دلالات التصعيد النيابي ضد حكومة الذهبي

mainThumb

14-05-2009 12:00 AM


رد اللوزي على شكوى كتلة الاخاء يؤكد الانسجام بين الحكومة والديوان

لم يكن احد يتصور ان تنتهي العلاقة بين حكومة الذهبي وكتلة الاخاء النيابية الى ما انتهت اليه من توتر وخلاف.

اعتبرت الكتلة عند ولادتها الى جانب الشقيقة الكبرى كتلة التيار الوطني القاعدة النيابية الصلبة للحكومة وسطع نجم مؤسسها النائب احمد الصفدي في وقت قياسي. وحظيت الكتلة بتسهيلات كثيرة لم يحظ بها الاخرون من النواب. بعد استقالة مدير المخابرات العامة السابق اللواء محمد الذهبي ظهرت بوادر تمرد في صفوف الكتلة على الحكومة فسرها النائب الصفدي بقوله الشهير في احدى جلسات النواب ارتفعت المظلة الأمنية ويقصد عن الحكومة. وصل تصعيد الاخاء ضد الحكومة ذروته بمذكرة رفعتها الكتلة أمس الأول الى جلالة الملك تنتقد فيها اداء الحكومة على المستويات كلها.

تسلم المذكرة رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي الذي ابدى استياءه الشديد من الاسلوب وطريقة التحرك. لو كان رئيس الديوان شخصا آخر غير اللوزي لأمسك بالمذكرة بأسنانه ووظفها لمصلحته ضد الحكومة كما فعل اخرون من قبل عندما سعوا لأستقطاب الاخاء الى جانهم فيما كان يعرف بصراع مراكز القوى. لكن الطريقة التي تعامل بها اللوزي مع التحرك النيابي تؤكد ان العلاقة بين الرئاسة في الحكومة والديوان لا يشوبها توتر او تنافس وانما تكامل في العمل بعيداً عن الحسابات الشخصية.

لا يقتصر التحرك النيابي ضد الحكومة على كتلة الاخاء فهناك قوى فاعلة في المجلس تحاول ان تضع العصي في دواليب الذهبي في وقت تكثر فيه التكهنات عن تغيير حكومي متوقع في الاشهر القليلة المقبلة.

لا شك ان الذهبي يشعر بالخذلان من تصرف كتلة الاخاء التي جرى تصنيعها في اروقة السلطة. لكن التحولات التي جرت في البلاد دفعت بها الى تبديل مواقعها.

بيد ان المشكلة ليست مع كتلة الاخاء فحسب فهناك اطراف نيابية اخرى تتصيد الحكومة عبر ملفات كثيرة ابرزها الديسي وقانون الضريبة الموحد وفي خلفية المشهد حسابات نيابية معقدة بشأن انتخابات رئاسة المجلس المقبلة التي ستحدد مواقف مختلف الأطراف النيابية من الحكومة.

الأنباء التي تتردد عن تغييرات شاملة في البلاد مع اكتمال العقد العاشر للمملكة الرابعة تقلق كل الاطراف خاصة النواب الذين يخشون من قرار باجراء انتخابات مبكرة لا يعرف مصيرهم فيها. وفي محاولة لدرء هذا السيناريو يحاولون تركيز الانظار على الحكومة لعل التغيير يقتصر عليها. واذا لم يتحقق لهم ذلك قبل موعد الدورة العادية المقبلة يتحضرون منذ الآن لطرح الثقة بالحكومة كما يردد اعضاء بارزون في كتلة الاخاء.

في كل الأحوال فان الصراع الذي نشهده لا يقدم او يؤخر في قضية الاصلاح المطلوب ويظل مجرد دوران في حلقة مفرغة.0العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد