الأمير الحسن يهنىء الطوائف المسيحية بعيد الميلاد المجيد

mainThumb

26-12-2010 04:22 PM

هنأ سمو الأمير الحسن بن طلال، (الأحد 26 كانون الأول 2010)، الطوائف المسيحية في الأردن بمناسبة عيد الميلاد المجيد.



وقال سموه، خلال لقائه في مطرانية اللاتين بالصويفية رؤساء وممثلي وأبناء الطوائف المسيحية في المملكة، إن الوحدة الوطنية والتماسك والتكامل لا بدّ أن تتأسس على مفهوم الاستقلال المتكافل. الكل يعترف بهوية الآخر ويمارس الاحترام للآخر، لا بل يحرص على الدفاع عن حق الآخر في أن يحيا ويموت بكرامة؛ مشدداً على أن الحركة الهاشمية حركة فكرية استندت تاريخياً على احترام الآخر وحقه في الحياة.



ودعا سموه إلى تعزيز التآلف بين أفراد المجتمعات العربية بعيداً عن الشعارات الغريبة عن محيطنا، من أجل مواجهة العزلة التي تشهدها المنطقة وبناء الجدران العازلة التي تهدف إلى تطويق الجميع للعيش في فسيفساء متباعدة عن بعضها البعض؛ مشدداً على أن هذه العزلة لا تكتب لنا مستقبلاً كهوية عربية.



وشكر الأمير الحسن الفاتيكان على مبادرته مؤخراً في إقامة سينودس أساقفة الشرق الأوسط، واعتبره لقاءً تاريخياً ومهماً؛ مؤكداً أنه لا بدّ من الحذر من الكتب التي يتم تداولها هذه الأيام لمؤلفين وجماعات متعادية، واستبدالها في الوعي العربي بنظرة من الرحمة والشفقة.



وقال سموه أنه يا حبذا لو يخصص المسلمون والمسيحيون في المنطقة جزءاً مما ينفقونه على الاحتفالات الدينية لبناء المؤسسات التي تنقلنا من الفكر إلى الفعل وإلى احتواء القلوب بعيداً عن الاحباط والتطرف؛ مشدداً أن ابتعادنا عن التعامل مع الإنسان من حيث هو إنسان، هو التحدي الأمني الأول، "فكفى خطابات وكلمات جميلة، علينا أن نهتم بسدّ عجز الدخل بين الغني والفقير، علينا أن ننظر إلى كيفية سد عجز الكرامة بين الغني والفقير في المجتمع".



وأضاف سموه أن الحرية المسؤولة أمر لا بدّ منه من أجل تفعيل الإنسان في إطار الأمل والإيمان؛ مؤكداً أن البيت الأردني هو بيت الإنسان الفرد والأسرة والمجتمع، قبل أن يكون بيت المؤسسات الكبرى. لذا لا بدّ من تمكين الضعفاء حتى تكون جميع القوانين في خدمة الغاية الأساسية وهي بناء المواطنة الصالحة المبنية على خدمة الصالح العام.



ودعا الأمير الحسن إلى العمل المشترك من أجل بناء حلم الحالة العربية المتجانسة المتكافلة المبنية على تعاليم الأفاضل في تاريخنا المشترك، وتعاليم الأنبياء الذين نحترمهم ونجلّهم جميعاً كجزء أساسي من ديننا الإسلامي؛ مضيفاً أنه لا بدّ أن نعترف أننا في هذه الفترة من حياتنا نجد أن ضعفنا مخترق من قبل الذين يعتقدون أن المسيحية حكر على توجه جغرافي نسميه الغرب.



وأكد سموه أن التحدي الفعلي هو كيفية الحفاظ على الموقع الوسط والوسطية والاعتدال، والاهتمام بإرث أبنائنا وأحفادنا من بعدنا، ومشاركة الجميع في العمل والبناء ضمن مفهوم المعرفة والاستمرار في التركيز على محتوى الأمور ومضامينها، إذ إنه آن الأوان لبناء المجتمع المدني على أسس من المعرفة والقواسم المشتركة التي تخدم الصالح العام.



وكان المطران سليم الصايغ ألقى كلمة ترحيبية قال فيها "ان تاريخ شعبنا الطيب، مسيحيين ومسلمين، وتراثنا العريق، يؤكدان على أن وحدتنا الوطنية ليست حديثة الولادة، بل هي قديمة قدم التاريخ المشترك، عمرها 14 قرناً. كما تؤكدان على أن مبادئنا سليمة وبنّاءة. فالدين لله والوطن للجميع، والتدين الأصيل يثمر صدقاً ورحمة وأخلاقاً كريمة. وقد أصبحت مناسباتنا الدينية، المسيحية والإسلامية، أجمل تعبير عما في نفوس المواطنين من أخوّة واتحاد قلوب وتقارب حقيقي، ووحدة وطنية. فأعيادنا وأفراحنا وأحزاننا يشارك فيها جميع المواطنين، وإن اختلفوا ديناً وجنساً ومنبتاً".



وجرى خلال اللقاء حوار بين سمو الأمير الحسن والحضور شارك فيه عدد من النواب والأعيان ورجال الدين المسيحيين والمسلمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد