العرب وأوباما !!

mainThumb

08-11-2008 12:00 AM

لا دور للشرق الأوسط وقضاياه الكثيرة في فوز باراك أوباما ، هذا الفوز التاريخي ، وهزيمة الحزب الجمهوري ومرشحه جون ماكين ، هذه الهزيمة النكراء ، اللهم بإستثناء المسألة العراقية وبحدود متواضعة جداً فهذا الفوز سببه الديموقراطية الأميركية العظيمة وسببه ان الأميركيين زهقوا سحنة جورج بوش وسببه الإنهيارات المالية الإقتصادية التي جاءت كثالثة الأثافي بالنسبة لهذه الإدارة الأميركية الراحلة وسببه ان الشعب الأميركي بات يريد التغيير الذي رفعه كشعارٍ لمعركته هذا الشاب القهوائي اللون الذي يتفتق حماسة وحيوية .

لا فضل لأي كان في هذه المنطقة البائسة في هذا التحول الكبير الذي شهدته الولايات المتحدة والعامل المهم بالنسبة لهذا الأمر هو ان جون ماكين ، المحارب القديم ، قد ركّ?Zز على الماضي وعلى بطولاته الفردية في حرب فيتنام وعلى أنه من عائلة إميريلايات في البحرية الأميركية بينما إفتتح باراك أوباما المعركة الإنتخابية بكشف النقاب عن طفولته المحزنة وعن فقره وبؤسه والعذاب الذي قاساه وكابده وجعل التغيير شعاراً له وقدّ?Zم للأميركيين شاباً طموحاً يهمه المستقبل أكثر بكثير من الماضي .

حتى هذا التحول الهائل ، الذي لا فضل فيه لأي عامل خارجي والفضل هو للديموقراطية الأميركية العظيمة وللشعب الأميركي الذي ملّ?Z الصور النمطية التي بقيت تتكرر في البيت الأبيض ، لم يوفره المزايدون الذين إعتادوا التعامل مع كل طارىء مؤثر في هذه المنطقة وفي العالم بأسره على طريقة محاربة طواحين الهواء فهم سارعوا الى إدعاء أنهم هم الذين أسقطوا بوش وأراحوا العالم من شروره وأنهم هم الذين جاءوا بهذا الوافد الجديد الى البيت الأبيض ليملأ أميركا عدلاً بعد ان إمتلأت جوراً وليخلص الكرة الأرضية من عدوانية المحافظين الجدد وحماقاتهم .

في كل الأحوال إنه على أهل هذه المنطقة ، حكاماً ومحكومين ، ان يضعوا في إعتبارهم كي لا يرتكبوا الأخطاء التي بقوا يرتكبونها على مدى نحو قرن بأكمله ان باراك أوباما هو رئيس الولايات المتحدة ، وليس إبن عمومتهم الضاربة جذوره في كينيا ، وأنه سيتصرف وفقاً للمصالح الأميركية وأنه سيغلب هذه المصالح على كل شيء وأنه لم يأت الى هذا الموقع الذي هو أهم موقع في العالم كله بدعوات الكينيين والأفارقة والعرب والمسلمين الصالحة وإنما بأصوات الأميركيين التي ألْقموها يوم الثلاثاء الماضي صناديق الإقتراع وبتوجهاتهم وبحرصهم على مصالح بلدهم في الداخل والخارج .

ولذلك فإنه علينا في هذه المنطقة ألا نحاول السباحة في شبر من الماء وألا نحمّل الأمور أكثر مما تحتمل وألا نسقط رغباتنا وعثراتنا وخيباتنا وقلة حيلتنا على الواقع فنتصور أشياءً لا يمكن ان تحدث على الإطلاق فهذا الرئيس الأميركي الجديد سيكون حتماً أفضل من جورج بوش الأب والإبن إن بالنسبة للداخل الأميركي وإن بالنسبة لقضايا العالم الملتهبة ولكنه في كل الأحـوال سيبقى رئيساً أميركياً وسيبقى يضع مصالح بلده فوق كل المصالح وقبل كل المجاملات .

إن أكثر ما يمكن ان يستقبل به العرب هذا الشاب الوافد الى البيت الأبيض من خلفية قريبة من همومهم ان يكونوا واقعيين أولاً وألا يحاولوا السباحة في الفضاء بلا أجنحة وأن يتحدثوا مع باراك أوباما بلغة المصالح وبمفردات واضحة وأن يجسدوا في التعامل معه وحدة موقف بقوا يفتقدونها مع كل الرؤساء الأميركيين الذين سبقوا هذا الرئيس .. وهذا يجب ان ينطبق أول ما ينطبق على الأشقاء الفلسطينيين الذين كلما ساد إعتقادٌ ان اللقّ?Zمة إقتربت من أفواههم يدب بينهم الخلاف وينبت بينهم من يؤجر حنجرته وسيفه لطرف من أطراف المعادلة الإقليمية فتعود الأمور الى نقطة الصفر .

ما يزال الأميركيون ومن بينهم أوباما يرون ان الإسرائيليين هم الأقرب الى مصالحهم ومصالح الولايات المتحدة وهذه قضية قديمة بدأت عندما أخطأ العرب الحسابات وركضوا وراء سراب الشعارات وإتهموا عقلاءهم بكل ما في قواميس التخوين من إتهامات والآن فإنهم يجب ألا ينتظروا من ابن خؤولتهم وعمومتهم القادم الى البيت الأبيض شيئاً إن لم يتخلص الأشقاء الفلسطينيون من خلافاتهم وينقوا صفوفهم من الذين يقْرقُون في فلسطين ويبيضون في أقنان مرجعياتهم البعيدة !! . // الراي //



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد