ما هو العيب فـي (الإتفاقية)؟ ..

mainThumb

17-11-2008 12:00 AM

معظم الذين يعترضون على الإتفاقية الأمنية، العراقية الأميركية، من الخارج ينطلقون في إعتراضاتهم هذه ليس من حقائق الامور والنصوص المدونة التي خضعت لمداولات ونقاشات طويلة والى جولات كرٍّ وفرٍّ الى أنْ إنتهت الى الصيغة، التي أقرتها حكومة نوري المالكي بشبه إجماع، وإنما الى مواقف عقائدية يطغي عليها التعلق بالماضي الذي رغم ان هؤلاء لازالوا يتشبثون به ويتخذون مواقفهم على أساسه إلاّ?Z أنه لن يعود أبداً فما مضى قد مضى ولا عودة إليه والأفضل هو التطلع الى المستقبل وفقاً للواقع القائم وحقائق الأمور.

إن هذه عادة قديمة فكثيرون حتى من قادة الفصائل الفلسطينية القابلة والرافضة إتخذوا مواقفهم من قرار مجلس الأمن الدولي 242 بدون ان يقرأوه وهذا ينطبق على إتفاقيات أوسلو وخــارطة الطريق وعلى ما طرح خلال كامب ديفيد الثانية وما تم التوصل إليه في إجتماعات طابا الشهيرة وهو ينطبق أيضاً على وعد بلفور الذي مرّ?Z عليه أكثر من تسعين عاماً والذي هو سبب كل هذه الويلات وسبب كل هذا الصراع المعقد الذي كلما لاحت إمكانية لتصبح نهايته قريبة تصبح بعيدة وبمسافة بعد الأرض عن السماء.

لا نقاش في ان من حق أيٍّ كان ان يقول رأيه في هذا الإتفاق الأمني العراقي الأميركي لأن أمن المنطقة يتأثر تأثراً مباشراً بأي تطورات أمنية وعسكرية في العراق لكن حتى لا يكون مثل هذا الرأي، سواءً كان مؤيداً أو رافضاً، على طريقة : قُلْ كلمتك وأمش فإنه لابد من التأني لمعرفة حقائق الأمور ولمعرفة رأي العراقيين أنفسهم الذين أيديهم في النار والذين لا يفيدهم كل هذا الزّ?Zجل الذي يتردد في الخارج والذي في حقيقته ليس إلاّ?Z نواحاً ونحيباً على الماضي الذي ذهب ولن يعود.

لقد نصت هذه الإتفاقية، وهذا هو الأهم من كل النقاط الخلافية التي جرت تسويتها رغم ان هذه النقاط هامة بالفعل، على إنسحاب القوات الأميركية إنسحاباً كاملاً وشاملاً من العراق في موعد لا يتعدى ولا بدقيقة واحدة الحادي والثلاثين من كانون الثاني ( ديسمبر ) العام 2011 وهذا أصبح مكفولاً ومضموناً بتأكيدات الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما الذي بادر الى تجديدها بعد فوزه في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة.

يجب ان تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي العراقية في موعدٍ لا يتعدى 31 ديسمبر ( كانون الثاني ) العام ,2011. ويجب ان تنسحب قوات الولايات المتحدة المقاتلة من المدن والقرى والقصبات العراقية في موعدٍ لا يتعدى30 يونيو ( حزيران ) العام 2009 وعلى ان تعترف الولايات المتحدة بالحق السيادي لحكومة العراق في ان تطلب خروج قوات الولايات المتحدة من العراق في أي وقت وأن تعترف حكومة العراق بالحق السيادي للولايات المتحدة في سحب قواتها من العراق في أي وقت .

إن هذا هو المهم وإن باقي ما تبقى ليس إلاّ?Z مجرد رتوشٍ ثانوية لا تقدم ولا تؤخر مادام ان الأساس الذي هو الإنسحاب الكامل غدا مضموناً ومحدداً بإطار زمني واضح ولا نقاش فيه.. ولذلك فإنه لابد من إستيضاح المعترضين من الخارج عما يريدونه ولماذا يرفضون هذه الإتفاقية مادام ان القضية الرئيسية جرى حسمها وبدقة لم تترك مجالاً للشكوك وإعتساف الأحكام.

إذا كان الرفض من الخارج يستند الى مقولة إن كل ما يقوم على الباطل هو باطل حتى وإن كان حقّاً مُحصحصاً لا غبار عليه، وذلك على إعتبار أنه لا يجوز الإعتراف بكل ما بعد احداث العراق لا البرلمان المنتخب ولا الحكومة القائمة على أسس ديموقراطية ولا أي شيىء من هذا المتجسد في العراق، فإنه على هؤلاء الرافضين ان يبقوا يرفضون حتى يوم القيامة طالما ان حالهم كحال أولئك الذين لازالوا يبكون على الأندلس ولازالوا يحلمون بإستعادتها في ذات يومٍ قريب !!.  - الراي -



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد