الموشحات

mainThumb

13-11-2020 04:03 PM

السوسنة - الموشحات هو فن شعري ذو نشأة أندلسية، فرضتها طبيعة الحياة في الأندلس، واشتقت كلمة موشح من المعنى العام للتزيين، سواء كان ذلك وشاحا أم قلادة مرصعة أم غير ذلك.
 
و الموشح هو قالب من قوالب الشعر العربي، والجمع موشحات، وعرف ناظمه باسم الوشاح، على أن ناظميها غالبا لم يقتصروا عليها، بل نظموا الشعر أيضا، وإن كانت شهرة عدد منهم قد تمثلت في هذا الفن، فليس معنى هذا أنهم اقتصروا عليه. 
 
والموشح كلام منظوم على وزن مخصوص،  يتألف من ستة أقفال و خمسة أبيات كحد أقصى، و يقال له التام، ومن خمسة أقفال وخمسة أبيات كحد أدنى و يقال له الأقرع، فالموشح التام هو ما ابتدئ بالقفل، أما إذا لم يكن في بدايته قفل فهو موشح أقرع.
 
النشأة و التطور : 
ثار جدل واسع حول النص الشهير : 
أيها الساقي إليك المشتكى        قد دعوناك و إن لم تسمع  
فقد نسبت هذه الموشحة في بعض الأحايين لعبد الله بن المعتز، وهو شاعر عباسي مشرقي، فقيل إن نشأة الموشح نشاة مشرقية ومن ثم تطورت في المغرب، لكن ما تؤكده مصادر عديدة - مثل: دار الطراز،  المغرب في حلي المغرب، ومعجم الأدباء، والوافي بالوفيات، وعقود اللآل في الموشحات والأزجال، والمطرب -  أن نشاة الموشحات كانت أندلسية. 
 
وقد ذكر في كتاب الذخيرة أن: " أول من صنع أوزان هذه الموشحات بأفقنا و اخترع طريقها - فيما بلغني – محمد بن محمود القبري الضرير، وكان يصنعها على أشطار الأشعار غير أن أكثرها على الأعاريض المهملة غير المستعملة، يأخذ اللفظ العامي أو العجمي – و يسميه المركز -، و يضع عليه الموشحة دون تضمين فيها و لا أغصان". 
وكذلك فإن ابن خلدون أيضا وغيره الكثير يرون أن نشأة الموشحات هي نشأة  أندلسية.
 
تركيب الموشحة :
يقول  ابن زهر الإشبيلي :
يا شقيق الروح من جسدي أهوىً بي منك أم لمم؟
ضعت بين العذل والعذَلِ
أنا وحدي على خبلٍ
ما أرى قلبي بمحتمِلِ
ما يريد البين من خلدي وهو لا خصم ولا حكم
أيها الظبي الذي شردا
ترََكَتني مقلتاكَ سداً
زعموا أني اراك غداً
واظن الموت دونَ غدِ أينَ مني اليومَ ما زعموا؟
ادن شيئاً أيها القمر
كادَ يمحو نورك الخفر
أدلال ذلك أم حذر
لا تخف كيدي ولا رصدي أنت ظبي والهوى حرم
يا هشامَ الحسن أي جوى
يا هوىً أزرى بكل هوى
لم أجد مذ غب تَ عنه دوا
علمتكَ النفث في العقدِ لحظات كلها سقم
وهل بشوقي ردع كل صَبا
تجتليها آية عجبا
حين أشدوها بكم طربا
يا نسيم الروح من بلدي خبر الأحباب كيف هم
 
1- القفل، مثل : 
يا شقيق الروح من جسدي                
 أهوى بي منك أم لمم؟
ما يريد البين من خلدي       
وهو لا  خصم ولا حكم                    
ويسمى القفل الأول في الموشح مطلعا. 
 
2 – البيت :
وهو الدور مع القفل الذي يليه، نحو : 
ضعت بين العذل و العذل
و أنا وحدي على خبل
ما أرى قلبي بمحتمل
ما يريد البين من خلدي                              
وهو لا  خصم ولا حكم
 
3 -  الخرجة :
وهي القفل الأخير من الموشح، وهي في الموشح السابق :  
يا نسيم الروح من بلدي                      
خبر الأحباب كيف هم
 
4- الغصن : 
وهو الجزء من القفل، نحو: " يا نسيم الروح من بلدي".
 
5- الدور : 
وهو مجموعة الأسماط  التي تلي القفل أو تسبقه، نحو :
ضعت بين العذل و العذل
و أنا وحدي على خبل
ما أرى قلبي بمحتمل
 
6-السمط : هو الجزء  من الدور، نحو :
ضعت بين العذل و العذل
 
أوزان الموشحات :
من الموشحات ما هو على أوزان العرب ، و منها ما هو غير ذلك . 
أما ما جاء على أوزان العرب ، فقد هاجمه ابن سناء الملك قائلا بأنه لا يختف عن المخمسات في شيء .  لكنه استثنى من الذم ما كانت قوافي القفل فيه مختلفة . 
أما ما لم يكن على أوزان العرب فهو ما تخللت أقفاله و أبياته كلمة أو حركة تخرجه عن أن يكون شعرا صرفا و قرضا محضا، وضرب ابن سناء الملك مثلا لذلك قول ابن بقى :
صبرت و الصبر شيمة العاني               و لم أقل للمطيل هجراني معذّبي كفاني.
فلولا الزيادة التي تتمثل في كلمتي "معذبي كفاني" لكان الموشح على بحر المنسرح. 
 
لغة الموشح : 
لغة صحيحة تتفق وقواعد اللغة العربية، وتتسم بالعذوبة والرقة وذلك لطبيعة الموضوعات، ويتفق دارسو الأدب على عددم جواز استعمال العامية في ثنايا الموشح، أما في الخرجة فهو مسموح.  
 
أغراض الموشحات الأندلسية :
أغراض الموشحات عديدة هي : الغزل والمدح والوصف و الرثاء والهجر والمجون . 
 
وأكثر  الموشحات كانت في الغزل و الهجر، وهناك موشجات في الوقت نفسه يختلط فيها الغزل بموضوعات أخرى وصفية أو خمرية أو مدحية.
 
مصادر لدراسة الموشحات  :
دار الطراز : ابن سناء الملك .
العاطل الحالي و المرخص الغالي: الصفي الحلي 
المستطرف من كل فن مستظرف : الأبشيهي .
الدر المكنون في السبع فنون : ابن إياس .
خلاصة الأثر : المحبي . 
توشيع التوشيح : الصفدي .
جيش التوشيح : لسان الدين بن الخطيب . 
نفح الطيب و أزهار الرياض : المقري .
نزهة الأنفس و روضة التأنس في تشيح أهل الأندلس : ابن سعد الخير البلنسي .
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد