انفلونزا الخنازير .. حان وقت الجد

mainThumb

12-09-2009 12:00 AM

اكتشاف عدد من الاصابات بهذا الفيروس في المدارس خلال هذا الاسبوع وتزايد عددها بين الطلاب يفرض مجددا اعادة الاهتمام بمواجهة هذا الوباء على الصعيد الوطني ووضعه على رأس الاجندة ليس فقط على المستوى الحكومي وانما على المستويات الشعبية المختلفة.

الشتاء على الابواب, وكما صرحت منظمة الصحة العالمية في اكثر من مناسبة فالمخاوف من ان يتحور فيروس انفلونزا الخنازير في موسم الشتاء ويصبح اكثر انتشارا وتهديدا لصحة الناس. ودواعي الخوف كما تقول التقارير التي تصدر تباعا حول هذا الوباء 1- انه سريع الانتشار, وفي تقرير قدم لاوباما هذا الشهر توقع المختصون ان نصف الامريكيين قد يصابون به. 2- التوقعات بان نسبة كبيرة من المصابين سيحتاجون الى غرف العناية المركزة. 3- ان المطاعيم المقاومة لهذا الوباء لم تُنْت?Zجْ بعد وحتى اذا بدأ انتاجها في تشرين الثاني المقبل فستحصل عليها اولا, الدول الغنية التي تسابقت لحجز طلباتها المليونية من هذه المطاعيم.

حتى الان, بذلت وزارة الصحة جهودا كبيرة وفاعلة لمواجهة هذا الوباء, وانقاذ المصابين منه, اضافة الى متابعتها وسرعة ردود فعلها على ظهور الوباء بين عدد من طلاب المدارس. لكن هذا لم يعد كافيا, ويد واحدة لا تصفق, فقبل ان تداهم البلاد تطورات انتشار الوباء في العالم ومخاطر تفشيه في المجتمع, تدعو الحاجة الى رفع درجة الانذار, مع ما يصاحب ذلك من استعدادات واحتياطات وحملات يشارك فيها الجميع, الدولة والحكومة والشعب.

لم تعد القصة, وضع المسؤولية على اكتاف وزير الصحة وتحميله مسؤولية مواجهة الوباء واتخاذ القرارات الحاسمة, كما يحدث الان بالنسبة لموضوع تأجيل الدراسة في المدارس والجامعات. مثل هذه القرارات وغيرها تستوجب اطارا اوسع على مستوى اجهزة الدولة لمساعدة الوزير, ان كان على مستوى المشاركة بالمسؤولية او الخبراء. فلا نعرف على سبيل المثال ان كان الوزير يملك السلطة على جميع القطاعات الصحية في البلد اذا ما اراد وضع خطط وموازنات لتجهيز غرف انعاش كافية في المستشفيات اضافة الى تأمين المخصصات لتوفير المواد المطهرة والواقية الاحترازية في الاماكن العامة وميادين العمل والمصانع والجامعات والمدارس.

غير ان الجانب الاخطر في مواجهة هذا الفيروس هو (استهتار) معظم الناس به, فلا تزال العادات الاجتماعية على حالها (التقبيل بدل المصافحة) والاكل الجماعي بالايدي على المناسف. وعدم الاعتناء بنظافة الايدي وتعقيمها. كما ان الرحلات الى الخارج ان كانت سياحية او دينية لا تزال على حالها, فيما لا تظهر الاجراءات الصحية على المعابر والحدود دقة وخبرة في المراقبة واكتشاف المصابين القادمين.

يلعب الاعلام دورا مهما في مثل هذه المعارك الصحية وحان الوقت لحملة دعائية واعلامية, في وسائل الاعلام وآرمات الدعاية في الشوارع وفي الصحف لنشر اعلانات توعية تؤكد اهمية التقيد بوسائل الوقاية من الفيروس. ومثل هذه الحملة تحتاج الى جهد وطني شامل, رسمي وشعبي, تشارك فيه وسائل الاعلام والصحافة بنشر الارشادات والتعليمات مجانا. ولقد شاهدت شريط فيديو من بريطانيا يتضمن (بوسترات) كبيرة توضع على الحافلات والمحطات ومداخل الابنية والشركات والمدارس تتضمن عبارات وصور ارشادية.

اهمية البدء بمثل هذه الحملة أنها تثير اهتمام المواطنين بهذا الوباء, وتحفز وعيهم بالاستعداد للوقاية منه, واهم من ذلك المشاركة في الجهد العام لمواجهة هذا الوباء, بالوقاية السليمة واتباع الطرق الصحية وتجنب تلك التي تساعد الفيروس على الانتشار مثل تجنب (العطس) المفتوح على الهواء, وقد شاهدت احد الباعة (يعطس) على ما امامه من خضار. مثل هذه الاعمال لا تحتاج لشرطي او الى حكومة لمنعها, انما هي مهمة المواطن في الاقلاع عن مثل هذه الممارسات الضارة في زمن وباء خطير.

واخيرا, نحن بلد نعتز بصناعاتنا وشركاتنا الدوائية, لكن حتى اليوم لم اسمع اي دور لهذه الشركات في السعي لتصنيع (مطعوم التاميفلو) او العمل على توفيره من السوق الدولية. اين دورهم واين هم?.0
taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد