مجالس اللغو السياسي / بقلم د. احمد عويدي العبادي

mainThumb

02-02-2009 12:00 AM

مجالس اللغو السياسي , مجالس قديمة جديدة متجددة , فيها يلتقي العاطلون , والمعطلون ( بتشديد الطاء وفتحها وضمها ) عن العمل المثمر او البناء او ممن احترفوا مهنة تدمير الاخرين باعتبار ذلك بالنسبة لهم وسيلة لبناء انفسهم .

وفي ضوء انعدام الديموقراطية واعتبار حرية الراي جريمة تؤدي الى السجن فان مجالس اللغو السياسي ابتكرت وسائل جديدة للتعبير الا وهي ترديد الكلام السيء والفاحش والانتقادي ضد اية جهة او شخصية رسمية على ان قائله فلان, على لسان بريء لا علاقة له بالامر , سوى ان المفتري يريد القضاء عليه وتجريده من موقعه او تحويله الى مغضوب عليه سياسيا او يخلقاه متعب مع اخرين ويعتبرونه عدوا لهم وهو لا علم له بذلك لا من قريب ولا من بعيد , او غير ذلك ثم نجد هذا المهذار السياسي ( او اي من اللغاة المهرطقين ) يمارس انفصام الشخصية باوضح صورها , ويشن هجوما وهميا على القائل المفترض ( الذي لاعلم له بالافتراء ولا بالهجوم الوهمي ) ممن يريد تدميرهم ويكبر الكلام ويزداد ويتطور من ناقل الى اخر , على ان الضحية مجرم وانه قال وتطاول وهو ( غايب فيلة وبريء ) بينما يبني المفتري لنفسه امجادا وبطولات وهمية كاذبة وخادعة , على ظهر ذلك الضحية على انه ( المفتري ) دافع دفاع الابطال لرجال , وقال وفعل ووضع حدا للقائل ( المفترض) وتحول الكاذب هذا الى عنترة بن شداد او عمرو بن معد يكرب في الشجاعة والاقدام وتذهب عقليات رائعة ومبدعة وبريئة ضحية افترءات مجالس اللغو السياسي هذه , والمصيبة ان احدا ( من السامعين ؟؟؟ ) ليس مستعدا ان يمحص المعلومة بل يأخذها على علاتها مضخمة وعلى انها حقيقة وان الناقل بطل صنديد والقائل المفترض مجرم رعديد .

فيعاني الرجل النظيف من السجن , وثم من الاضطهاد وحملات التشويه , نتيجة أقاويل وافتراءات مجالس اللغو السياسي . وتقويله مالم يقله والافتراء عليه بما لم يفعله .

ان الوطن ( اي وطن ) انما يدفع ضريبة اقاويل اللغو السياسي واعضاء هذه النوادي العنكبوتية الذين لا يشعرون بالحرج او الحياء عندما يتهاتفون ويدعون بعضهم لمجلس (غيبة) وطابق ( نميمة ) والناس متوهمون على كثير ممن يعتقدون انهم شخصيات مهمة وذات همة علية , وهم في حقيقتهم عبارة عن اعضاء في نوادي اللغو السياسي , واقوام ونكرات انتفخوا كالبالونات وهم رغم كرههم لبعضهم متفقون على البقاء معا وتدمير الاخرين , واقتسام الكعكة الناتجة عن طابق غيبة او نميمة او تدمير شخصية محترمة تشكل عليهم خطرا لانها ليست من اعضاء هذه النوادي , او عجزوا عن ضمها اليهم ان الوطن =اي وطن = لا يعمر باللغو بل بالصدق ولا يزدهر بالنميمة بل بالكلمة الصادقة , ولو ان اعضاء مجالس اللغو السياسي كرسوا جهودهم لبناء انفسهم بدل بذل الطاقات لتدمير الاخرين لكنا بخير , ولكنهم ابت عليهم انفسهم الملوثة الا الاذى والتامر اللاخلاقي ضد المخلصين والنزيهين .

وكم من بريء ذهب ضحية نميمة من نمائم مجالس اللغو السياسي وهي مجالس ينظم اليها الذين يهمهم الحفاظ على مواقعهم على حساب مآسي الاخرين , والعاطلون عن العمل السياسي والادراي او ممن يعيشون امجادا وهمية غابرة عندما كانوا ( كيت وكيت ) ؟ وكان هذا المسؤول او ذاك يخدم بمعيته ثم صار شيئا وعاد ذاك الى عتمة النكرات .

وتضم المجالس ممن تضمهم اولئك الذين قبلوا لانفسهم ان يكونوا مطايا لديك رومي او لكبش رعوي , او لوعل جبلي , او لحصيني ( ولا اقول الثعلب ) سارح في الوديان في شهر شباط الذي هل علينا ,او لجمل اجرب , مثل هذا يتزعم نادي من اندية اللغو السياسي على امل ان يعود هذا الجمل الاجرب او الديك الرومي او الكبش او الحصيني الى موقع القرار ؟ وهم جميعا يرون ان الوسيلة الوحيدة بالوصول هي تدمير الاخرين , واختلاق الاخبار والتامر على الناجحين واختلاق الاشاعات والاكاذيب .

هذه المجالس مظهر من مظاهر التخلف والسوء ولا تجلب للبلاد الا السوء . انهم يلهثون وراء اخبار الناس ويتعقبون عوراتهم , فاذا لم يجدوا شيئا راحوا يختلقون القصص والاقاويل ضد الابرياء وبالتالي فان الوطن هو الخاسر الاكبر .

اما اعضاء مجالس اللغو االسياسي فان كلماتي هذه ستجعلهم ( للاسف ) يتحدثون عن موضوع جديد في مجال اللغو السياسي , وايذا الاخرين وماذا نعمل سوى ان نكرر ما يقوله المثل العربي : اذا لم تستح فاصنع ما شئت فهلا تسلل الحياء وكريات الدم الحمراء الى وجوههم الباسرة المكفهرة الكالحة ؟ الجواب عندهم وعند الناس .

أما انا فاعرفه سلفا منذ سنوات طويلة ولهذا كنت اكبر ضحية في تاريخ الاردن لمجالس اللغو السياسي ومجالس نادي العراة السياسي- ونامل ان نكتب عنهم فيما بعد ان شاء الله .

Email: oweidi2005@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد