دفن عمر ودفن سره معه

mainThumb

01-12-2007 12:00 AM

السوسنة - دفن عمر ودفنت معه قصته التي لن يعرفها احد غيره .. ووري جثمانه الثرى يوم امس في مدينة الزرقاء قبل ان يكمل ربيعه الثالث عشر لاحقا بوالدته التي وافتها المنية قبل نحو ست سنوات .. ليلة الخميس الثاني والعشرين من الشهر الماضي ودع الحياة وحيدا لا ام تبكيه ولا اب يقبل جبينه قبل ان يسلم الروح الى بارئها .

اهتمام وتفاعل المجتمع الاردني مع قضية وفاة عمر التي بثتها وكالة الانباء الاردنية الاسبوع الماضي تحت عنوان" طفل مجهول الهوية يلقى حتفه جراء اصطدام مركبة بحاوية قمامة كان بداخلها " يضع الوكالة امام مسؤوليتها المهنية بان تنقل ما توصلت اليه من حقائق ووقائع وتضعها امام الرأي العام .. الا انها تحتفظ ببعض ما توصلت اليه التزاما منها بعدم تعطيل مجريات التحقيق في ظروف حياة الطفل واسباب وفاته ..

لم يكن عمر في حياته وحيدا كما كان عند مماته , فللطفل / الضحية / رفاق واحباء ومؤسسة رعته تعتمد فلسفة ضرورة دمج ابنائها بالمجتمع المحلي ومنحهم فرصة التعلم في مدارس خارج اسوار المؤسسة وكذلك حرية التنقل مراعية حسن سلوكهم وتصرفاتهم ومقدرتهم على التفريق بين الخطأ والصواب .

قضية عمر ليست فقط قضية اهمال وعنف اسري ,ولا قضية اغفال بعض الجهات الرسمية لاجراءات ضرورية لضمان سلامة الاطفال المحتاجين للرعاية, وليست قضية اطفال يقضون ليلهم ونهارهم في الشوارع يتسولون او يبيعون مواد رخيصة الثمن ,وليست قضية اطفال يبحثون في القمامة عن لقمة طعام او عبوات فارغة وبيعها ضمن تجارة هي في واقع الحال من اسوأ صور التجارة بالطفولة وامل المستقبل .. القضية قضية مجتمع تستحق مراجعة خططنا واجراءاتنا تجاه الطفولة والرعاية الاسرية .

رفاق الطفل / الضحية / ينظرون بأعين مرعوبة وقلقة ويختبئون عن المجتمع خلف الجدران خجولين من ذنب لم يقترفوه يتساءلون " باي ذنب مات رفيقهم " ..

عند مرافقة وكالة الانباء الاردنية لمسؤولة دار رعاية الاطفال لمتابعة مجريات التحقيق اتصلت احدى الامهات تستغيث بالمسؤولة بان لا تسمح لابنها بمغادرة الدار لان احد اقاربها يحلف بالله بان يذبحه وانه جهز سكينا لهذه الغاية.. الى هذا الحد تصل قساوة القلب ..

يبدو جليا ان خللا في مجتمعنا يفرض علينا ان لا نقف مكتوفي الايدي امامه , فكلنا مسؤولون عن موت الطفل , وكلنا معنيون بان لا نسمح لاي كان بقتل الطفولة في اعين احد من رفاقه .

وفاة الطفل دقت ناقوس الخطر من جديد وقصة حياته التي عرفت وكالة الانباء الاردنية الكثير من فصولها تذكرنا جميعا بضرورة معرفة اين وصلت خططنا الوطنية لرعاية الطفولة بما في ذلك الخطة الوطنية الاردنية للطفولة للاعوام 2004 - 2013 التي شاركت في اعدادها العديد من الجهات المختلفة من بينها مؤسسات اعلامية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد