" فلسطين " لإسمها نصيب من معاناتها في البحث عن وظيفة

mainThumb

11-04-2011 03:03 PM

في زمن يدعي فيه الجميع محاربتهم للعنصرية ويتحدثون عن الوحدة الوطنية التي تنهض بالوطن وترتقي به نحو المثالية والكمال لم تكن تعلم " فلسطين مبارك ذنيبات " ان لفلسطين المحتلة تأثير على رحلتها في هذه الحياة  التي كان لاسمها نصيب ٌ من معاناتها ، بدأت قصتها بعد تخرجها من جامعة مؤتة بتقدير جيد منذ عام 2005 عندما فوجئت بعدم وجود مجال عمل لتخصصها في مدينة الكرك وأن شركات الاتصالات هناك بحاجة لموافقة من الشركة الرئيسية في العاصمة عمان لقبول أي متدرب .

تزوجت فلسطين بعد ذلك وانتقلت الى العاصمة معتقدة ً انها ستجد وظيفة بكل سهولة  ، ولم تترك مكانا ً الا وطرقت ابوابه من اجل العمل وفي كل مقابلة عمل كانت تتعرض لمجموعة غريبة من الاسئلة المتعلقة باسمها معللين كيف هي اردنية الاصل وكركية واسمها فلسطين ! حتى ان معظمهم كان يتدخل بأصول والدتها كي يشبعون رغبة فضولهم .

اضطرت فلسطين آنذاك للتنازل والعمل ضمن مجال ٍ مختلف عن تخصصها علها تجد الحل في ذلك القرار ، ووجدت عملا ً في احدى شركات التوظيف التي رحب بها صاحب العمل ذو الأصول الفلسطينية عن عظيم اسمها ورحب بإعجابه بأهل الكرك الا انه في نهاية المقابلة أخبرني انه لا مكان لي بينهم.

حتى أصحاب الأصول العراقية كان لهم نصيب ٌ في ظلم هذه الإنسانة التي تقدمت لامتحان في شركة استيراد وتصدير للمركبات النفطية لهم مقرها في عمان لتفاجأ بجملة قالها مدير التوظيف " اذا انتي مش قادرة تحدديلي انتي ( اردن ) او ( فلسطين ) بدك العراق يحدد مستقبلك؟! ياله من احباط حقا ً !

وانجبت فلسطين طفلا ً بعد ان مر على تخرجها 5 سنوات وقدمت لإحدى الوزارات للعمل كمتدربة بعد ان عجزت عن كل الحلول ، فعملت أخيرا ً مع 15 متدربا من الخريجين الجدد .

ولكن ليس للحظ حليف ٌ مع هذه الفتاة فبعد ان اعتقدت انها بدأت تشق طريقها تفاجأت ان إحدى المسؤولات هناك معترضة على اسمها .

وما آلم فلسطين وقتها هو اعتراف العديد من العاملين معها في الوزارة ان اسمها كان يقف عاجزا أمامهم للتعامل مهعا .

وبعد سنة ونصف تقريبا ً في عملها هذا ترك زميلٌ لها مكانه للالتحاق بالدراسة في تايوان على حساب الوزارة علما انه يصغرها بسنتين وهي مجرد متدربة عنده رغم انها الوحيدة في قسم الدعم الفني التي تحمل درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب / شبكات، وهي المرشحة الآن للحلول مكانه .

وبعد وعود طويلة الأمد بتثبيت المتدربين من قبل ديوان الخدمة المدنية ، تم بالفعل الحصول على كافة الموافقات من وزارة المالية - الموازنة العامة ،علمت أنها من ضمن الاسماء التي تم الموافقة على تثبيتها .

ولكن لم تطالها الفرحة ولم تسر الأقدار بما يخدمها وظلمها اسمها مرة اخرى ، حيث ارتأت الادارة من قبل المصالح الشخصية تكليف احد الموظفين ممن لم يكن معني يوما بالشبكة بالعمل مقابل مكافأة شهرية مكان زميلها الذي كان من المفروض أن تحل مكانه لحين عودته ، ليصبح وجودها عائقا ماديا ً يلغي مبرر مكافأة هذا الموظف .

وفي  19 / 9 /  2010تم إبلاغها بصدور قرار انتهاء فترة التدريب ليتسنى لبعض الاداريين في الوزارة استخدام تلك الشواغر لتعيين بعض الموظفين من المعارف وتثبيت بعض موظفي العقود على حساب موافقة واستثناء تعيين المتدربين .

 تقدمت فلسطين بعد ذلك بشكوى لرئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي جعلتهم ينهون عقود عدد من المتدربين بحجة عدم الإلتزام بالدوام كي لا تنكشف أمورهم بانها الوحيدة التي انهوا عقدها .

ولم تفقد الأمل حتى تقدمت بشكوى اخرى لرئيس الوزراء الحالي معروف البخيت  ووزير الاتصالات و مكافحة الفساد وسلمتهم ملف عن كافة التجاوزات وقضايا الفساد التي رأتها بأم عينها هناك.
 
وأخيرا وبعد عجز هذه الإنسانة التي تحمل اسم فلسطين ومبارك معا ً وصل بها التخوف والتعقيد من اسمها لاستبداله بـ " إسرائيل " علّ احترام العالم لهذه البلد يجد لها وظيفة محترمة تليق بها بعد كل المعاناة التي لحقت بها ! 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد