الأردن لا يدير ظهره للصراع

mainThumb

14-05-2009 12:00 AM

في العمل السياسي قد تقتضي الأمــور الغوص في الأوحال حتى الرُّكب وعندما تكون هناك مواقف متباعدة فإن هذا يجب ألاّ?Z يعني الإنزواء بعيداً وإدارة الظهـــر للخصم والقول : للبيت ربٌّ يحميه .. وكفى الله المؤمنين شر القتال ولعل مالم يدركه الذين إعتبروا ان مصافحة بنيامين نتنياهو تنقض الوضوء ان أمنية رئيس الوزراء الإسرائيلي الغالية هي ان يذهب الى واشنطن ويقول للأميركيين ان العرب يغلقون الأبواب في وجهه وأنهم طرحوا مبادرتهم التي طرحوها من أجل رفع العتب وفقط من أجل ان يقولوا للعالم من خلال طرحها : اللهم إشهد .. اللهم إني قد بلّ?Zغ .

عندما يتحرك العرب هذا التحرك الواعي والواعد لأول مرة وعندما تكون هناك إدارة أميركية جديدة وعندما يلوح بصيص ضوء في نهاية النفق المظلم فإن أسوأ موقف من الممكن إتخاذه هو الإنزواء و التّ?Zدعثر بالتشدد الإسرائيلي وإدارة الظهر للصراع وترك ما لقيصر لقيصر وما لله لله .

نحن أصحاب حقٍ ولنا قضية ومن أجل هذا الحق وهذه القضية علينا ألا نخشى ان ندخل حتى كهوف اللصوص والضباع وهذا يعني أنه علينا ألاّ?Z نتردد في ان نواجه نتنياهو في أي مكان وأي ساحة وأن نحاصره ليس بإدارة الظهر والإنزواء وإنما بالمواجهة الشجاعة وبالدفاع عن قناعاتنا ومواقفنا .. فالمسألة هنا ليست مشاجرة عشائرية بل صراع تاريخي معقد ميدانه الكون كله وسلاحه الفعال القدرة في جذب العالم الى جانبنا وجانب قضيتنا .

لقد كان نتنياهو قبل يومين في شرم الشيخ حيث إلتقى الرئيس مبارك الذي أسمعه كلاماً حازماً وحاسماً وأفهمه أنه لم تعد هناك أية إمكانية لتحمل المناورات والألاعيب الإسرائيلية والمؤكد أنه عندما يأتي الى عمان فإنه سيسمع كلاماً أقسى من هذا الكلام وسيُقال له ان عامل الوقت لم يعد لمصلحة إسرائيل وأن هذا التشدد العدمي الذي تبديه حكومته هو المفرخة الفعلية للتطرف والعنف والإرهاب الذي سيغرق الإسرائيليين وسيغرق المنطقة إن لم تحل القضية الفلسطينية الحل المعقول والمقبول وبسرعة .

عندما يكون الخيار بين أن تلتقي مع من تختلف معه على أغلب الأمور المطروحة وتقول له كل ما عندك وتفهمه ان التنازلات لم تعد ممكنة وأن إصراره على التخندق في خنادق التشدد سيكون بمثابة الإنتحار له وللمنطقة وبين ان تدير ظهرك للصراع وتختار الإنزواء بعيداً خوفاً من المواجهة ... إن صاحب الحق المؤمن بأنه يدافع عن قضية عادلة والمقتنع بأن وجهة نظره هي المقبولة من العالم كله لا يتردد في ان يذهب الى كهف اللصوص وأن يقتحم حتى مغارة الضباع الكاسرة .

في مقابله له نشرت أمس دعا الرئيس التركي عبدالله غُل حكومة بنيامين نتنياهو الى رسم مسارٍ جديد لنفسها والإبتعاد عن الكلام الذي كان يطلق من مقاعد المعارضة وهذا بالتأكيد ما سيقوله باراك أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي عندما سيلتقي به بعد أيام ولذلك فإنه علينا ان ننـزع حجة ان العرب طرحوا مبادرتهم من قبيل رفع العتب من يد رئيس الحكومة الإسرائيلية وأنه علينا ان نثبت للأميركيين والأوروبيين وللعالم كله أننا طلاب سلام ولكن على أساس الحق والعدل وأن تشدد الإسرائيليين وتطرفهم سيشعل النيران في هذه المنطقة أكثر مما هي مشتعلة .

نحن لا نخاف لقاء بنيامين نتنياهو ولا نخشى مواجهته فحجتنا قوية والحق الى جانبنا وعلى الذين يرون غير هذا الرأي ان يدركوا إن أسوأ السياسات هي سياسة الإختباء وراء الإصبع وهي الهروب من الأضواء الساطعة الى المساحات الرمادية وهي اللجوء الى لقاءات وراء الكواليس والغرف المظلمة تجنباً لتبعات الشفافية .. وهذا إن كان البعض يفضله فإننا في هذا البلد كنا رفضناه منذ فجر القضية الفلسطينية وبقينا نرفضه وسنبقى نرفضه لأنه سلاح العاجز الذي لا يثق لا بنفسه ولا بشعبه ولا بقضيته . الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد