داعية كويتي يصف المرأة غير المحجبة بـ " سهلة المنال "

mainThumb

26-03-2009 12:00 AM

نشبت حالة من السجال في الكويت حول ارتداء الحجاب في أعقاب وصف الداعية الإسلامي الكويتي نبيل العوضي م?Zنْ نزعت حجابها بأنها "سهلة المنال وتجر الرجل إلى الشهوات"، ما دفع الكاتبة الليبرالية الكويتية إقبال الأحمد للرد عليه والقول إن "هناك أشخاصاً بلا لحية أفضل من أناس ملتحين".

وبدأ السجال عبر مقال كتبه الدكتور نبيل العوضي في صحيفة "الوطن" الكويتية منذ ايام، عندما انتقد حادثة حرق الحجاب التي حصلت أخيراً في سويسرا، وأضاف أن المرأة التي "نزعت حجابها سهلة المنال, يستمتع بالنظر إليها كل صاحب قلب مريض وعين خائنة, وربما تسببت في فتنة رجال وجرتهم إلى الشهوات المحرمة فحملت أوزارهم عند الله يوم القيامة".

مقال العوضي

وذكر العوضي، الذي دشن حملة " التشجيع على الحجاب" في الكويت، في مقال له بجريدة الوطن الكويتية أن" البنت إذا بلغت 9 سنين ينبغي على والديها تشجيعها وتحبيبها في الحجاب"، موضحاً أن " الحجاب فرض وتركه معصية كبيرة وإثم عظيم عند الله تعالى, والله جل وعلا الذي خلقنا وأنعم علينا بهذا الجسد الذي خلقه في أحسن تقويم, مع هذا فقد أمر المرأة أن تحتجب وتستتر أمام الأجانب من الرجال".

وتعجب العوضي الذي يشرف على مبرة الإيمان بالكويت واعتاد انتقاد الظواهر الأخلاقية السلبية داخل المجتمع الكويتي، من كونه يرى أوروبيات أسلمن حديثاً وتحجبن مباشرة ويرى مسلمات بالولادة مازلن مترددات في لبسه وكأن الأمر خيار.


ردّ "ليبرالي"

وقوبل وصف المرأة غير المحجبة بأنها سهلة المنال برفض من الكاتبة الليبرالية إقبال الأحمد التي خاطبت العوضي قائلة "بأي حق تصفني بأني سهلة المنال لأني كشفت عما حرم الله وأن يستمتع بي كل صاحب قلب مريض وعين خائنة".

وتساءلت الأحمد التي لا ترتدي الحجاب في مقال لها بجريدة "القبس" الكويتية "أي دين يكفل لك ويسمح لك يا دكتور نبيل أن تقذفني بأقصى الصفات، وتقول ربما تسببت في فتنة الرجال وجرهم إلى الشهوات". وخاطبت العوضي في مقال آخر "أنت تقول إنك رجل دين تفتي وتحدث وتعطي دروساً بالدين والسلوك ولكنني أرى آخر من دون لحية بعيداً عن مظاهر التدين الشكلية ولا يحمل لقب شيخ ولم يحج في حياته وقد لا يصلي أفضل بكثير.. تعرف ليش؟ لأنه لا يعرف سوء النية ولا يغتاب الآخرين ولا يقذفهم بما قذفت أنت به نساء الكويت غير المحجبات الفاضلات المحصنات المحترمات".

وذكرت الأحمد في تصريح خاص لـ"العربية.نت" أن "كثيراً من نساء المجتمع الكويتي سافرات وما قاله العوضي لا تقبله أي سيدة محترمة في مجتمعنا"، مشيرة إلى أن "مشكلة التيار الديني في الكويت أنه يتحدث باسم الجميع, ونحن لا نرفض الدين لكن نرفض التحكم في الحريات والتحدث باسمنا".

ووصفت الأحمد العلاقة بين التيارين الإسلامي والليبرالي في الكويت بأنها ليست علاقة خلاف وإنما تصادم في أمور كثيرة يجدها التيار الديني أنها ملزمة بينما يرى التيار الليبرالي أنها نوع من الحريات. وأضافت "هناك صحوة لعدم التمادي في هضم حقوق الناس، كما حدث من قبل التيار الديني في الكويت، حيث صار هناك عملية تحكم في كيفية اللبس والتحدث والتعامل مع الآخرين والاحتفال والاستمتاع".

واعتبرت الأحمد أن الداعية نبيل العوضي مارس القمع معها كونه وصفها بأوصاف لا تمت لها بصلة، مشيرة إلى أنها تحتفظ بحقها في الرد بعدة طرق، دون أن توضح إن كان من بين تلك الطرق تقديم دعوى قضائية ضد العوضي. وكان العوضي عاد ونشر مقالة عقب مقالة الأحمد يخاطب فيه "السافرة" التي انتقدت مقاله الأول وذلك على حد تعبيره.

وأضافت "أي موضوع به تدخل في حريتي الشخصية هو خط أحمر بالنسبة لي، وأنا لست ضد كل من يدعو للدين ولكن لدي التزاماتي الدينية بشكل أعرفه أنا جيداً, فالدين ليس حجاباً أو نقاباً وإنما هو رحمة وتسامح وحب وتقبل للرأي الآخر, وهذا هو الدين الذي تعلمته في مدارس الكويت وتلقيته من أبائي وأجدادي الذين كانوا لا يتركون صلاة جماعة في المسجد".

وتابعت "ليس لدينا حساسية تجاه التيار الإسلامي إلا إذا تعدت الأمور بشكل يلغي وجودنا وحريتنا وقدرتنا على الاختيار، خاصة أننا نعلم أنه لا ينقصنا شيء يتعلق بثقافتنا الدينية والشعائر التي نقوم بها داخل بيوتنا وليس أمام الناس".



رد "سلفي"

بدوره أكد رئيس المكتب السياسي بالحركة السلفية في الكويت فهيد الهيلم أن ما نطق به العوضي هو الحق وما قالته إقبال الأحمد خطأ لأنه لا يجوز للمرأة أن تخرج عن الحجاب الشرعي تحت أي ذريعة حتى وإن كانت الحرية الشخصية.

وذكر الهيلم في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" أن "الحجاب أمر معلوم من الدين بالضرورة وهو واجب من الواجبات وليس عليه خلاف وإنما الخلاف على حدود الحجاب فمنهم من أباح كشف الوجه والكفين ومنهم من حرمه"، مشيراً إلى أنه "لا يجوز للمرأة المسلمة أن تدعي أن لها مطلق الحرية في السفور لأنها ستسأل عن تبرجها".

وأضاف "الواجب على كل دعاة الليبرالية ألا يرفعوا في وجوهنا لافتة مكتوب عليها أننا مسلمون، لأن الليبرالية والإسلام ضدان لا يجتمعان كون الليبرالية تعني التحرر من كل قيد حتى وإن كان قيداً شرعياً. الخلاف الحاصل بين نبيل العوضي وإقبال الأحمد مرده فهم إقبال الأحمد للدين, فالعوضي بيّن حكماً عاماً، ونحن نرى أن كل امرأة سواء كانت الأحمد أو غيرها معنية بأمر الحجاب، فالإسلام ليس شهادة ميلاد يكتب فيها الاسم وإنما هو امتثال وتطبيق".

ورفض الهيلم القول إن "النساء السافرات في الكويت كثيرات"، مشدداً على أن أغلبية نساء الكويت محجبات، مضيفاً "إننا لا نقول إن كل من نزعت الحجاب داعية فجور، ولكن كل من نزعت الحجاب جاهلة بدينها يجب أن تتعلم ولا تجادل سواء كانت إقبال الأحمد أو غيرها".

واختتم الهيلم حديثه بالتأكيد على أن "الإنقياد لأوامر الله هو علامة الإسلام وغير ذلك هو اتباع لأوامر الهوى والضلال, وأتمنى أن نفهم ديننا كما ينبغي قبل أن نتحدث عن الحرية الشخصية، فالمطلوب هو الحرية في إطار الشريعة".
" العربية "


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد