3 خطوط حمر

mainThumb

10-11-2008 12:00 AM

لقاء الملك الاخير مع رؤساء التحرير يختلف عن اللقاءات السابقة التي كانت تتم في اطار حرصه اطلاع الصحافة على آخر المستجدات والقضايا الداخلية والخارجية, والتي عادة لا يشار اليها في الصحف ووسائل الاعلام.

ما نشر امس عن اللقاء بين جلالته ورؤساء التحرير يقصد به تأكيد جدّية واولوية ثلاثة مواضيع تشغله, داعياً الحكومة والصحافة والمجتمع لسد الثغرات القانونية والاجتماعية التي تجعل من حدوثها خطاً احمر.

الموضوع الاول - منع توقيف الصحافيين في قضايا النشر قبل المحاكمة, فالمسألة عند جلالته لا تقتصر فقط على أن التوقيف يتعارض مع الحريات الصحافية, انما يتجاوزها الى الاساءة لسمعة الاردن في الخارج, حيث تلقى النظام انتقادات شديدة من منظمات حقوق الانسان وجمعيات الصحافة العالمية.

وبالطبع تثير هذه القضية الجدل الداخلي في كل مرة تثار فيها, ودائماً كانت تواجه بمعارضة من داخل البرلمان وخارجه, فالمتضررون من الحرية الصحافية كثيرون, وبعض القوى واصحاب النفوذ يلعنون اليوم الذي تحررت فيه الصحافة من الرقابة ومن الأشكال المختلفة لقمع حرية الرأي.

هذا الدعم والاسناد الجديد من قبل الملك للحريات الصحافية ليس استثنائياً فحسب, بل انه يحمل عنوان «الخط الاحمر» وهو ما يوفر الارضية للحكومة والنواب والنقابة لسد الثغرات القانونية التي جعلت من توقيف الصحافي «تابوهاً» لا يمكن تجاوزه.

وبالمقابل علينا كصحافيين واجب تجاه وطننا ومجتمعنا والى جانب الحفاظ على مكاسب الحرية الصحافية وتطويرها فان علينا التزاماً كنقابة وصحافيين بان يكون لنا موقف حاسم نضع فيه خطوطاً حمرا لوقف تجاوزات اعلامية وصحافية لم تعد مقبولة, فحماية المجتمع, او الافراد من تجاوزات الصحف والصحافيين ومن التشهير والاتهامات الباطلة هو شرط اساسي للحفاظ على حقنا في حرية التعبير والنشر. واضيف بان من واجب النقابة وبالتعاون مع الحكومة ومجلس النواب العمل سوية لسد الثغرات القانونية التي تسمح باستغلال الحرية الصحافية لابتزاز المجتمع والافراد او تخويفهم والنيل منهم بالزور والباطل.

اؤيد ما طرحه الزميل نقيب الصحافيين في العلن وفي الغرف المغلقة من ضرورة توسيع الحوار بين المواقع الصحافية اليومية والاسبوعية والمواقع الالكترونية المختلفة للخروج باطار عمل يؤكد على الحريات الصحافية وفي نفس الوقت وبنفس المستوى يحمي المجتمع ويدافع عن حقوق الاخرين وحرياتهم.

اما الخطان الاحمران الاخران اللذان اشار اليها جلالته في لقائه مع رؤساء التحرير فهما اكثر اهمية من مسألة منع توقيف الصحفي, وخلال حديثه عنهما يمكن ان تلمس حجم القلق والغضب في نفس جلالته من استمرار وقوع مثل هذه الجرائم النكراء وظهورها بين وقت واخر, وبالطبع المقصود جرائم ايذاء الاطفال والاعتداء على النساء, وهو ما سأتناوله في مقالة الغد.0العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد