الأمير الحسن يدعو إلى إعادة تعريف الفقر

mainThumb

26-11-2008 12:00 AM

دعا سمو الأمير الحسن بن طلال إلى إعادة تعريف مفهوم الفقر من منطلق الصالح الإنساني وليس من منطلق الدولار والمال. وقال سموه، في خطاب رئيسي بمؤتمر "السياسة والدين" في إمارة موناكو، أمس الثلاثاء (25 تشرين الثاني 2008)، إن الأزمة المالية العالمية تنطوي في مستوى أعمق على أزمة روحية عالمية. إذ تمّ على المستوى العالمي التضحية بهويات وسيادة الشعوب لصالح قوى الأصوليّة الاقتصادية. فمع تبني قيم السوق كديانة عالمية "نسينا م?Zنْ نحن ولماذا نحن هنا على الأرض. استُبدل توقير الحياة بحبّ المال والسلع الاستهلاكية. إن مذهب الليبرالية الجديدة المستند إلى التملّك والطمع والخوف واللامبالاة قد قاد إلى الفقر والجريمة والمخدرات والعنف والحروب".

وأكد الأمير الحسن أن وجود إدراك جديد لمعنى وغاية الحياة سيقودنا بعيداً عن حافة الكارثة. فبينما تتداعى البنى المالية من حولنا ونفقد معانينا الدنيوية، فإن ذواتنا الروحية هي فقط التي يمكنها أن تزودنا بالبوصلة التي نسعى إليها.

وأشار الأمير الحسن إلى أن الحركة من أجل الحوار والتعاون الديني يجب أن يتم تسريعها وتطبيقها مباشرة على القضايا التي تواجه العالم. فعندما يلتقي أناس من أديان مختلفة، ينسون في أغلب الأحيان العداوات والنزاعات التاريخية التي تفرّق بينهم.

وأكّد سموه أن السلام في الشرق الأوسط "يعتمد في جزء كبير منه على التسامح والتفهم. ولكن لإنجاز هذا التفهم، يجب أن نُطوّر أولاً استيعاباً لحقيقة أنّ كلّ واحد منّا يحتضن ألمه وحزنه الشخصي".

ورأى الأمير الحسن أن انهيار المعايير والأخلاقيات المستندة إلى الدين هو ما يشكل عامل زعزعة وعدم تكامل بين الناس، وليس إحياء الإيمان الديني الأصيل. "بالتأكيد إن ما نسعى إليه ليس فقط الحوار بين ثقافاتنا، وإنما أيضاً الحوار داخل ثقافاتنا. إنني أؤمن أنّ الحوار، وخصوصاً الحوار بين المؤمنين، هو في الأساس حول التشارك في القيم العالمية".

وأضاف سموه "إذا كانت العولمة تتعلق بالوصول إلى عالم أفضل، فإن الحاكمية العالمية لا تعني شيئاً دون أخلاقيات ودون ميثاق سلوك. نحتاج إلى رسم مخطّط لطريقة تفكير جديدة. وواحدة من أولى الخطوات هي إيجاد ثقافة التزام عالمية فيما يتعلق بالقوانين الإنسانية وحقوق الإنسان على المستوى الدولي. ففي النهاية، ليس الخبراء هم المهمون، وإنما الناس"؛ داعياً إلى إيجاد ميثاق سلوك عالمي يستند إلى التسامح واحترام الآخر وإرادة واضحة مؤسسة على نظام قيمي يتفق عليه الجميع.

واعتبر الأمير الحسن أن المبادرة الواعدة لثلاث وأربعين من الأمم الأوروبية والمتوسطية، المعروفة بـ "عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط"، هي مثال مشجّع على ما يمكن أن تفعله الأمم بخصوص تعزيز النمو الاقتصادي والتوظيف والتماسك الإقليمي والتكامل الاقتصادي الاجتماعي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد