مادونا في البترا بعد تل ابيب!

mainThumb

08-09-2009 12:00 AM

لا نعرف الجهة الرسمية او وكالة السياحة التي تقف خلف دعوة المطربة الامريكية مادونا لزيارة البترا, التي وصلت اليها قادمة من تل ابيب بعد ان اقامت حفلا غنائيا كبيرا في احد ميادينها, الاسبوع الماضي, احتفاء بما يسمى »الذكرى المئة لانشاء تل ابيب«.

لا اعتراض على زيارة أي كان للمدينة الوردية, لكن توقيت وظروف زيارة مادونا خطأ كبير ان كانت قد تمت بناء على دعوة رسمية من البلد لانها لا تستحق اي تكريم وهي التي عُرفت بانحيازها الاعمى لاسرائيل وللاحتلال.

مادونا اختارت, وهي المسيحية, ان تنتمي الى طائفة يهودية تسمى »الكابلاه« لا شغل لها ولا هدف سوى الترويج للمزاعم الصهيونية عن »عاصمة اسرائيل الابدية« وعن المشاريع الاكثر تطرفا لتهويد المدينة.

لقد جاءت هذه المطربة الامريكية الى تل ابيب لتحتفل باغتصاب قلب فلسطين, مدينة يافا التي تحولت الى تل ابيب بفعل الاستيطان وتهجير سكانها, واخيرا مصادرة املاكهم »كما يحدث الآن«, من عرض ممتلكات الفلسطينيين في المدينة للبيع لليهود بحجة انها »املاك الغائبين«. كما ان مادونا أحيت حفلها في ذروة النشاط الاستيطاني والتهويدي للقدس ويافا فيما يقف العالم كله منددا بهذا الاستيطان ومطالبا بوقفه, لانه غير شرعي, ويعد جريمة احتلال.

على خلفية كل هذا شاهدنا مادونا تتجول في البترا لتستريح من عناء »الإنشاد« في ميادين تل ابيب لنُصرة الباطل والرقص على انقاض شعب كامل يرزح تحت الاحتلال والتشريد والنفي والمعتقلات منذ 61 عاما.

العتب كل العتب على نقابة الفنانين الاردنيين التي لم تتابع هذه القصة وتظهر من ردود الفعل بما يكفي من مظاهر الاحتجاج والاستنكار والشجب لزيارة هذه الفنانة الى البترا حتى تعلم بان مواقفها المنحازة للاحتلال لها ثمن تستحق فيه ان يوضع لها اسنان دراكولا في صور عريها الممسوخ.

من المفارقات انه وتزامنا مع زيارتها للبترا بعد تل ابيب بعثت امس الاول مجموعة من المع نجوم هوليوود السينمائيين, من بينهم جين فوندا وداني غلونر رسالة الى منظمي (مهرجان تورتنو الكندي للافلام) اعلنوا فيها مقاطعتهم له نظرا لانه احتفى بما يسمى بالذكرى المئة لانشاء تل ابيب, ومن بين من وقع على الرسالة المخرج الكندي جون غريسون, الذي سحب في اطار هذا الاحتجاج فيلمه من المهرجان.

في رسالة جين فوندا وداني غلونر جاء »ان تل ابيب بنيت على العنف وتجاهل الذين بنوها معاناة الالاف (الفلسطينيين) الذين كانوا مقيمين هناك هم واحفادهم).

بالمقابل لم نسمع او نشاهد او نقرأ اي موقف من نقابات الفنانين العرب تتابع ما يجري على الساحة الفنية الدولية من معارك بين انصار اسرائيل الذين يهيمنون على صناعة السينما في هوليوود وبين الفنانين العالميين الذين يقتحمون بشجاعة معارك التنديد والمقاطعة لاعمال ومهرجانات تمجد الاحتلالات الامريكية والاسرائيلية في فلسطين والعراق, فنانون مثل المخرج مايكل مور الذي واجه طغمة بوش بفيلمه العظيم (ناين الفن), والمسرح البريطاني الذي اجبره اللوبي الصهيوني على وقف عرض مسرحية (اسمي ريتشل كوري) في مسارح نيويورك - وريتشل هي الناشطة الامريكية التي سحقتها الجرافات الاسرائيلية عام 2003 بينما كانت تتصدى بجسدها لعملية جرف منازل الفلسطينيين في غزة -.

القائمة التي تسجل مثل هذه المعارك والمواجهات على الساحة الفنية العالمية طويلة لكنها لا تجد لها صدى في ساحة فنية عربية غافلة او متغافلة.0
taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد