صحيفة السوسنة الأردنية

توصلت دراسة الى ان وباء انلفونزا المكسيك الذي حصد أرواح 14 الف شخص في انحاء العالم يمكن ان يوفر مفتاحا يمكن العلماء من تحضير لقاح شامل ضد الانفلونزا عموما.

واكتشف العلماء الذين أجروا الدراسة ان جهاز المناعة لدى العديد من المصابين بفيروس ايتش 1 ان 1 خلال انتشار الوباء عام 2009 أنتج أجساما مضادة تقي من الاصابة بسلالات مختلفة من فيروس الانفلونزا. ويعتقد العلماء ان هذا التطور غير المتوقع يمكن ان يؤدي الى لقاح يحمي الجسم ضد كل انواع الانفلونزا.

ومن شأن لقاح كهذا أن ينهي أيضا السباق الذي ينطلق سنويا لتطوير مصل ضد احدث سلالات فيروس المرض وقد يسفر حتى عن تصنيع حقنة تؤخذ مرة واحدة في حياة المرء.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن رئيس فريق الباحثين باتريك ولسن من جامعة شيكاغو ان نتيجة ما توصلوا اليه أشبه بالكأس المقدس في مجال الابحاث التي تهدف الى إيجاد لقاح ضد الانفلونزا. وأضاف ان الدراسة تبين وجود إمكانية لتطوير لقاح واحد يكفي لتحصين المرء ضد الانفلونزا بمختلف أنواعها.

ودرس فريق العلماء من جامعتي ايموري وشيكاغو حالات تسعة مرضى أُصيبوا اصابات متباينة الحدة بانفلونزا المكسيك في عام 2009. واكتشف الفريق وجود كريات بيض لديهم تنتج اجساما مضادة لفيروس الانفلونزا ثم قاموا بفصل جينات الجسم المضاد عن الخلايا المنفردة. واستخدم العلماء هذه الجينات لانتاج اجسام مضادة بزراعة الخلايا واختبروا سلالات الفيروس التي تصدت لها الاجسام المضادة. وتمكنت خمسة اجسام مضادة انتجها العلماء من مكافحة كل السلالات الموسمية للفيروس ايج 1 ان 1 خلال العقد الماضي وسلالة فيروس الانفلونزا الاسبانية التي فتكت بأعداد كبيرة في عام 1918 وايضا فيروس ايج 5 ان 1 الذي يرتبط بانفلونزا الطيور.

وقال الدكتور جينز راميرت من جامعة ايموري ان هذه النتائج تبين ان الاجسام المضادة التي أنتجها البحث يمكن ان تُنتج في الجسم إذا كان لدى جهاز المناعة المحفز المناسب لانتاجها ، وتشير الى امكانية تطوير لقاح شامل ضد الانفلونزا.

كان غالبية افراد العينة موضوع البحث في العشرين والثلاثين من العمر. ويعتزم الباحثون الآن دراسة ردود فعل جهاز المناعة لدى اشخاص جرى تلقيحهم ضد فيروس ايج 1 ان 1 عام 2009 لكنهم لم يصابوا بالمرض.