينة الرمس الذين يشرفون على عملية بناء المسجد عن كثب. ويتضمن مشروع تشييد المسجد 4 أدوار كاملة شيد منها حتى الآن طابقان في حين يمكن إضافة دورين آخرين في المستقبل، بينما تم الحصول على الأرض بمبلغ رمزي ووقف من أصحاب الأرض الأصليين، ويستوعب مبنى المسجد 800 مصل وينقسم حاليا إلى دورين إلى جانب سرداب أرضي يضم سكن الإمام ومركزا خاصا لتحفيظ القرآن الكريم حيث خصص الدور الأول لصلاة الرجال والدور الثاني مصلى للنساء وجرى اعتماد آلية خاصة في البناء لاستيعاب أكبر عدد من المصلين الرجال إذ يمكن استخدام مصلى النساء في حال امتلأ مسجد الرجال فيما يمكن نقل النساء إلى السرداب المخصص لتحفيظ القرآن.

وأشار أحمد ناصر الطنيجي، من أقارب الفقيد، إلى أن مشروع بناء حلم الشهيد ناصر في البلدة الأردنية تكلل حتى الآن بنجاح واسع وحظي بتجاوب وتفاعل أهل الخير في الدولة ووصلت التكلفة الإجمالية للمسجد إلى 650 ألف درهم فيما بلغت تكلفة المرحلة التي تم إنجازها حتى الآن 505 آلاف درهم وتبقى 145 ألف درهم على أن ينجز العمل في المشروع نهائيا في حال توفر المبلغ المنشود والمتبقي من قبل المحسنين من أبناء الإمارات في بداية الربع الأول من عام 2009.

وساهمت أسرة الشهيد وأقاربه وأهالي مدينة الرمس والعديد من أصحاب الخير في رأس الخيمة جنبا إلى جنب مع أبناء إمارات الدولة الأخرى في مبادرة بناء المسجد بمبالغ مالية متفاوتة لتحقيق حلم “ناصر التوي” في بناء المسجد تكريما لروحه بعد التضحية بنفسه في سبيل إنقاذ ابنيه من الغرق خلال شهر “مارس/ آذار” الماضي وهي القصة التي أثارت ردود فعل واسعة بين شرائح المجتمع المحلي وخلفت وراءها فاجعة علقت بذاكرة أبناء الإمارة .

" الخليج الاماراتية "



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد