خيــــــــال أردني

mainThumb

16-09-2009 12:00 AM

أشعر بالغيرة عندما أشاهد أي مسلسل عربي ناجح، يحمل قصة واقعية وإخراجا جميلا، بأحداث منطقية، وأبطال يؤدون ادوراهم بإتقان منقطع النظير..

كما أشعر بالمغص عندما أتعثر بمسلسل محلي أثناء تقليبي للقنوات فأجد قصته مغرقة في التقليدية، وأحداثه مشاقطة،وحواره ملاخمة والسيناريو منسوخ في كل المشاهد..والاخراج بدائي وحتى ابطاله كأنهم يقفون للمرة الأولى أمام الكاميرا..أو كأنهم يقولون للمشاهد: شوف ترى احنا بنمثل عليك!!...

عند الخامسة مساء يبث على الفضائية الأردنية مسلسل يدعى نصف القمر. كالعادة تاجر لحوم فاسدة يتكلم بعشرات الملايين يبيعها للناس المساكين ويقع شخص طماع ضحية له، وهناك أديب ومثقف لا يخطىء ولا يزل في كلامه أبدا،منذ الحلقة الأولى وهو يكرر ذات الجملةخلي واقعك يتناسب مع خيالك؟ ما معنى هذه الجملة لا اعرف؟ وسفير سابق يتزوج موظفة صالون نسائي لأنه متواضع، ثم يصبح نائبا في البرلمان هدفه مساعدة الجميع والنمو بالبلد وفوق كل هذا فهو شاعر وثري ولا يخطىء أيضا ولا يفكر بالشر أبدا، ابنته عازفة بيانو وهي لا تخطىء كذلك ولا تفكر في الشر أيضا،كما يوجد في المسلسل أمين مستودع لص، وشاب ميكانيكي طموح في 7 حلقات يكمل الدكتوراة في الميكانيكا وحلمه ان يفتح مشروعا لا ليكسب منه وانما فقط- ضعوا خطا تحت كلمة فقط- ليوظف العاطلين عن العمل، استاذة جامعية تتزوج الميكانيكي لأنها لا تؤمن بالفروق الاجتماعية، لا بل وتتبنى الصبي الذي يعمل بورشة زوجها الميكانيكي لأن أمه ماتت في الحلقة 6شوفوا المثالية..

كما ستداهمك كمشاهد المراحل النهائية للمغص، عندما تسمع حوارا غير مفهوم بين الأبطال، وجمل تلفظ بالعربية الفصحى تارة وبالعامية تارة اخرى، وأمثال شعبية مقلوبة، وأحداث منقوصة، ومثالية مغرقة، ونصائح مدرسية عن القيم والأخلاق واصلاح ذات البين..كما تشعر ان الاخراج بدائي والنص تعليمي والقصة مطروقة تا البين طارقها، حتى الاغراء مكشوف وثقيل، ثم نتساءل لماذا لا ننافس الدراما العربية؟؟ يريدوننا ان ننافس الدراما السورية والمصرية والخليجية ..ونحن ما زلنا نتكلم عن التجارة ومصنع الكيماويات على انها رجس من عمل الشيطان، وعن مكارم الأخلاق بطريقة مدرسية مباشرة بتنـــقــز...يريدوننا ان ننافس الدراما العربية وكل إنتاجنا ينضوي تحت بند الخيال الأردني فلا القصص يمكن تطبيقها على الواقع ولا الشخصيات يمكن ان تشاهدها في الشارع ..يريدون ان ننافس الدراما العربية والمشاهد الأردني لا يستطيع ان يكمل اكثر من دقيقة واحدة من أي مسلسل معاصر الا وشعر بالتنبلة والاستعباط والسخرية منه كمشاهد عاقل بالغ راشد مقلع..

على كل هي دعوة لكل من يرغب بــاللعيان والغثيان..ان يتابع حقيقة ما أقول في تمام الخامسة مساء.الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد