صحيفة السوسنة الأردنية

حول تعطيل الدوام. وتوصية منظمة الصحة العالمية باغلاق المدارس في الدول التي لا تزيد نسبة الاصابة فيها على 1% من السكان اعطت المؤيدين لقرار التعطيل حجة قوية. وزارة الصحة لم تعلق على التوصية وتُصر على ان الوباء ما زال تحت السيطرة ولا حاجة لقرارات استثنائية.

اما وزارة التربية والتعليم فتعتبر ذهاب الطلبة الى المدارس افضل من بقائهم في البيوت نظرا لاجراءات الوقاية التي اتخذتها في المدارس وحملات التوعية المستمرة للطلاب.

عدة دول عربية لجأت الى تأجيل دوام المدارس لتفادي انتشار الوباء بينما قررت دول اخرى مثل الكويت العودة الى المدارس بشكل متدرج وحسب المراحل الدراسية حيث أجلت دوام الاطفال الى تشرين الثاني المقبل.

الجهات الحكومية تراهن على اجازة العيد التي جرى تمديدها يوما اضافيا لاحتواء عدد الاصابات لكن التقديرات العالمية تشير الى موجة جديدة وواسعة من انتشار الفيروس مع قدوم فصلي الخريف والشتاء. فماذا ستفعل الحكومة في هذه الحال?

عند طرح هذا السؤال تصبح لمنطق الداعين الى تعطيل المدارس واجهة يعززها عجز رسمي عن تقديم اقتراحات مقنعة او خطط عملية قابلة للتحقيق.

كان الخيار الافضل من البداية هو تعطيل او تأجيل دوام رياض الاطفال لان الوباء يشكل خطورة على صحتهم اكثر من غيرهم على ان يعودوا الى روضاتهم بعد توفير المطعوم.

المعلومات المتوفرة تُفيد بأن اول دفعة من المطاعيم المضادة لفيروس انفلونزا الخنازير ستصل الى الاردن في شهر تشرين الثاني المقبل والكمية لن تزيد على 100 ألف جرعة سيذهب جزء منها للحجاج والمعتمرين, اما الدفعة الثانية من المطاعيم فلن تتوفر قبل شهر شباط المقبل.

ان خارطة انتشار الوباء تنبئ بمفاجآت غير سارة فالاصابات تظهر في مناطق مختلفة ومتباعدة وتشمل المحافظات كافة مع تركز ملحوظ في مدارس العاصمة.

في ضوء الاكتظاظ الشديد الذي تعاني منه المدارس الحكومية فان وصول الفيروس اليها سيجعل السيطرة عليه امرا مستحيلا في ظل محدودية الامكانيات الطبية. ويعزز هذا الاحتمال نقص الخدمات في المدارس الحكومية وعدم توفر مرافق صحية المواصفات المطلوبة.

ربما يكون وجود الطلاب في المدارس كما تعتقد وزارة التربية افضل من بقائهم في المنازل لجهة اكتشاف الاصابات مبكرا واتخاذ الاجراء اللازم. لكن في المقابل حشر عشرات الطلاب في غرف صفية ضيقة لساعات يشكل بيئة مثالية لانتشار الفيروس واصابة المئات في يوم واحد.