مقال ضد الجلد في المدارس - جمال علي حسن

mainThumb

11-12-2016 09:41 AM

هل ألغى السيد رئيس الجمهورية قرار منع جلد التلاميذ في المدارس؟ أم أنه وجه بمراجعة قرار عقوبة الجلد في المدارس؟
 
إن الرئيس البشير عبر عن رأيه المؤيد لعقوبة الجلد في المدارس لكنه لم يصدر توجيهاً صريحاً بإلغاء القرار وهذا قد يتيح مجالاً لمن سيراجعون القرار أن ينظروا في موضوع عقوبة الجلد بكل أبعادها وجوانبها ويدرسوا النتائج بعيدة المدى وليست فقط تلك النتائج الوقتية التي تحققها عقوبة الأطفال في المدارس.
 
وطالما أن التوجيه كان للدراسة والمراجعة فعلى من يقومون بهذه المراجعة أن يتحلوا بالعلمية ويوضحوا بشجاعة مخاطر وأضرار عقوبة الجلد في المدارس بشكل علمي ولا يكتفوا فقط بإصدار قرار يحقق رغبات الكثير من المعلمين الذين تهمهم النتائج المؤقتة ويهمهم النجاح في ضبط سلوك الطلاب بأسهل الوسائل وأسرعها دون أن ينظروا إلى ما تتركه هذه العملية من آثار خطيرة تظل باقية وتؤثر بشكل كبير في نفسية وشخصية هؤلاء الذين يتعرضون للضرب بغرض التربية والتعليم. 
 
من قال لكم إن أجيالنا التي تربت بالجلد هي أجيال متعافية نفسياً؟ 
 
هل لديكم إحصائيات حول أعداد الفواقد التربوية والتعليمية جراء العنف والجلد في المدارس والذين كرهوا التعليم وانحرف سلوك الكثير جداً منهم؟
 
هل لديكم دراسات حول نسب الجنوح والسقوط من سلم التعليم..؟
 
هل تواجهون حقائق قاسية مثل تلذذ بعض ضعاف النفوس من المدرسين بجلد الأطفال في أجزاء محددة من أجسادهم وصراخهم وبكائهم.. مع إجلالي الكامل للمعلم. لكن هذه حقائق يجب الإشارة لها ولغيرها من سلوكيات الانتقام والأذى الجسيم.. كل تلك الظواهر كانت موجودة لأننا نتحدث عن بشر فيهم الخير وفيهم غير ذلك. 
 
هل قمتم أو ستقومون بإجراء دراسات عن أسباب وجود نسب كبيرة من الاضطرابات الشخصية والعقد المزمنة بين أبناء الأجيال التي تعرضت للجلد والضرب المبرح؟
 
إن عقوبة الجلد في علم النفس معرفة على أنّها أضعف وسيلة للتربية على الإطلاق برغم أن نتائجها تكون سريعة لكنها نتائج مؤقّتة فقد ينصاع الطفل إلى الأوامر عند ضربه في الحال ولكن على المدى البعيد فإنّ الضرب يحدث العديد من المشاكل للطفل خاصّة عند وصوله مرحلة المراهقة فسيصبح هذا الطفل المعرّض للضرب إمّا شخصاً شخصاً متوتراً وعدوانيّاً أو إنساناً ضعيف الشخصية والثقة بنفسه ومهزوزا ويخاف ممّن حوله. 
 
هذا حديث المختصين.. 
 
لكننا نراه متجلياً في واقعنا المتأزم من واقع العنف المزمن والعدوانية والحروب والنزاعات وفساد المزاج العام وضيق (الخلق) كما نسميه، أي سرعة الانفعال ونراه في حمل السلاح والقتل والإجرام وتعقيدات نفسية خطيرة تتصف بها شخصيات الكثير جداً من أبناء أجيال الجلد والضرب. 
 
القضية في تقديري خطيرة جداً والعودة لوسيلة جلد الأطفال هي انتكاسة حقيقية عن خطوة مواكبة ومتحضرة كانت بلادنا قد خطتها في هذا الجانب. 
 
لا تفكروا فقط في صعوبة تطويع جيل عنيد وجديد من تلاميذ المدارس يمكن أن تكون تربيته فعلاً اصعب فهناك وسائل تربوية متحضرة وحديثة أخرجت أجيال ناجحة في مجتمعات أخرى متقدمة ابتكروا وصنعوا وواجهوا الحياة بقوة وثقة ونجاح.. 
 
شوكة كرامة
 
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد