ملامح من العقبة في مناسبة عابرة! .. طارق مصاروة

mainThumb

01-06-2010 11:59 PM

ينقلنا مشهد العقبة المزدهرة، إلى تموز من عام 1958، حين وجدنا حدودنا مع الدول العربية كلها مغلقة!! ووجدنا أجواء من حولنا ممنوعة علينا. وتجرعنا اذلال الطائرات الأميركية العملاقة تنقل إلينا نفط إخواننا.. بعد مرورها من إسرائيل!!.

فنحن قد نسامح ولكننا لن ننسى. كما أننا لا نحمل الحقد القديم، ولكن على أجيالنا الطالعة أن تعرف أن العقبة كانت نقطة التحدي الأولى، وأن «الطريق الصحراوي» إلى العقبة كان نقطة التحدي الثانية، وأن مصفاة البترول كانت التحدي الثالث.

لم نستسلم في وجه الضغوط التي استأسد فيها اخوتنا علينا. وبنينا وطناً قادراً على التحدي فقد كان الحسين يقود المؤمنين ببلدهم، وكان يشهد مصارع أهله فلا تقطر من عينه الشريفة دمعة واحدة. ويذكر الذين تجمعوا حوله في تموز اياه، انهم لم يسمعوا منه غير كلام واضح واحد: .. يد واحدة وقلب واحد!!. وعلى المسيرة السلام والفلاح!!.

تكبر العقبة الآن، بالاستثمار العربي، وبالقدرة الأردنية على البناء، وعلى فهم عالم اليوم. فنحن نذكر العقبة بسكانها الخمسمائة.. وهي الآن مائة ألف. وحين تكتمل الصورة الجميلة ستكون العقبة ربع مليون. ليست مدينة ميناء، وليست منطقة استثمار حرة، وإنما مدينة جامعية ومهاد سياحية واستجمام، وميناء تصدير الفوسفات والبوتاس والكيماويات الكثيرة، وثغر عربي ينقل ملايين أطنان الاستيراد العراقي.. ومحطة سفن تنقل نصف مليون عربي من إفريقيا العربية إلى آسيا العربية.. في أكبر تحد للمؤامرة الدولية التي كانت تستهدف عزل غرب آسيا عن عرب إفريقيا!!.

نحن لا نرفع الشعارات القومية للمتاجرة والتكاذب لأننا نحمل همَّ العرب ومصالحهم الحيوية ومصيرهم القومي. ونكتفي حين نقدم أنفسنا بالقول: نحن فلسطينيون وسوريون ومصريون وعراقيون ولبنانيون.. نحن أردنيون!!.

طارق مصاروة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد