لنبصر وجهك ..

mainThumb

15-11-2008 12:00 AM

(برقيات الى غزّة المضاءة بعتمتها)..

فنجان رمل يمدّ ويجزر بأمواج القهوة..هو بحر غزّة..وكحل ناعم في عين وليد نائم..هو ليلها..صباح الخير يا صدى النوارس والصيادين..يا كف الأمهات الذي يسند وجوههن و الانتظار..

**

هناك تحت رمش المدينة ..يرقد بيت صفيح وأطفال عشرة.. وصوت ريح تصفر في أذن العتمة..أكتاف صغيرة تتلحف بأغطية الأونروا ..ودفاتر باردة مسجّاة على الحصيرة بانتظار النهار..الأب خارج القطاع والأولاد في وحدة وانقطاع.. ونافذة تودّع الراحلين إلى قبورهم ولا تستقبل أحداً...يا غزّة العظيمة افلقي رغيف الشمس واطعميه لكل الخائفين..

**

..لا شيء يؤنس البيوت..سواك يا بحر...المخابز مغلقة ، الغيوم مصادرة، المحادثات معطّلة ، و المصالحة تجلس بحقائبها في صالات الانتظار..يا قائد الموج وزعيم المدّ..احم فلسطين من نفاد صبرك.. ومن ليل الحصار..

**

ليل غزّة..سناج القلوب المحترقة..وأبخرة الصبر التي التصقت ببطن السماء...لم يبق شيء إلا وقُدّم قرباناً للظلام..الدعاء، وأخبار التوافق، وكِس?Zر الأقلام..ماذا بعد؟! لم يبق سوى قلب أبي الفسفوري..الذي ينبض مداً وجزراً..صمتاً وصبراً..ودمعاً باسماً وضحكاً مرّاً..فهل يكفيهم..؟!

**

بيت صفيح وأطفال عشرة ،و أمّ في الركن تحرّك بعصاها الحصا وهي تدندن الحصا لمن عصى ..كتب ناعسة الصفحات، لا يبصر الحرف فيها ألم الوجوه..ترى كيف ينام الصغار ونباح الجوع مرابط في أمعائهم..و الابجدية المفزوعة تزقزق من دفاترهم...

**

يا غزّة..يا فلسطين..يا جديلة العمر الحزين..في حفلات الميلاد يطفئون الشموع ويتمنون العمر المديد.. هلاّ تقبّلت أصابعنا شموعاً..لنبصر وجهك الجديد..الرأي

ahmedalzoubi@hotmail.com

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد