عرض الإنجازات التي حققتها المرأة الأردنية

mainThumb

04-05-2016 02:21 PM

السوسنة -  مندوباً عن جلالة الملك افتتح رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز الاربعاء قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات لعام 2016 التي تعقد على مدى يومين تحت قبة مجلس الامة بمشاركة 260 برلمانية من 89 دولة.
 
 
 
وتناقش القمة العالمية التي تعقد تحت عنوان " المرأة في السياسة: التقدم بخطى حثيثة" المواضيع الأكثر ضغطاً على الأجندة العالمية، فضلا عن تبادل افضل الممارسات والخبرات لتعزيز دور النساء في البرلمانات وصناعة السياسات.
 
 
ويتحدث في جلسات القمة التي تعقد لأول مرة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا نواب نساء وقيادات سياسية نسائية من المنطقة ومن العالم، لتشكل القمة فرصة للحوار حول دور وأهمية النساء كصنّاع قرار.
 
 
ونقل الفايز تحيات جلالة الملك للمشاركات في القمة وتقديره لدورهن، وتمنياته بأن تحقق القمة كل ما من شأنه النهوض بدور المرأة وتمكينها في مختلف الجوانب لا سيما السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
 
 
واشار الى الاصلاحات الشاملة التي ينتهجها الاردن في مختلف الجوانب لتعزيز المشاركة الشعبية وتكريس الحريات العامة وحقوق الانسان ومنح القضاء الاستقلالية التامة والفصل بين السلطات الدستورية وتمكين المرأة والارتقاء بدورها وتفعيل دور الشباب واصلاح منظومة القوانين التي تحمي المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة.
 
ولفت الى تأكيد جلالة الملك على ان الاصلاحات مكنتنا من تجاوز حالة الفوضى والصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، فالاردن اليوم، وبفضل وعي شعبه، ينعم بالامن والاستقرار، ويحظى باحترام المجتمع الدولي وتقديره، بفضل سياسته القائمة على الوسطية والاعتدال وتعظيم القواسم المشتركة بين مختلف الاديان السماوية، ورفض خطاب الكراهية ونبذ العنف والتطرف، والايمان بحرية الرأي وقبول الآخر.
 
واكد سعي الاردن لتحقيق الاستقرار والسلام لشعوب المنطقة والحرب على الارهاب الذي يهدد البشرية، مشيرا الى ان القضاء على الفكر المتطرف والغلو والمنظمات الارهابية هو مسؤولية المجتمع الدولي، والاردن في طليعة الدول التي تحاربه.
 
وأشار الى تأكيد جلالة الملك على ضرورة حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، بما يمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وبدون ذلك لا يمكن انهاء الصراعات في المنطقة، والقضاء على الارهاب، فالقضية الفلسطينية هي مفتاح الحل لكافة الصراعات في منطقة الشرق الاوسط.
 
وبين ان دور المرأة على المستوى العالمي كقيادية وصانعة للقرار في جميع السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، يتطلب الاهتمام بقضاياها، خاصة في جوانب القيادة والمشاركة في جميع مجالات الحياة السياسية والعامة والاجتماعية والثقافية، وتمكينها اقتصاديا والعمل على تبديد المخاوف التي تواجهها، من اعباء الصراعات الدولية، وان يكون لها دور رئيس في محادثات السلام وعمليات الاعمار ما بعد الصراعات، اضافة الى تعزيز مشاركتها في تحقيق اهداف التنمية المستدامة للعام 2030 والتي توفر خارطة طريق اساسية للتنمية في جميع الدول، وبدون الاعتراف بدور المرأة لا يمكن تحقيق اهداف التنمية المستدامة، وخاصة الاهداف المتعلقة بالمرأة وتمكينها.
 
واضاف الفايز ان المؤتمرات الدولية المتعلقة بالمرأة كانت على الدوام تتضمن التزامات دولية، نحو السعي لتحقيق المساواة بين المرأة والرجل وتمكينها وتعزيز حقوق الانسان، متسائلا حول ما يمكن تحقيقه للمرأة، اذا ما كان هناك التزام فعلي بقضايا المرأة، والذي بالتأكيد سيحسن النمو الاقتصادي والاجتماعي لها، ويمكنها ايضا من زيادة تمثيلها في البرلمانات، ما يمكنها من مناقشة التشريعات المتعلقة بها، خاصة التي لها علاقة بالصحة والتعليم والعمل.
 
وعرض للانجازات الكبيرة التي حققتها المرأة الاردنية خدمة لوطنها، وكانت على الدوام عنوانا بارزا في مسيرة بناء الوطن.
 
وقال ان تمكين المرأة يتطلب تطوير التشريعات والانظمة، التي تصون حقوقها وكرامتها، وتمكنها من ان تكون شريكا حقيقيا في عملية البناء، وانطلاقا من ذلك فقد عملت التشريعات المختلفة على ذلك، كقوانين البلديات والانتخابات البرلمانية واللامركزية والاحزاب السياسية.
 
ودعا الى تفعيل دور المرأة السياسي والاجتماعي والاقتصادي، لهذا وصلت الى العديد من المناصب القيادية، فأصبحت وزيرا ومشرّعا وقاضيا وسفيرا ونائبا، ودخلت العديد من المجالات المدنية والعسكرية الاخرى.
 
وبيّن ان الازمات السياسية التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط رتب على الاردن تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة بسبب الاعداد الكبيرة من اللاجئين الذي قدموا اليه بحثا عن الاستقرار والامن، وذلك منذ عام 48، فضلا عن استقباله اليوم على ارضه حوالي مليونا ونصف المليون لاجئ سوري، مستعرضا تبعات اللجوء على الاردن وكلفها الاقتصادية والامنية والاجتماعية رغم قلة مواره الطبيعية، ورغم الضغوطات الكبيرة على البنى التحتية وقطاعات الصحة والتعليم والعمل، في الوقت الذي عجزت فيه الدول الكبرى عن تحمل ما تحمله الاردن.
 
وطالب الفايز المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين، واتجاه الاردن الذي يعد اليوم من اكبر الدول المستضيفة للاجئين لتمكينه من الاستمرار بهذا الدور الانساني والاخلاقي، الذي يقوم به نيابة عن العالم، معربا عن امله بان تكون هذه القمة فرصة للوقوف على حقيقة الاوضاع التي تعيشها منطقتنا، وخاصة قضية اللاجئين، التي تشكل عبئا كبيرا لنا في الاردن، وهي فرصة ايضا للاطلاع على مستوى الخدمات التي نقدمها لهم، وعلى مدى تأثر المجتمعات المحلية المستضيفة لهم.
 
 
وقال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ان الاردن يجمع دائما ولا يقبل القسمة على لون أو دين أو عرق أو جنس، مؤكدا امتداد العهد وصولا بفجر ثورتنا العربية الكبرى، التي آمنت بأن الوطن للجميع، على أن لا يقصى أحد، أو يُظلم أحد، أو تنال الكثرة من حصة القِلة.
 
واضاف ان الأردن واكب مسيرة التطور منذ فجر الاستقلال، فمضى لبناء وطن مختلف بقيمه، عنيد بإصراره، يواجه في أزماته، ليكون مملكة تنافس في مضمار التقدم، حتى وإن حوصرت بظروف التوتر، موضحا إن الأردن شكل نموذجا في المنطقة والإقليم وما يزال يواصل مسيرة إصلاحاته عبر مراجعات مستمرة، فالأردن منذ خمسينيات القرن الماضي، هو الوطن العربي الوحيد الذي كرس تجربة ديمقراطية فريدة، ما زالت تدرس في منهاج وطني منفتح على الحداثة.
 
واشار الى تحديات تغيير أنماط تفكير المجتمع والمواءمة بين التحديات والطموحات، والتجارب الاصلاحية العديدة التي كان أهمها تعزيز حضور المرأة في المجتمع، منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، عندما حازت المرأة موقعها الوزاري الأول، في تجربة كسرت الحواجز، وكرست مفهوما جديدا لتحفيز الاذهان نحو التفكير بالمستقبل.
 
وقال ان دخول المرأة قبة البرلمان عبر تنافس حر ونزيه في مجالس نيابية نهاية القرن الماضي، عززت حضورها لتكون تلك المرأة، البذرة التي أزهرت 18 نائبا في برلماننا الحالي، ثلاث منهن حصدن مواقعهن عبر الترشح عن القائمة الوطنية، وعبر التنافس على الدوائر الفردية، لتنافس المرأة عبر حلقتين؛ الأولى حصتها من الكوتا النسائية، والثانية ضمن دائرة التنافس الحر، لافتا الى أن تجربة المرأة الأردنية في الكوتا النسائية، استطاعت من خلالها طباعة حضور في وجدان الناخبين، ليمكنها ذلك من أن تحصدَ مضاعفات حصتها في الحياة السياسية.
 
وأكد ايمان الأردن بمكانة المرأة التي تصدرت مواقع مهمة، وزيرة ونائبا وعينا، لتتجاوز ذلك إلى مواقع متقدمة من الصف الأول للأمانة العامة للأحزاب، ورئاسة تحرير الصحف، وفي المؤسسات الرسمية، أما في القطاع الخاص، فإن المرأة زاحمت الرجال، مشكلة رقما صعبا في معادلة المجتمع ، مستمدين الهمة والعزيمة من قائد نسترشد الطريق عبر رؤيته الملكية التي لخصت أهدافنا في مجال تمكين المرأة، وذلك من خلال التأكيد على أنه " لا يمكن تحقيق أي تغيير إيجابي دائم بدون ان تكون المرأة جزءا لا يتجزأ منه".
 
واعرب عن اعتزاز الأردن بمنحه شهادة التقدير من قبل المنتدى العالمي للنساء، عن فئة "تعزيز دور النساء في عملية صنع القرار"، مؤكدا ان هذا التكريم التزام ومسؤولية لمواصلة النهج، لنكون عاصمة العمل النسائي عن سابق جدارة واستحقاق.
 
وشكر الطراونة جهود القائمين على القمة وما بذلوه لانجاحها، وعلى رأسها المنتدى العالمي للنساء، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومجلس القيادات النسائية العالمية، والشركاء من البرلمانيات الأردنيات، واللجنة الوطنية لشؤون المرأة، وكوادر مجلس النواب.
 
كما تحدثت في جلسة الافتتاح مُؤسسة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات، ونائب رئيس البرلمان الاوروبي سيلفانا كوش ميرين التي ثمنت الدور الحضاري الكبير للاردن من خلال الامن والسلام والهجرة والتسامح الديني، فضلا عن التطور نحو تمكين المرأة.
 
وقالت ان القمة تشكل فرصة لتبادل الخبرات وتحقيق المشاركة المتساوية للمرأة باعتبارها حقا من حقوق الانسان وركيزة اساسية للديمقراطية وحاجة منطقية لمصلحة المجتمع كله، مشيرة الى ان الرجال ما زالوا يشكلون 80 بالمئة من اعضاء البرلمانات، و95 بالمئة من قادة الدول.
 
وقالت نائب الامين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ورئيسة وزراء فنلندا ماري كيفينمي: ان القمة تتيح التعلم وتعزيز الوحدة بين القيادات النسائية، مشيرة الى جهود منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مجال السياسات التي تحسين جودة حياة الناس مع مراعاة الجندر كاساس في هذه السياسات.
 
ودعت المشاركين الى الانضمام الى الشبكة البرلمانية العالمية التي تعد المصدر والمورد للسياسات التي تصممها النساء لتوسيع مشاركتهن في صنع القرار وتحقيق اهداف التنمية عالميا.
 
من جهتها اوضحت رئيسة جمهورية ليتوانيا ورئيسة مجلس القيادات النسائية العالمية داليا غريباوسكايتي ان المجلس ساهم في زيادة مشاركة المرأة حول العالم، الا ان هناك المزيد من العمل، مشيرة الى ادوات تمكين المرأة، وهي التعليم والوظيفة فضلا عن تحقيق الامن والحماية من العنف حيث تعاني سيدة من كل 3 سيدات من العنف، مؤكدة ان التكنولوجيا الحديثة وفرت للنساء وسيلة للتواصل وتضخيم اصواتهن وتحقيق الفرص الاقتصادية لحياتهن المهنية.
 
وثمنت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي لدولة الامارات العربية المتحدة الدكتورة امل القبيسي دور الاردن باستضافة المؤتمر العالمي ما يدلل على جدية العمل لتمكين المرأة في الاردن، مشيرة الى الانجازات التي حققتها المرأة العربية وخصوصا الاماراتية بفضل الارادة السياسية وقناعة الشعوب بتقديم المرأة وتعزيز مشاركتها.
 
وحضر حفل الافتتاح نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، ووزير الشؤون الشؤون البرلمانية يوسف الشواربة ورئيسة جمهورية لتوانيا، ورئيسة مجلس القيادات النسائية العالمية، ومؤسسة المنتدى العالمي للنساء نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ورئيسات دول ورؤساء برلمانات عربية وعالمية.
 
وكان مندوب جلالة الملك رئيس مجلس الاعيان تسلم شهادة تقدير للمملكة من منتدى النساء في البرلمانات عن فئة "تعزيز دور النساء في عملية صنع القرار" قدمتها مؤسسة المنتدى سيلفانا كوش ميرين. الى ذلك خصص المنتدى العالمي للنساء في البرلمانيات في جلسته العامة التي عقدها في اليوم الاول لانطلاق فعاليات المؤتمر برئاسة لورا ليزوود الامين العام لمجلس القيادات النسائية العالمية لمناقشة دور المرأة في السياسة.
 
وبحث المشاركون في الجلسة التي تحدثت بها النائب المحامية وفاء بني مصطفى، وبولا كوكس رئيسة وزراء برمودا، وتوكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل للسلام 2011، اضافة الى لويز موشيكيوابو وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون رواندا، وفيسنا بوزيك نائبة رئيس البرلمان الكرواتي "التقدم بخطى حثيثة الاسراع نحو التكافؤ في القوة - تعريف قوة التكافؤ".
 
وقالت بني مصطفى ان المرأة اعلى من الرجال في التعليم لكن هذا لم ينعكس على حضورها في البعد الاقتصادي والسياسي في الاردن، مشيرة الى ان واقع المرأة في المنطقة ليس بالسهل في ظل ما تمر به المنطقة من صراعات وحروب.
 
واشارت الى ضرورة تطوير قوانين صديقة للمرأة تجرم التمييز وتتجاوز حدود الكوتا اضافة الى ضرورة احترام المواثيق والاتفاقيات الدولية وترسيخ المفاهيم الثقافية التي تتيح الفرصة للمرأة المشاركة الحقيقة في صنع القرار.
 
وبينت بني مصطفى اننا نخشى من عدم التقدم للامام في ظل ما تشهده المنطقة من حروب.
 
وركزت المشاركات على ان المشاركة المتساوية للنساء في السياسة يعتبر حجر الاساس في الحوكمة الديمقراطية في ظل الحاجة الى قيادة متوازنة جندريا اضافة الى الاثر الايجابي الذي يتركه تكافؤ القوة على المجتمع ككل وزيادة قوة التكافؤ واعداد النساء في البرلمانات والحكومات ودراسة الخطوات الملموسة التي من الممكن اتخاذها للاسراع في التقدم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد