عشر سنوات يا أمي .. رحمة الله عليك .. محمد عدنان دقامسة

أخبار البلد

عشر سنوات يا أمي .. رحمة الله عليك .. محمد عدنان دقامسة

06-06-2010 10:28 AM

عشر سنوات يا أمي... رحمة الله عليك

هاهي الأيام تمضي ... وأنتِ ياأمي مازلتِ حاضرة في ذاكرتي ... لم تغيبي لحظة واحدة ... أشعر بكِ في كل لحظات حياتي ... أشعر بدفء حنانك عندما تضيق بي الدنيا ... ضحكتك الجميلة تضيء سعادتي وبهجتي

رحمك الله تعالى ... وجعل الجنة مثواكِ ...

اللهم ياكريم يارحيم ... ارحمها برحمتك ... وأنر قبرها ... واجعله روضة من رياض الجنة يا رحمن ياكريم.......

اللهم آمين ..

هي والدتي أم عوني الدقامسة والتي توفيت بمرض إسمه "خطأ طبي" بتاريخ 06/06/2000 عن عمر يناهز الــ 45 عام و ها هي أمنيتها الوحيدة تتحقق ولكن بدون حضورها ففي ذكراها العاشرة كانت تأمل أن تشاركني لحظات فرحة كل أم عندما يتخرج ولدها.... ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون

من يتيم فجع لرحيلك باكرا ...

من زهرة قطفت في غير وقتها ...أشتمها الآخرين وانأ حبيس الأنفاس لا أقوى على حراك يد تمنت أن تقبّل أرجلك

ومن حقي أن أقبّلها ما دام أن تحتها كل شيء من نعيم...

ما عدت يا أمي أستلذ بنكهة العصفور الباحث عن صغاره ولا عن عشه الذي يأويه...

أصبحت أستيقظ من دونك مفزوع المضاجع ترتسم على ملامح إخوتي الصغار علامات الحزن والذل لرحيلك يا أمي

أعرف يا أمـــــــــي أن الموت حق ومن حقي أن أموت راحلا عن دنيا جعلتني يتيما

فلا عيد تهنأ له عيوني ولا فرح قد تبتهج له عيوني....

أمـــــــــــــــي... ها هم من يمتلكون الأمهات يحتفلون بعيدهن و يسعدون للقياهن و أنا أسافر إليك إلى داخل الأسوار أترجل إلى قبرك دون هدية أو قبلة فيعتصرني الألم و الحنين لفرقاك يا أمي ...

ها هي عشر سنوات مضت و أنت بعيدة عنّا و مازالت عيوننا تدمع و قلوبنا تعتصر ألما و حسرة يا أمي...

أعرف يا أمي انك كنت تتمنين أمنية واحدة فقط .....أن تشاركينني فرحة التخرج كبقية أمهات زملائي الأحياء وها أنا يا أمي على مشارف التخرج وناقوس شجون صوتك يطرق مسامعي و يدوّي قنابل في صميم عليائي فلا ولن أهنأ بملامسة شهادتي ما دمت قد تفوقت في كل الشهادات أولها شهادة أن لا اله إلا الله محمدا رسول الله ..

أمي... أعرف أنك قد رحلت من دون قصد وان هناك خطأ طبي قد تفشى بك كباقي كل المحرومين الذين حرموا من تقبيل أحبتهم و هم أحياء يرزقون لا أموات طريحي الاستهتار والاهمال...

أعرف يا امي ان فصل الربيع لم يعد فصلا تغرّد فيه الطيور ويزدهر فيه الدحنون بل أصبح الخريف هو الربيع واصبح موسما لنقل الموتى الى المقابر ففي ذكراك زال التفكير ...

حبيبتي ... يا أمي ... يا أم عوني ... عون كل أطفالك الذين يلتفون من حولي هذه اللحظات وعيونهم تدمع لذكراك فا هو إبنك محمد يحضن ثوبك الاصيل المهدّب ببقايا عطر من زمن عفا عنه القدر ووافاه الأجل ...

أمــــي .. أمي أمي.

والله اني قد شردت بعيدا وظننتك هنا في غرفتي

فيا الله أونس وحشة أمي في قبرها يا الله