الأردن يؤكد على إدماج التنوع الثقافي في مشروعاته

mainThumb

22-05-2010 01:41 AM

يعمل الأردن وهو يشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي الذي يوافق  الجمعة على تعميق قيم التنوع الثقافي داخل مكونات المجتمع وزيادة الوعي بأهمية إيجاد علاقة تشاركية بين الثقافة والتنمية .

وقال وزير الثقافة نبيه شقم ان مفهوم التنوع الثقافي مندمج في جميع البرامج والمشروعات التي تنفذها الوزارة وهو سمة يميل إليها المجتمع الأردني بجميع مكوناته الفردية والجماعية .

واضاف " ان الأردن كان وما زال يشكلُ رابطاً تاريخياً وحضارياً وجغرافياً لقارات العالم القديم الثلاث آسيا وأوروبا وإفريقيا وهو بوتقة منصهرة حقيقية تندمج فيها مفردات الثقافة والتنوع المختلفة محتفظة باستقلاليتها في إطار التنوع الفسيفسائي الأردني الذي يمثل الوطن الأردني الأنموذج الذي نفتخر به" .

واكد الوزير شقم اهمية التنوع الثقافي لكل مجموعة بشرية لها ثقافة تخصها، ولها تصوراتها وطقوسها الدينية التي تميزها وتنفرد بها عن غيرها، وفنونها وطريقة عيشها وآدابها وتاريخها الخاص وبما يفيد تحقيق الانفتاح والإثراء عن طريق التثاقف .

وقال امين عام وزارة الثقافة جريس سماوي ان التنوع الثقافي هو القوة المحركة للتنمية خاصة " إذا آمنا بأن الاختلاف هو جزء من الحياة الإنسانية بتنوعها وغناها وان هذا يؤدي بنا إلى الإيمان بأننا أبناء كوكب واحد وبيت واحد كبير" .

واضاف ان أفراد الأسرة الواحدة يختلفون في المظهر والشكل والميول وطرق التفكير كما أن الأسرة والمجتمعات السكانية أيضاً تختلف بأنماط عيشها وتعبيرها عن هذا العيش فيما يعرف بالثقافة والسلوك لذلك فان التنوع الثقافي جزء من منظومة الحياة الانسانية اليومية .

واشار الى ان التنوع الثقافي في الأردن يظهر على أمثل صورة , فهذا البلد الصغير بحجمه الكبير والغني بتاريخه وحضارته يمثل صورة عن التنوع والغنى الثقافي والعرقي.

وتابع يقول ان مفردات التكوين الأردني تتنوع , إذ هناك العرب والشركس والشيشان والأرمن والأكراد وهناك المسيحيون الذين يعيشون مندمجين في مجتمعهم المسلم وهناك البدو والفلاحون وأبناء المدن وغيرهم وهي مكونات تسهم في اثراء الثقافة الوطنية الواحدة .

وقال سماوي إن أجمل وصف لهذا المجتمع الفسيفسائي هو ما أطلقه المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه حين وصف الأردنيين بأنهم " من كافة الأصول والمنابت " اذ عمل الهاشميون على رعاية التنوع الثقافي والعرقي والديني منذ تأسيس الدولة الأردنية وآمنوا بأنه صفة ايجابية لمجتمع حرٍ متحرك ناهضٍ متقدم الى المستقبل ، مجتمع هو وريث لحضاراتٍ إنسانيةٍ عريقة وخالدة ، إذ أن الأردن هو قلب بلاد الشام التي هي قلب الشرق القديم .

واضاف ان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ينظر إلى هذا الإنموذج الأردني في التنوع على أنه انجاز أردني , ففي عهد جلالته ظهرت المفردات الثقافية والحضارية لهذا التنوع بوضوح وتم التعبير عنها بجرأة في مناهج التربية والتعليم والإعلام والثقافة.

واشار الى البرامج التي تنفذها وزارة الثقافة والتي تعكس التنوع الثقافي على حقيقته مثل برنامج حوار الذي يهدف إلى ترسيخ قيم الحوار مع الآخر وفهمه والاعتراف به اضافة الى الفلكلور الأردني المتنوع إذ يتم تقديم فرق الدبكة التي تنتمي إلى المجتمع الفلاحي الزراعي ، والفرق الخاصة بالتراث البدوي وفرق الرقص الشركسي والشيشاني والأرمني الى جانب عقد مهرجانات مثل : الخالدية , والسامر فيما يختص بتراث الصحراء البدوي ,والبرتقال في الأغوار الشمالية , والفحيص والأزرق وشبيب وغيرها .

وبين سماوي أن الوزارة وضمن اهتماماتها بالموروثات الثقافية التي تظهر التنوع الثقافي فقد عقدت أول ملتقى عالمي عن آلة السُمسمية الموسيقية التاريخية البحرية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي واليونسكو ، ودعمت إنتاج أول موسوعة علمية موثقة عن الحياة الشركسية.

وقال ان المنظومات الثقافية والاجتماعية تبدو متمايزة، بل حتى داخل المجتمع الواحد فإن مظاهر الاختلاف والتنوع ظاهرة مميزة وطاغية، بل إننا نشهد اليوم انفجارا في التنوع الثقافي والتعددية الثقافية (التثاقف، سياسات الهوية)، فالاختلاف موجود بين الفئات والطبقات والأوساط المهنية.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو) أصدرت الإعلان العالمي للتنوع الثقافي في عام 2001 لتعزيز التنوع الثقافي بين الشعوب وتعزيز دوره التنموي وايجاد حوار بين الثقافات المختلفة ، فيما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الحادي والعشرين من أيار عام 2002 ، اليوم العالمي للتنوع الثقافي لتحقيق الحوار والتنمية بين الثقافات المختلفة .

واكدت اليونسكو اهمية التنوع الثقافي بوصفه تراثا مشتركا للانسانية حيث تتخذ الثقافة اشكالا متنوعة عبر المكان والزمان .

ويتجلى هذا التنوع في اصالة الهويات المميزة للمجموعات والمجتمعات التي تتألف منها الانسانية وتعددها كما يعتبر مصدرا للتبادل والتجديد والابداع.

وتنادي اليونسكو بان يكون التنوع الثقافي ضمانة للتفاعل بين المجتمعات التي تتزايد تنوعا يوما بعد يوم، والعيش معا بين افراد ومجموعات ذوي هويات ثقافية متعددة ومتنوعة ودينامية معتبرة ان السياسات التي تشجع على دمج كل المواطنين ومشاركتهم تضمن التماسك الاجتماعي وحيوية المجتمع المدني والسلام.
"بترا"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد