د. بني سلامه: هذه قصتي مع حزب الجبهة العربية الموحدة

mainThumb

16-12-2010 10:46 AM

د0 محمد بني سلامه: هذه قصتي مع حزب الجبهة العربية الموحدة

فيما يلي  رد من الدكتور محمد بني سلامة على ما نشر في العرب اليوم  حول قرار فصلة من رئاسة اللجنة السياسية في حزب الجبهة العربية الموحدة ، وقد بعثه لـ " السوسنة " طالبا نشره كاملا لتوضيح الصورة :


نشرت صحيفة العرب اليوم خبرا بخصوص فصل  رئيس اللجنة السياسية في حزب الجبهة العربية الموحدة د0 محمد بني سلامه بتاريخ 8/12/2010 وقد بعثت للصحيفة ردا مفصلا حول ما نشر, وقد تفاجأت هذا اليوم بنشر جزء مقتضب من الرد وعلى منهجية ولا تقربوا الصلاة !

 

وقد فكرت بمقاضاة الصحيفة على نشر الخبر الأول ابتدء وعلى نشر الرد المقتضب ثانيا إلا انه منعني عن ذلك المكانة الكبيرة التي أكنها للصحيفة المشترك فيها وأقرأها يوميا وللقائمين عليها أداره وكتابا وعلى رأسهم رجل الدولة معالي د0 رجائي المعشر ونخبه كتاب الصحيفة وأبرزهم طاهر العدوان وناهض حتر الموقوف عن الكتابة حتى الآن وفهد الخيطان , وسلامه الدرعاوي واحمد أبو خليل وغيرهم وأنني إذ أسجل عتبي على الصحيفه , اجد نفسي مظطرا أن اوضح للرأي العام موضوع خلافي مع حزب الجبهه الاردنيه الموحده وأتقدم بالشكر الجزيل الى موقعكم الاكتروني الذي نجد فيه فضاءا ومتسعا للحديث بعد ان ضاقت المساحه في صحيفه العرب اليوم وتاليا الرد الذي بعثته للصحيفة 
 

سعادة السيد رئيس تحرير صحيفة العرب اليوم الأكرم

بعد التحية

عملاً بمبدأ الرأي والرأي الآخر وحق الرد وبيان الحقيقة، أرجو التكرم بنشر الرد التالي حول ما نشر في صحيفتكم الموقرة يوم الأربعاء الموافق 8/12/2010 في العدد 4902 الصفحة 32 قسم كواليس والمتضمن قرار اللجنة التنفيذية في حزب الجبهة الأردنية الموحدة فصل رئيس اللجنة السياسية في الحزب الدكتور محمد بني سلامة لمخالفته تعليمات الحزب، وجاء قرار الفصل وفق كتاب الفصل الذي حصلت عليه كواليس استناداً إلى الفقرة الرابعة من المادة 12 من النظام الداخلي للحزب.

إن ما نشر شكل نوعا من الإساءة والتجريح واغتيال الشخصية الأمر الذي يستوجب الرد والتوضيح للرأي العام وبيان خلفية الموضوع وقصتي بالكامل مع حزب الجبهة الأردنية الموحدة.

كان انتسابي إلى الحزب بعد أكثر من لقاء مع قيادته وعلى رأسهم معالي السيد أمجد المجالي، وتم الاتفاق على أن نكون شركاء في الحزب ونعمل بروح الفريق، وليس مجرد أتباع يتحلّقون حول زعيم نافذ يبصمون ويصفقون له على الدوام، فمثل هذه الأحزاب هي خارج التاريخ ومصيرها الزوال ولا أقبل الانتساب لها.

وبعد فترة قصيرة من العمل في الحزب اتخذت اللجنة التنفيذية قراراً بالإجماع بتعييني رئيساً للجنة السياسية في الحزب، وفي أول اجتماع للجنة السياسية وضعنا مسودة لمهام وواجبات وأسلوب عمل اللجنة السياسية قدمت على شكل مذكرة للجنة التنفيذية لاتخاذ القرار المناسب بشأنها وذلك وفق أبسط مبادئ العمل الحزبي المؤسسي، ومضى ما يزيد عن عام دون أن نحصل على إجابة، الأمر الذي أدى إلى انسحاب عدد من الأعضاء من اللجنة ومن الحزب، أذكر منهم على سبيل المثال الدكتور محمد درادكة الذي قدم استقالته من الحزب منذ ما يزيد عن سنتين دون الحصول على رد قبولاً أو رفضاً حتى هذا اليوم!

وبالرغم من كل الإحباطات والمعوقات، التي كان أبرزها الفردية وغياب الديمقراطية الداخلية وهشاشة البنية التنظيمية للحزب وغيرها، فقد حاولنا أن نقدم للحزب من وقتنا وجهدنا وعصارة فكرنا وعلى حسابنا الشخصي لقناعتنا بقيم المشاركة وأهمية العمل الحزبي، وباعتراف الجميع فإنه طوال فترة رئاستي للجنة السياسية فقد كانت اللجنة الأكثر حضوراً وإنجازاً من بين أكثر من 25 لجنة للحزب يترأس بعضها وزراء ورؤساء جامعات وغيرهم من الشخصيات العامة، بل إن كثيرا من هذه اللجان ظلت مجرد حبر على ورق.  وقد تم تحذيرنا من أن نشاطنا وتصريحاتنا وحضورنا اللافت يشكل إزعاجا للبعض في قيادة الحزب! وقد دخل صفوف الحزب بعض الانتهازيين وكان رأيي الذي أبلغته لأكثر من عضو في الحزب بأن الحزب يحتاج إلى تطهير وليس إلى تكبير وفكرت أكثر من مرة بالاستقالة إلا أنني تريثت بانتظار أن نتجاوز الموقف، وقد أخبرت ذلك لأكثر من عضو في الحزب. واذكر منه م على سبيل المثال د0 اسمه تليلان رئيس لجنه العلاقات العامه في الحزب

هذا العام وبعد قرار الحزب بالمشاركة في الانتخابات النيابية تم تشكيل لجنة سرية برئاسة معالي الدكتور عبد الرزاق الطبيشات سميت لجنة الانتخابات، وقد انفردت باتخاذ كل ما يتعلق بالانتخابات النيابية، ولم تبلغنا لجنة الانتخابات أو قيادة الحزب بأية تعليمات بخصوص الانتخابات، لا بل كنا نعرف أخبار الحزب بخصوص الانتخابات من خلال وسائل الإعلام، ورداً على ذلك طالبنا كلجنة سياسية في مذكرة قدمت للحزب بضرورة محاسبة لجنة الانتخابات في ضوء النتائج، وأعلنا تحفظاتنا على أسلوب إدارة الحزب للانتخابات، كما تقدم السيد وليد السبول عضو اللجنة السياسية بمذكرة طلب فيها تجميد عضويته في الحزب لحين إعلان نتائج الانتخابات احتجاجاً على أسلوب الحزب في إدارة الانتخابات.

وبعدها أعلن الحزب عن قائمة مرشحين أولية كان من بينهم سيدة من المفرق انضمت للحزب حديثاً ولم يكن لديها أية فرصة للنجاح ولديها شقيقة مرشحة في الدائرة نفسها، وتبين أن أحد أعضاء اللجنة التنفيذية في الحزب أراد ترشيحها للتأثير فى فرص نجاح المرشح د. إبراهيم الحسبان، ولاحقا انسحبت تلك السيدة من الترشيح، وأعلمت الحزب بأنها تعرضت لوعكة صحية ودخلت المستشفى، وهذه قصة مختلقة لا أساس لها من الصحة، بينما حصلت شقيقتها على 134صوتا في الانتخابات، وببساطة فإننا لم نكن لنقبل بزج الحزب في الخلافات العائلية والشخصية، وكان من بين المرشحين أشخاص لا فرصة لهم بالنجاح على الإطلاق وهو الأمر الذي حاولنا كلجنة سياسية أن نحذر منه منذ البداية، وفي النهاية فإنه من القائمة التي أعلنها الحزب والتي تكونت من ما يقارب 11 مرشحاً لم ينجح أحد، وجاء قرار فصلي من الحزب ليغلق الطريق علينا في تقييم أو محاسبة لجنة الانتخابات!

أما بخصوص السبب المباشر لفصلي من الحزب فإن القصة باختصار شديد أنني وبعد أن ارتبطت بزوجتي وهي من إحدى عشائر بني حسن التي أتشرف بمصاهرتها، وأصبحتُ من سكان مدينة المفرق، وتعرفت على عدد كبير من سكانها، وكان من جملة من تعرفت عليهم الدكتور إبراهيم الحسبان العموش، وكان قد زارني في البيت وطلب مني عند افتتاح مقره الانتخابي في انتخابات عام 2007 أن ألقي كلمة في تلك المناسبة، وقد فعلت وفاز الدكتور إبراهيم في الانتخابات واستمرت العلاقة بيننا وبالرغم من اختلاف انتماءاتنا الحزبية فإنه من وجهة نظر كلينا لا يفسد العلاقات الإنسانية أو الاعتبارات الاجتماعية، ومن وجهة نظري فإن كافة الأحزاب الوطنية الأردنية تختلف بالاجتهاد حول بعض الأمور الفرعية وتتفق على الثوابت المتعلقة بالدولة الأردنية، أما بخصوص الأحزاب العقائدية فإنني أرتبط بعلاقات حميمية مع الكثير من القوميين واليساريين والإسلاميين وأجلّ وأحترم كل مواطن أردني عضو في أي حزب سياسي.

هذا العام وقبيل الانتخابات حضر إلى منزلي الدكتور إبراهيم الحسبان، وطلب مني مرة ثانية بحكم علاقات النسب والصداقة أن ألقي كلمة في مقره الانتخابي فقبلت، وقمتُ بذلك بصفتي الشخصية لا بصفتي الحزبية، وهي ليست المرة الأولى التي أشارك فيها بصفتي الشخصية بنشاط سياسي عام، وفور انتهاء المهرجان تفاجأت باتصال من أمين عام الحزب السيد أمجد المجالي يلومني ويعاتبني على إلقاء كلمة في مقر مرشح التيار الوطني الذي يتزعمه عبد الهادي المجالي، وقد أعلمته بأنني تصرفت بصفتي الشخصية لاعتبارات اجتماعية وإنسانية وأن الحزب الذي يريد إلغاء هذه الاعتبارات هو حزب شوفيني إقصائي ضيّق الأفق فاقد الرؤية، وقد تعجبت من أمر الذين نقلوا الموضوع، فهم أعضاء في الحزب حضروا مثلي المهرجان الانتخابي لقريبهم المرشح د. إبراهيم الحسبان ونتيجة خلافاتهم الشخصية معه تم زج الحزب في الموضوع، فخلال عملي في الحزب لم أرَ لهم أي نشاط في الحزب أو حرص على الحزب، ولو كان تصرفهم بدافع الانتماء الحزبي لشكرتهم، وقلت في نفسي أنه تم بناء هرم فوق رأس دبوس وتساءلت فيما لو كان أحد قياديي حزب التيار الوطني قد ألقى كلمة في مقر انتخابي لأحد مرشحي حزب الجبهة الأردنية الموحدة هل ستقوم القيامة وهل سيتصرف حزب التيار بهذه الطريقة!

وأذكر في هذا المقام أنه أثناء عملي في الحزب أبلغني الأمين العام للحزب بأنهم فكروا أن أتسلّم قيادة الحزب في المفرق ولكن لاعتبارات عشائرية واجتماعية فإنهم لم يستطيعوا اتخاذ هذا القرار، وقد تفهمت وجهة نظرهم بالرغم من عدم قناعتي بها، فأنا مواطن أردني وأسكن مدينة المفرق وأرتبط معهم بعلاقة نسب، وهذا التفكير يتناقض مع أبجديات العمل الحزبي، واستذكرت قصة المناضل الأردني يعقوب زيادين ابن الكرك الذي انتخبه أهل القدس نائباً في البرلمان الأردني.

ومما زاد حيرتي أن هذه الازدواجية في التعامل والتفكير من قبل قيادة الحزب قد تجاوزت حدود المنطق في هذه الانتخابات، فعلى سبيل المثال يستطيع الأمين العام للحزب أن يلقي خطابا في المقر الانتخابي لمرشح حزب الوسط الإسلامي يحيى السعود ويستطيع رئيس لجنة الانتخابات د. عبد الرزاق الطبيشات أن يدعم أحد المرشحين في لواء الكورة وهو ليس عضواً في الحزب، علماً أن أحد المرشحين في لواء الكورة هو عضو رسمي في الحزب وكثير من المواقف التي لا أريد أن أتطرق إليها، ولكن لا أحد يحاسبهم لأنهم لا يخطئون! أو فوق مستوى البشر!

والحقيقة أنني بعد هذه الواقعة كنت قد اتخذت قراراً بتحمل المسؤولية بكل رجولة وكبرياء وأن أنسحب من الحزب بهدوء ولكنني تفاجأت بقرار يصدر من الحزب بفصلي استناداً للمادة 12 فقرة 4 والتي تنص على فصل العضو إذا قام بعمل من شأنه الإساءة للحزب، لقد اجتهدت قيادة الحزب واتخذت هذا القرار وسواء تسرعت وأخطأت أو أصابت فإنني أترك الحكم على القرار للرأي العام ولأعضاء الحزب وأذكرهم بهذه القصة القصيرة: في الخمسينات من القرن الماضي ترشح الشهيد هزاع المجالي لانتخابات مجلس النواب ضمن قائمة وترشح منافساً له ضمن قائمة أخرى المرحوم السيد أحمد الطراونة ويوم الانتخابات ذهب الشهيد هزاع المجالي إلى منطقة مؤتة ليتفقد وضعه الانتخابي فاستقبله منافسه المرشح السيد أحمد الطراونه وأبلغه أن كليهما مشغول بالانتخابات وأنه ليس بوسعه أن يولم له كضيف وبدلاً من ذلك طلب السيد أحمد الطراونة من أقاربه أن يصوت 30 شخصا لمنافسه هزاع بدل الغداء ففعلوا ونجح كلاهما في تلك الانتخابات! هذه أخلاق ومدرسة البناة الأوائل التي نتعلم منها الدروس والعبر، ونستقي منها مواقفنا في الانتخابات والعمل الحزبي، أين نحن منها اليوم؟

وفي الختام فإنني ما كنت لأرغب في أن أنشر هذه الحقائق على الرأي العام لولا تفاجئي مرة أخرى بنشر خبر فصلي في كواليس العرب اليوم، التي حصلت على نسخة من كتاب الفصل الذي لم يصلني حتى هذا اليوم! واتصل بي الكثير من الزملاء والأصدقاء ما بين مستغرب ومستنكر ومستفسر الأمر الذي استلزم الرد وبيان الحقيقة مؤكداً احترامي وتقديري لكافة أعضاء الحزب وعلى رأسهم السيد أمجد المجالي الذي لا يخامرني أدنى شك بصدق انتمائه ووطنيته راجياً أن يكون هذا الرد نهاية لهذا الموضوع الذي لا أريد أن أعود للحديث فيه مرة أخرى داعياً قيادة الحزب أن لا يبخسوا الناس أشياءهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                                     د. محمد تركي بني سلامه

                                                                              المفرق

                                                                          11/12/2010 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد