وثيقة نتنياهو بعد وديعة رابين!

mainThumb

12-09-2009 12:00 AM

بعد وديعة رابين ظهرت وثيقة نتنياهو حول الانسحاب من الجولان. والوثيقتان ظهرتا في عهد بيل كلينتون، ونتيجة مفاوضات مباشرة مع السوريين أيام الرئيس حافظ الأسد!!.

سقط رابين في ساحة ملوك إسرائيل أثناء احتفال شعبي هائل بالسلام، وتراجعت وتائر العمل التفاوضي الإسرائيلي في زمن خليفته الحمل الوديع شمعون بيريس. وحين جاء نتنياهو على رأس التطرف الصهيوني عام 1996، وصل بالتفاوض السري مع السوريين إلى وثيقة أودعها للملياردير اليهودي الأميركي رون لاودر، وهذا سلمها بدوره إلى الرئيس كلينتون. وقد بقيت هذه الوثيقة محفوظة في الخزائن السرية لوزارة الأمن حتى كشفت عنها صحيفة يديعوت احرونوت قبل أول أمس!!.

السياسي الإسرائيلي يكذب على اليهود كل يوم. ليكسب أصواتا انتخابية، وبخاصة السياسي الجائع للسلطة.. وهي صفة قد لا تكون ناقصة إذا صاحبها قوة العزيمة، والذكاء، والشجاعة. وهي صفة الحرب في بن غوريون، وصفة الحرب والسلام في اسحاق رابين، والظاهر أن نتنياهو فاقد هذه الصفات كلها، فلا هو رجل حرب ولا هو رجل سلام. وينطبق عليه وصف جلالة الراحل الحسين حين خدمه في قضية محاولة اغتيال خالد مشعل حين وصفه: بالانتهازي الجبان!!.

الآن، يقف نتنياهو على رأس التطرف الصهيوني، ويحاول أن يصدق نفسه حين يصطدم بالإدارة الأميركية، لكن الذين يعرفونه جيدا، ومنهم خصمه ورفيق ائتلافه ايهود باراك، يعرفون أن هذه التشدد هو تمثيلية يحاول بها استرضاء حزب المستوطنين والمتدينين.. لكنه مستعد للتراجع إلى ما هو أقل بكثير.. وما كشفته يديعوت احرونوت من الخزائن السرية، يستطيع ان يكشف عنه أكثر رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما الذي يملك هو الآخر الخزائن السرية لبيل كلينتون!!.

الآن يناور نتنياهو بآخر ما بقي من رصيده الداخلي، والصحافة الإسرائيلية لا تخفي قناعتها بأن رحيل ليبرمان وحزبه عن الائتلاف هو الخطوة القادمة. فموعد الرئيس أوباما لاطلاق مبادرته الشرق أوسطية ليس بعيدا. وقد يكون مع افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.. وسط احتفالية خاصة يحضرها عشرات من قادة الدول الأعضاء. وسيكون الرئيس الأميركي نجم افتتاح الدورة، حيث تنشط وزارات الخارجية الآن في حجز موعد للقاء قادتها بالرئيس الأميركي على هامش الجلسات، أو في واشنطن.

مناورة باراك قصيرة المدى، ككل المناورات الإسرائيلية التي لا تقوم على الحرب. وقد اثبتت حروب إسرائيل الأخيرة في لبنان وغزة أنها حققت بعض الأهداف لكنها لم تحسم العقدة الأساسية، ولم تحقق انتصارا سياسيا يعطيها خطى أبعد لمناوراتها.
الراي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد