صحيفة السوسنة الأردنية

حذر أكاديميون وتربويون وعلماء دين من ظاهرة الغزو الثقافي الأجنبي في وسائل الإعلام العربية المتمثلة بالأفلام والمسلسلات والبرامج الواقعية المعربة والأفكار المستنسخة من البرامج العالمية.

وأكدوا أن بعض وسائل الإعلام العربية تسهم في تعميق تاثير الغزو الثقافي الأجنبي من خلال زياددة مدة ساعات البث للمواد الأجنبية التي يصل بعضها إلى أكثر من تسعين بالمئة من البرامج التي تبثها، وانتشار برامج تلفزيون الواقع .

وقالت أستاذة علم النفس الإعلامي في جامعة البترا الدكتورة سهير السوداني ان ظاهرة الغزو الثقافي التي تتسلل عبر قنوات وسائل الإعلام المختلفة قد تسهم في تعميق الانحراف الاجتماعي وتهديد منظومة القيم الايجابية عند الشباب والمساس بهويتهم الثقافية في اتجاه خلق ثقافة إعلامية جديدة .

وبينت أن بعض البرامج التي تبثها الفضائيات لا تعتمد المقاييس الفنية والجمالية بقدر ما تسعى الى الجذب للإثارة الجنسية وبث البرامج الإباحية التي يمجها العقل السليم وتتعارض مع الفطرة الإنسانية والتي تسعى إلى تسطيح الفكر عند الناشئة إضافة إلى هدر طاقاتهم واستنزاف وقتهم وعزلهم عن المشاركة الاجتماعية لتحقيق غايات ربحية أو أيديولوجية مقننة .

وحذر أستاذ الإعلام الدكتور احمد الطوالبه من الثقافة الدخيلة التي تعمل على ترسيخها بعض الفضائيات لدى الشباب من خلال البرامج المختلفة وبخاصة الترفيهية وأفلام الجريمة والعنف والرعب والجنس .

واعتبر عدم وجود سياسات واستراتيجيات على مستوى العالم العربي لمجابهة الخطط المظللة للشباب كارثة اجتماعية لان كثيرا من الفضائيات تروج للاغتراب والقلق وإثارة غريزة الفردية والعدوانية ودافعية الانحراف مما يعطل عجلة التنمية ويهدر الطاقات الكامنة في المجتمع العربي .

وأوضح أستاذ التربية في جامعة الطفيلة التقنية الدكتور بلال ذيابات أن بعض الفضائيات العربية توجه خطابها الإعلامي إلى العاطفة فتشحنها عبر إعطائها صورة قاتمة للمستقبل ولا تخاطب الفكر وتسعى إلى تجميده من خلال ما تقدمه من برامج .

وقال انها لا تقدم مواد ثقافية علمية بل تتجه ببرامجها الى السطحية الثقافية والتركيز على الطابع الترفيهي للمواد اذ تصل لدى بعض الفضائيات الى مئة بالمئة.

ولفت ذيابات الى أن بعض الفضائيات العربية تدعو إلى الفن الرديء وتؤسس لثقافة الجسد والتعري وبناء جيل تحكمه الغريزة وتسيطر عليه الانحرافات والثقافة الجنسية .

ودعا الشيخ نور الدين العثامنة القائمين على الفضائيات العربية إلى ان يضعوا مخافة الله أمام عيونهم وهم يخططون ويرسمون برامجهم ، وان يعملوا على تأسيس ثقافة الحوار الحضاري من خلال الانفتاح على الثقافات الأخرى وتجسير التبادل الثقافي ضمن رؤية تفاعلية مع الواقع وطرح التحديات ومعالجتها واستنهاض الفكر .

وشدد على ضرورة قيام الفضائيات بواجبها الديني والأخلاقي لتكون أداة من أدوات التجميع والوحدة بين أبناء الأمة وان لا تدعو إلى شرذمة الصفوف بل يجب أن تلعب الدور البناء في حياة الأمة المتوافق مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وان لا تكون معول هدم لصرح الأمة الثقافي والحضاري .

وأشار أستاذ علم الاجتماع الدكتور إسماعيل الزيود إلى تاثير ما تبثه بعض الفضائيات في إحداث خلخلة واضطراب اجتماعي في المجتمع ، وعدم استقرار علاقة الفرد بالجماعة وتنمية الروح الاستهلاكية وأضعاف الروابط الأسرية، مبينا ان بعض البرامج الأجنبية تتعارض أفكارها مع مبادئ وقيم المجتمعات العربية .
"بترا"