عمرك طويل يا حمدي - مزمل ابوالقاسم

mainThumb

27-02-2016 11:06 AM

* ليت الزمان يعود القهقرى، لنستمتع بالصوت الجهور، والبرنامج المحضور، (فرسان في الميدان)، أحد أشهر برامج المسابقات في تلفزيون السودان، وربما العالم أجمع.
 
 
* قدمه الأستاذ الإعلامي القدير حمدي بدر الدين، قبل أن يضع الأمريكان الأقمار الاصطناعية في مدارات الأرض، ويغزوا الفضاء بالبث الرقمي، وتتعدد الفضائيات.
 
 
* شاهدناه وتعلقنا به قبل أن يفكر جورج قرداحي في (من سيربح المليون)، وقبل أن نسمع بالنظائر والأشباه، من برامج المسابقات الشهيرة، أمثال (American Got Talent) وبقية المستنسخات في قنوات العالم.
 
 
* وقتها كان تلفزيون السودان محصناً ضد الملل، ببرامج نوعية هادفة وشائقة، فيها من الابتكار ما فيها، مثل (مطرب وجماهير)، و(الصلات الطيبة)، و(صور شعبية)، و(مسابقات المدارس)، و(ظلال)، و(جنة الأطفال)، و(تحت الأضواء)، و(أمسيات)، و(لقطات)، و(أدب وفكر)، و(علم نفسك)، و(ربوع السودان)، و(الكرسي الساخن)، و(لو كنت المسؤول)، وغيرها من البرامج الجميلة والهادفة، التي يفتقر تلفزيون السودان إلى أمثالها حالياً.
 
 
* كان (فرسان في الميدان) ساحةً للشعر والأدب والمعلومات العامة والغناء الجميل، بمشاركة عدد من أساطين الكلمة في بلادنا، أمثال البروف علي المك، والشاعر والأديب المتمكن الحسين الحسن (صاحب قصيدة حبيبة قلبي تفشى الخبر)، ورفيقه الأريب، صاحب الذاكرة الفوتوغرافية، سعادة اللواء إبراهيم أحمد عبد الكريم، والأستاذة منى محمود.
 
 
* برنامج تفاعلي، مخصص للمسابقات، بأسئلة متنوعة، يتطلب الرد عليها ثقافة واسعة، واطلاعاً على الأدب والعلوم والتاريخ والجغرافيا والمعلومات العامة، ويشتمل على جوائز نوعية، تنقل الفائزين عبر كبريات المدن والعواصم الأوروبية، على متن (سودانير)، التي كانت تجوب الأجواء في كل مكان، قبل أن يجور عليها الزمان، وتفقد طائراتها ومحطاتها الواحدة تلو الأخرى.
 
 
* مثل ذلك البرنامج الممتع كان يستحق الاستمرار، ليعمر كأمثاله من البرامج العالمية الكبيرة، حتى بعد أن ترجل مقدمه المتمكن حمدي بدر الدين، وبعد أن ودع الحسين الحسن وإبراهيم أحمد عبد الكريم وعلي المك الفانية إلى دار الخلود، واحتجبت الأستاذة منى، ولحقت (سودانير) أمات طه، بعد أن فقدت محطات كان متسابقو (فرسان في الميدان) يتنقلون بها من مطار الخرطوم إلى القاهرة إلى أثينا إلى فرانكفورت إلى لندن، (وما أدراك ما هيثرو)!
 
 
* كان الجزء الأول من (فرسان في الميدان) مخصصاً للمعلومات العامة، والثاني للمطارحات الشعرية، والثالث للغناء الجميل.. برنامج مبتكر، ينتظره المشاهدون بمنتهى التشوق، ويستمتعون به أيما استمتاع.
 
 
* قبل أيام انتشرت في الوسائط الإلكترونية شائعة قبيحة، ادعى صاحبها أن الأستاذ حمدي بدر الدين انتقل إلى رحمة مولاه.
 
 
* شائعة سوداء، استكثرت على ذلك الهرم الإعلامي الشامخ نعمة الحياة، وقضت عليه قبل يومه.
 
 
* تولى حمدي الرد على الشائعة بنفسه، وبث تسجيلاً مصوراً، أكد فيه أنه حي يرزق، وما زال قادراً على العطاء، برغم سطوة المرض، وتقدم العمر.
 
 
* حمدي بدر الدين يستحق التكريم، وليت زميلنا الأستاذ الزبير عثمان أحمد تبنى ذلك المقترح، علَّه يزيل عن صدر زميله بعض غبنٍ ارتسم على محياه عندما تكبد عناء الرد على الشائعة، وقد عانى قبلها ما عانى، من علةٍ أصابته بشللٍ نصفي، ولم يجد من يعينه على تحمل كلفة علاجها، ولا من يسهر على مراعاته كما شقي وسهر ليمتع السودانيين ويثقفهم على مدى نصف قرن، أمضاها في مجال الإعلام، وتولى خلالها إدارة التلفزيون وقدم له الكثير.
 
 
* حمدي يستحق التكريم حتى من رئاسة الجمهورية، لأنه خدم وطنه بإخلاص، وقدم عصارة جهده له، وآن له أن يحظى ببعض الوفاء، لأنه أجزل العطاء.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد